الأسرى في عيون الشباب ..

 

*بقلم / عبد الناصر فروانة

10-4-2012

 

الأسرى في عيون الشباب .. عنوان مؤتمر الشباب الرابع الذي نظمته " منظمة أنصار الأسرى " في تموز / يوليو من العام الماضي بقاعة فندق الكمودور على شاطئ بحر غزة ، بمشاركة العديد من المجموعات والأطر واللجان الشبابية ، وبحضور عدد لا بأس به من أهالي الأسرى وممثلين عن لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية وبعض المهتمين والمتابعين لشؤون الأسرى .

وناقش المؤتمر آنذاك من خلال جلساته الأربع وعلى مدار ست ساعات متواصلة أوراقاً مختلفة ، تحمل مضامين قيمة ومتنوعة ، واستمع لشهادات ومداخلات وكلمات ثرية ، قدمت خلالها مجموعة من الآراء والاقتراحات المفيدة والرؤى الشبابية القيمة ، ذات علاقة مباشرة بالأسرى والأسيرات وما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم داخل سجون الاحتلال ، ودور الشباب في دعمهم ومساندتهم ، وخلص المؤتمر لجملة من التوصيات الهامة والتي من شأنها لو ترجمت أن تحدث نقلة نوعية في أشكال المساندة والتفاعل مع قضايا الأسرى و لعل كان أبرزها :

- إطلاق أوسع حملة دولية لإطلاق سراح الأسرى القدامى والأطفال والنساء والمرضى وإنهاء معاناة أسرى العزل .

- تأسيس شبكة إعلامية دولية وبلغات عالمية بالتعاون مع المواقع المساندة للمساهمة في حملات تجنيد الرأي العام العالمي .

- تشكيل وفد شبابى يجول أنحاء العالم لشرح معاناة الأسرى وتشكيل لوبى شبابى ضاغط على الرأى العالمى .

- تنظيم مؤتمر شبابى عالمي في إحدى عواصم العالم .

- تخصيص يوم وطني مميز للتضامن مع الأسرى.

- إنشاء مركز للدراسات وللتوثيق يعنى بقضية الأسرى وملفاتها المتعددة  .

 

ومما لا شك فيه بأن توصيات كهذه وغيرها من التوصيات التي خرج بها المؤتمر ، وبهذا الحجم والمستوى والأهمية ، هي بحاجة لمن يتبناها ويرعاها ويعمل على ترجمتها ، وهي بالتأكيد تتجاوز إمكانيات منظمة شبابية تطوعية ذي إمكانيات محدودة أنشئت منذ سنوات لخدمة قضية الأسرى لكنها حاضرة في كل المناسبات والفعاليات يُطلق عليها " منظمة أنصار الأسرى " .

واليوم وفي ظل تصاعد الهجمة الإسرائيلية واشتدادها ضد الأسرى والتي طالت مجمل مناحي الحياة الإعتقالية ، وسلبت حقوقهم الأساسية ، وتعدت على مشاعرهم الإنسانية والدينية .

 

 وفي ظل ضعف مشاركة الشباب الفلسطيني والعربي في الفعاليات المساندة للأسرى ، ومع اقتراب يوم " الأسير الفلسطيني " الذي يصادف في السابع عشر من ابريل / نيسان من كل عام ، فإنني أرى بأنه من الأهمية بمكان التأكيد على دور الشباب في مساندة الأسرى بمعاركهم المتواصلة وما تعرف بمعارك الأمعاء الخاوية ، حيث بات من الضروري أن يتحرك الشباب الفلسطيني والعربي والإسلامي لنصرة الأسرى .

كما ومن الأهمية أيضاً التأكيد هنا على دور القوى المنظمة في المجتمع الفلسطيني من أحزاب وفصائل وطنية وإسلامية ، وهيئات متعددة ، وكذلك المؤسسات التعليمية والأكاديمية لإعادة الاعتبار لقضية الأسرى في الوعي الفلسطيني لا سيما لدى الشباب ، وتفعيل العمل التطوعي واشراك جيل الشباب ، وتعزيز القناعات الوطنية والدينية لديهم بضرورة العمل من أجل قضية الأسرى.

 

فقضية الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ، كقضية فلسطين ، تتخطى الحدود الفلسطينية ، فهي لم تكن يوما قضية الفلسطينيين فحسب ، وإنما هي قضية عربية إسلامية ، وجب دعمها ومساندتها بكل الوسائل الممكنة والمتاحة والمشروعة ، بل وأن تحرير الأسرى واجب شرعي ، وتحريرهم أهم من تحرير الأقصى .

ويحضرني هنا ما نقل عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني) والعاني هو الأسير ، وعن عُمَرَ بنِ الخطّاب قال: ( لأن استنقذ رجلاً من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلى من جزيرة العرب )

 

والشباب هم وقود الثورات الاجتماعية والسياسية وفي إحداث التغيير المأمول، وهم بناة الدول والأوطان ، لما يمتلكونه من حماس شديد ، وطاقات هائلة ، ومكامن قوة وفعل مؤثر ، ولما يتمتعون به من كفاءات ومواهب وإبداعات متعددة ومتجددة ، وقدرات إنتاجية عالية ، ومؤهلات علمية وأكاديمية ، ومقومات خاصة تمنحهم التميز ولهذا يجب اغتنام الشباب قبل الهِرم .

 

والشباب يمثلون في بلادنا قوة عددية كبيرة ، يجب استثمارها وتوظيفها في خدمة قضايانا الوطنية والقومية ، لهذا نتطلع دوماً لأن يأخذ الشباب الفلسطيني والعربي زمام المبادرة في تبني قضية الأسرى ، والمساهمة في نشرها وتسليط الضوء على ملفاتها المختلفة ، وعلى ما يتعرض له الأسرى وذويهم من انتهاكات جسيمة وجرائم إنسانية عديدة ، بما يساهم ويقود إلى اتساع رقعة التضامن معهم ومساندتهم .

نعم .. لقد اثبت ثورات الربيع العربي مدى قدرة الشباب على الاندماج في الحياة وقيادة الثورات ، ولعب دور حيوي ومؤثر في مجتمعاتهم ، مما يتطلب من التنظيمات الفلسطينية كافة توسيع قاعدة المشاركة السياسية والاجتماعية للشباب والشابات واستثمار طاقاتهم وحشد إمكانياتهم في خدمة قضية الأسرى التي تتصدر القضايا الوطنية كافة .

 

كما و نتطلع لربيع شبابي عربي ودولي لنصرة الأسرى ومساندتهم ودعم خطواتهم النضالية ومعارك الأمعاء الخاوية ، ربيع يبدأ بثورة " فيسبوك لنصرة الأسرى " و ( لا )  ينتهي بمسيرات واعتصامات مليونية .

ثقتنا بالشباب عالية ، وقناعتنا بدورهم راسخة ، والنصر حتما سيكون حليفنا نحو تحرير أسرانا وتشييد مستقبلنا المشرق

أرشيف المقالات

*عبد الناصر فروانة

أسير سابق ، وباحث مختص في شؤون الأسرى

مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية

عضو اللجنة المكلفة بمتابعة شؤون الوزارة بقطاع غزة

0599361110

الموقع الشخصي / فلسطين خلف القضبان

www.palestinebehindbars.org