شهيد الحركة الأسيرة / بلال النجار
عبد الناصر فروانة
ناديت وناشدت مراراً بضرورة توثيق شهداء الحركة الوطنية الأسيرة ، فهؤلاء الشهداء أكرم منا جميعاً وعلى رؤوسنا تيجاناً ، ومن الواجب أن نبحث عنهم ونسجل أسمائهم في سجلات التاريخ الوطني الفلسطيني ، وخاصة سجلات الحركة الوطنية الأسيرة كجزء بسيط من واجبنا إزاء تكريمهم ، فهم من شاركوا في صياغة التاريخ الفلسطيني ، ومَن سطروا أروع صفحات المجد خلف القضبان ، وكتبوا بدمائهم فصولاً مشرقة في ذاك التاريخ الرائع ... فلا كرامة لأمة لا تكرم شهدائها .
وفي الأيام القليلة المنصرمة وصلتني عدة رسائل من أحد القراء من الأردن واسمه ناصر الحيدريه يطلب فيها بأن نضيف إسم خاله ضمن قائمة شهداء الحركة الأسيرة والذي استشهد بعد اعتقاله باسبوعين وهو الشهيد البطل / بلال جميل عبد الرحمن حمدان النجار من قرية بورين بنابلس والذي استشهد في العام1984 م وكان أحد طلبة جامعة النجاح الوطنية في السنة الثالثة - قسم المحاسبة، والذي كثيراً ما تناقلت إسمه ألسنة رفاقه ، ومراراً ما ترددت لمسامعنا مناقبه ، كما وقرأنا عن بطولاته في أدبيات الجبهة الشعبية .
وننشر أدناه نص الرسالة التي وصلتنا من أحد قرائنا وهو أحد أقربائه
البطاقة:
الشهيد البطل بلال جميل عبد الرحمن حمدان النجار البوريني ( عميد شهداء بورين )
مكان الولادة: قرية بورين - نابلس
تاريخ الإستشهاد: 28 / 3 / 1984م ( 25 سنة )
ملاحظات: تصفية بعد الإعتقال مباشرة ( ظروف غامضة )
بلال جميل عبد الرحمن حمدان النجار البوريني هو أحد طلبة جامعة النجاح الوطنية في السنة الثالثة - قسم المحاسبة، وهو من قرية بورين، وقد استشهد بعد اعتقاله وتم دفنه في قريته بورين في منتصف ليلة 28/3/1984م تحت الحراسة العسكرية المشددة.
في يوم السبت ودع بلال شقيقه في مدينة نابلس وأخبره أنه ينوي الذهاب إلى منزله – يسكن نابلس من أجل الدراسة - وبعد ذلك الحين انقطعت أخباره حيث اختطفته قوات الإحتلال.
وفي يوم الأحد 18/3/1984م بعد أن تأكدت عائلة بلال من اختفائه، ذهب شقيقه إلى مركز الشرطة في نابلس، وأبلغ عن فقدان شقيقه فأبلغ أن يأتي في اليوم التالي، وفي يوم الاثنين 19/3/1984م قابل ضابطاً درزياً يدعى جمال حمود والذي أكد لشقيق بلال بأن بلال معتقل من قبل السلطات.
في يوم الاثنين 28/3/1984م أقدمت سلطات الإحتلال على ارتكاب جريمة بحق الإنسانية حيث أقدمت على إغتيال وألقت بجثته مقطوعة الرأس بالقرب من قرية ( مجدل بني فاضل ) الواقعة على بعد حوالي 25 كم من نابلس ، وحضرت قوات الإحتلال وأخذت الجثة لمعهد أبو كبير وكأنه ليس لها علاقة بالعملية في محاولة يائسة للتنصل من الجريمة ولتشوي صورة الشهيد أمام رفاقه وأمام الجماهير التي أحبته ، ومن ثم أبلغت عائلة النجار بأن الجثة هي جثة ابنهم بلال وأنها موجودة في مستشفى أبو كبير، وطلب من ثلاثة أشخاص من القرية شرط أن يكونوا من كبار السن وليس من أقرباء الشهيد بالذهاب إلى ( أبو كبير ) لإحضار الجثة إلى مقر الحاكم العسكري وفي حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً تحركت قوة من الجيش إلى بورين حيث تم دفن الشهيد بحضور قريبين من عائلته، ولم يسمح لأي كان برؤية الجثة.
وكان ذلك اليوم للبطل بلال موعد مع الشهادة حيث اختاره الله تعالى إلى جواره، ذلك عندما كانت عيون الحقد وأيادي الغدر ورأس الأفعى اللعينة تترقب الوقت المناسب لإغتياله، نعم تلك هي كانت نهاية ذلك الشاب الذي لم يتجاوز عمره الخامسة والعشرين ، تلك هي الوردة اليانعة التي أشرقت منذ نباتها على حب الخير والناس ولم تعرف الحقد والكراهية هذا هو المناضل الشجاع الذي قابل ربه بابتسامة رقيقة صام عنها منذ أن رأى الخبث والدنس قد حل ببلده ، لقد وقف بلال إلى جانب إخوانه في الدين والعقيدة عندما أقسموا أن لا يلين لهم جانب ما دام أعداؤهم يجولون ويصولون في أرضهم وأخذوا العهد أن يقدموا أرواحهم فداءً لدينهم ووطنهم وبالفعل زفت البشرى على خضم أرجاء جبل النار هاتفة أن بلالاً قد سكن إلى جوار ربه فصدعت الزغاريد وجاشت الفرحة في صدورنا.
ولكن الأرض الحية بكت حبيباً غادر الديار ومن يومها أعلنت الأرض قائلة لمغتصبيها (( إن مات بلال فوراءه ألف بلال)).
إن كنت رحلت عنا بالجسد فذكراك باقية فينا للأبد
خالي الحبيب لن أنساك مهما طال الزمان
ناصر الحيدريه
الأردن
وتغنوا رفاقه في الجبهة الشعبية بإسمه وبطولاته واستحضروا اسمه في العديد من القصص والروايات ومنها :
في قصة الشهيد رائد نزال ورد ذكر للشهيد بلال النجار وهذا جزء منه:
حسني شحرور الذي صاغ لنا أسماءنا الحركية .. بلال نجار من فتح لنا خنادق العمل السري وزرع في أكفنا رصاص المقاومة.. إبراهيم الراعي "أبو المنتصر" من كتب في قلوبنا أنشودة الصمود وعلمنا أن نصنع من رمل قلقيلية وقودا لبنادقنا ..أيمن الرزة نسرنا الأبي .. أبو عرب.. أبو على مصطفى الذي استل قبضتك المقاتلة ..ثابت ثابت .. إياد أبو شقارة … حبيبنا أبو الرامز من حمل قلوبنا و تسلل للحصار .. فواز الدمج من أدار لقلبه المحب أزقة مخيم جنين .. صديقنا السنفور من جبل النار … وبكينا معا ثلة من الأبطال والأطفال.. وبكيت بعدك ثلة أخرى … حبيبنا الرائع خضر طالب .. رفيق الأسر نضال سلامة .. صلاح شحادة راية المقاومة .. حبش حنني.. محمد فقهاء من علمته سر الكتابة بالرصاص.. والله اعلم كم سأبكى ، كم سنبكي؟! كم ستؤلمني مراسيم الوداع ؟؟!!
في قصة الشهيد ابراهيم الراعي ورد ذكر للشهيد بلال النجار وهذا جزء منه:
وعندما انهار أحد الأشخاص اعترف على شهيدنا البطل فكان قرار المخابرات يقضي بمداهمة منزله وخطفه والتحقيق معه، وفي حالة صموده يتم تصفيته كما فعلوا مع الشهيدين البطلين بلال النجار وحسني شحرور إلا أن الشهيد لم يكن في منزله وقت المداهمة وتم اعتقاله في 19/1/1986 من منزل عائلته على حين غرة.
المجد للشهداء