"الحملات الإلكترونية" محاولة نوعية لتفعيل قضية أسرى فلسطين دوليًا

 

غزة (فلسطين) - خدمة قدس برس

31-12-2012

 

أطلقت مؤخرا مجموعات شبابية فلسطينية حملات إلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وهي محاولة نوعية على مستوى الوطن والخارج لإيصال معاناتهم وتفعيل قضية الأسرى المضربين عن الطعام.

 

وفي السابع عشر من كانون أول (ديسمبر) الجاري انطلقت حملة تحت شعار "اليوم الإلكتروني لمساندة الأسرى المضربين عن الطعام" وذلك بالتزامن مع انطلاق مجموعة من الصفحات المساندة لقضايا الأسرى والتي تتابع أخبارهم وصورهم بشكل متواصل، بالإضافة إلى مطالبتهم من نشطاء صفحات التواصل بتوحيد صور الغلاف والصور الشخصية لصفحاتهم بصورة تحتوي على يد ترتفع للأعلى بقوة تخرج من شاشة جهاز حاسوب وبها القيد الإسرائيلي وقد حطم ومكتوب أسفل الصورة مضرب.

 

وحسب إحصائية حول الحملة الالكترونية المساندة للأسرى لمدة 24 ساعة نشرتها صفحة الحراك الشبابي للأسرى المحررين؛ أوضحت خلالها تواجد أكثر من 30 مليون متابع لمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمشاركة مئات الصفحات الفلسطينية والعربية بالإضافة إلى 25 ألف تغريده على مواقع التواصل "تويتر" بمشاركة مئات الناشطين من مختلف أنحاء العالم وخاصة في الدول الأوربية.

 

وكانت دعوات الشباب الفلسطيني بأفكار جديدة لمناصرة قضية الأسرى في ابتكار مستمر حيث قام مجموعة من الشباب بنشر أرقام هواتف ذوى الأسرى المضربين عن الطعام عبر هذه الصفحات لتواصل معهم ومساندتهم من خلال رسائل تضامنية مع أهالي الأسرى مفادها "قلوبنا معكم".

 

الحراك الشبابي

الطالب محمود طيطي (23 عامًا) المتخصص في تكنولوجيا الإعلام وهو مؤسس صفحة الحراك الشبابي للأسرى المحررين من مدينة الخليل في الضفة الغربية كانت تجربته مع الأسر هو الدافع الأقوى لإنشاء هذه الصفحة، حيث قال لوكالة "قدس برس" أنا أسير محرر وقد أمضيت عامين في سجون الاحتلال فعانيت مرارة السجن والسجان، وعذابات الفراق للأهل والأحباب".

وأضاف: "بعد الإفراج عني كنت متابع لصفحات الأسرى على مواقع التواصل، ومن وجهة نظري لم يكن أداؤها جيدا لأنه لا يوجد لها أي عمل على ارض الواقع فعملت على إنشاء الحراك الشبابي للأسرى المحررين".

وبين أن الحراك له صفحة ومجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وصفحة على  "تويتر" و"يوتيوب" وموقعاً إخباريًا.

وعن بداية انطلاق الحراك الشبابي على أرض الواقع؛ أشار طيطي إلى أنه كان بتنظيم مسيرة جماهيرية في العشرين من تشرين أول (أكتوبر) 2011.

وبيّن مهام الصفحة وهي العمل على متابعة كافة أخبار الأسرى في داخل السجون ونشرها عبر الصفحة والمجموعات والموقع الإخباري، بالإضافة لنشر الإعلانات التي تتعلق بالفعاليات كالمسيرات والوقفات التضامن التي تنظمها المؤسسات لنصرة قضية الأسرى.

وأفاد طيطي أن عدد أعضاء الصفحة هو 2667 عضو وهم في ازدياد مستمر وبشكل كبير والمجموعات المتابعة عشرة آلاف شخص، بالإضافة إلى مئات الزوار يوميًا.

 

عمل تطوعي

وأشار إلى أن عمل الأعضاء في هذه الصفحات هو عمل تطوعي من قبل مجموعة من الأسرى والأسيرات المحررين وبعض النشطاء الشباب و الإعلاميين  المختصين في مجال الأسرى.

وعن كيفية الحصول على أخبار الأسرى وتفعيلها قال طيطي: "يتم ذلك من خلال مراسلينا المتواجدون في كافة أنحاء الوطن، بالإضافة لمصادرنا الخاصة ومن داخل الأسر، ويوجد لدينا متخصصين في رصد حالات الاعتقالات اليومية وجلب أسماء المعتقلين، وعلى تواصل مستمر مع كافة الصفحات الأخرى المختصة بقضية الأسرى".

وأوضح أنه "لا يوجد لهم مقر على أرض الواقع، ولكنهم ساعون لإنشاء مكتب مركزي في مدينة الخليل بعد حصولهم على ترخيص لموقعهم من قبل وزارة الإعلام".

وعن أنشطتهم المستقبلية لخدمة قضية الأسرى؛ كشف طيطي عن وجود فكرة لعمل فيلم درامي وسيتم تنفيذها مع بداية العام الجديد، وهم بصدد إنشاء مجلة الكترونية مختصة بقضايا الأسرى، بالإضافة للعمل على إطلاق مؤتمر سنوي لقضية الأسرى.

وعبّر عن انتقاده للتفاعل الميداني مع قضية الأسرى، وقال "التفاعل مع هذه الصفحة الإلكترونية جيد جدا على الصفحات ولكن التفاعل على ارض لواقع سيء للغاية، فكل الفعاليات لا ترتقي لحجم تضحيات أسرانا البواسل في السجون ومهما فعلنا لن نجزيهم حقهم فهم من افنوا أعمارهم لأجل كرامتنا وعزتنا".

وبخصوص شعار هذه الصفحات فبين أنها مصممة من قبل ما يعرف بـ "الخيمة الالكترونية" وهي مجموعة تضم جميع الصفحات المختصة في بقضايا الأسرى، وقال: "نحن في الحراك أضفنا كلمة مضرب على التصميم الأصلي لشعار".

 

إيصال معاناة الأسرى

ومن جانبه؛ الأسير المحرر مازن ارشي (32 عامًا) مؤسس صفحة "الملايين لمناصرة الأسرى" قيم التفاعل الشبابي الفلسطيني بالضعيف.

وقال ارشي لوكالة "قدس برس": "لو قارنا تفاعل الشباب في الصفحات المناصرة للأسرى مع صفحات الدردشة ستلاحظون الفرق ومدى التهميش لقضية الأسرى".

 

وأوضح ارشي وهو من مدينة غزة وأسير محرر عام 2007 بعد قضاء ثلاث سنوات ونصف فى سجون الاحتلال أن هدفه من إنشاء هذه الصفحات محاولة منه لنقل معاناة الأسرى لكل العالم ، ونتيجة لتجاهل صفحات الانترنت لقضية الأسرى.

وأضاف: " نتيجة لضعف التفاعل الشعبي والجماهيري مع قضية الأسرى على ارض الواقع وفى الشارع الفلسطيني حاولت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي  تفعيل هذه القضية حيث يوجد 4600 أسير فلسطيني في السجون الاحتلال من مرضي وأطفال يعانون وليلات السجن".

وطالب وسائل الإعلام بتكثيف جهودها لفضح ممارسات الاحتلال بحق الأسرى والتحرك بكل فاعلية من أجل رفع قضية الأسرى للمحاكم والمحافل الدولية.

 

وعبر عن ألمه الشديد نتيجة لعدم تفاعل الكثير من الأسرى المحررين مع قضية الأسرى حيث قال:"تواجد المحررين فى الوقفات والاعتصامات بسيط جدا ومن المفترض أن يكونوا هم الأكثر مشاركة نتيجة لتجربتهم مع الأسر ومدي ألمه والشعور ببقية إخواننا الذين تركناهم خلف القضبان يعانون قسوة الجلاد".

 

تجاوز حالة القصور

وثمن عبد الناصر فروانة المختص بشئون الأسرى كافة المبادرات الشبابية التي انطلقت داعمة والمساندة للأسرى في سجون الاحتلال.

وقال فروانة: "الحملات الالكترونية مفيدة وقيمة بكل المقاييس فهى محاولة لتجاوز حالة القصور والإهمال من قبل المستويين الرسمي والشعبي". وبين بأنها جاءت لتفعيل هذه القضية على المستوي الإقليمي والدولي من خلال استثمار التكنولوجيا الحديثة.

 

وأضاف: "الانترنت أصبح هو لغة العصر ويستخدم بشكل كبير من قبل الملايين وهو نافذة مؤثرة لا بد من استثمارها بشكل جيد بإلقاء الضوء من خلالها على قضية الأسرى في ظل تراجع التضامن والمساندة لهم وتصاعد الانتهاكات على الصعيد الحياة اليومية داخل السجون".

 

وصف فروانة الحملات الالكترونية بأنها حملات مجدية "ولكن لا بد من تطوير هذه الصفحات والتنويع في خطابنا وعدم سلوك الصورة النمطية واستخدام وسائل غير متبعه والبحث عن أساليب جديدة وصور جديدة تتلاءم مع الرأي العام والإقليمي بما يساهم في باتساع مساحة التضامن مع الأسرى". حسب قوله.

 

حاضنة رسمية

وأكد على ضرورة التعامل مع هذه الحملات بجدية أكثر، وقال: "الحملات الالكترونية بحاجة لحاضنة من قبل المؤسسات الرسمية لتطويرها حتى تؤثر بشكل أكبر بالإضافة لضرورة استخدام اللغات أخرى غير اللغة العربية لمخاطبة العالم الغربي ولنستطيع الحصول على الدعم والإسناد من الجهات المقيمة خارج فلسطين سواء على صعيد الدول العربية أو الأوربي".

ودعا فروانة جميع السفارات والبعثات والجاليات العربية والفلسطينية المتواجدة فى الدول الغربية للمشاركة بهذه الحملات لتسليط الضوء على معاناة الأسرى.

وأكد على ان هذه الحملات بحاجة لخطوات مساندة وبما يدعمها بالمعلومة والتوثيق والأخبار الدائمة وقصص الأسرى ومعاناتهم  ونشرها.

 

وقال:"ربما في بعض الأماكن تكون حاجة لطباعة هذه المعلومات على ورق وتوزيعها وإخراجها بشكل آخر لكي تكون أكثر تأثيرا في هذا البلد أو ذاك".

 

 وأشار فروانة إلى أن هذه الحملات محاولة لتجاوز حالة القصور في الدعم والإسناد والحشود  المشاركة بالفعاليات سواء في فلسطين أو خارجها فهى ليست بحاجة إلى جهد وطاقات ويمكن المشاركة لأي شخص وهو  في منزله أو مكتبه.