هكذا يعامل الأسرى في السجون الإسرائيلية

إرغامهم على التعري ... تفتيش الأماكن الحساسة

تقليد قفزة الضفدع .. والوقوف كالكلب عندما يتبول !!

 

اشتكي أسرى فلسطينيون من توجيه ضباط وحراس من سلطة السجون إهانات مقصودة لهم في سجن نفحة وذلك خلال إضرابهم عن الطعام الذي امتد من 15 آب واستمر حتى 3 أيلول ووفقا لأقوال الأسرى والذين قضي بعضهم أكثر من عشرة أعوام في السجون , فانهم لم يواجهوا طوال هذه السنوات مثل هذه المعاملة المهينة من قبل حراس السجون وإدارة سلطات السجون .

وفي محاولة لكسر الإضراب عملت إدارة السجون على نقل أسرى من سجن إلي آخر , ونقلت بتاريخ 23 آب حوالي 60 أسيراً يضربون عن الطعام منذ ستة أيام من سجن عسقلان إلي سجن نفحة ويتضح من شهادات خطية وصلت من الأسرى لصحيفة " هأرتس " أنه وتحت ذريعة التفتيش حاول حراس وضباط إهانه الأسرى حيث أرغموا كل واحد منهم على التعري منفرداً والبقاء عارياً مقابل مجموعة من الحراس والضباط والقفز مثل " الضفدع " وذلك عدة مرات والالتفاف عارياً أمام أنظار الحراس .

وحسب أقوال الأسرى حاول الحراس والضباط الاستهزاء بهم وضربوا عدداً من الأسرى , ولم يقدموا للأسرى في الليلة الأولى من تواجدهم في سجن نفحة بطانيات ولا ملابس نظيفة ولا أدوات استحمام ولم يتسلموا أدوات الاستحمام ولا البشاكير لهم طوال الأسبوع الذي ظلوا فيه في نفحة , وعرف الأسرى اثنين من الضباط "" دودو " وسامر. ط " واثنين من محققي المخابرات أمير س , وايلي . ب " .

وورد في شهادة ( أ ) في العشرينات من عمره : " في بداية مرورنا عبر الباب الإليكتروني الذي يكشف عن وجود أغراض معدنية ، وطلبوا مني المرور عبره عدة مرات , رغم عدم وجود أي شيء على جسمي وأخذوني بعد ذلك إلي غرفة تشبه القفص كان فيها 12 شرطياً طلبوا مني نزع ملابسي وعندما كنت عارياً تماماً طلبوا مني توسيع المسافة بين قدمي ورفضت لأنه لا يوجد أي سبب أمني , أو أخلاقي ( تهريب مخدرات ) لهذا الطلب إلا أنهم واصلوا إرغامي على الإبعاد بين قدمي وذلك باستخدام عنف مفاجئ ضدي وعندما أعدت قدماي إلي سابق وضعهما قيدوا يداي وراء ظهري وهاجموني بالضرب المبرح على وجهي وعلى جنبي وركلوني بجميع أنحاء جسدي وفي النهاية فكوا الأصفاد وقالوا " أنت في عزل نفحة وليس عسقلان " .

وقال ( ف ) في الثلاثينات من عمره بشهادته " وصلنا السجن حوالي الساعة 12 الظهر فكوا الأصفاد ودفعونا بقوة وعنف إلي غرفة الانتظار وبقينا هناك حوالي أربع ساعات .. لم تكن هناك مراحيض كما باءت بالفشل كافة محاولاتنا للخروج إلي المراحيض .. أرغموني على نزع جميع ملابسي وبقيت عارياً كلياً , وبدأوا بالتفتيش باستخدام الكاشف عن المعادن وانتقلوا لتفتيش يدوي , وطلبوا مني الجلوس والوقوف عدة مرات وطلبوا مني بعد ذلك رفع ساقي مثل كلب يتبول قرب شجرة أو جدار وذلك من أجل أن يضعوا الكاشف عن المعادن في الأماكن الحساسة وطلبوا مني الانحناء إلي الأمام ، وبدأ أحدهم بالتفتيش بمؤخرتي مستخدماً مصباحاً مضيئاً .. كان خلال التفتيش حوالي خمسة ضباط وكانوا طوال الوقت يسخرون من حالتي .. لم ننم طوال الليل رغم تعبنا الشديد لأن الحراس كانوا وطوال الليل يضربون على الأبواب بأحذيتهم وبالهراوات  .

وقال ( ع ) في سنوات الأربعينات من عمره , وقف ثلاثة من رجال الشرطة على المدخل يحملون هراوات , وكان خمسة آخرين داخل الغرفة , يرفعون الهراوات مهددين بالضرب وطلبوا مني نزع جميع ملابسي وخلال نزعي ملابسي رفعوا الهراوات في وجهي واقتربوا مني وصرخوا وشتموا , رغم عدم قولي ولا حتى كلمة واحدة .. وطلب مني الملقب بـ " دودو " النزول إلي الأرض والقيام والسير والالتفاف حول نفسي ، وضحكوا وسخروا مني وطلبوا مني الوقوف والإبعاد بين ساقي ومرورا الكاشف عن المعدن بين ساقي " .

وبعد إدخال ( ع ) إلي غرفة المحققين , سمع (أ ) وهو يصرخ جراء الضرب الذي يتعرض له كما سمع (هـ ) أيضا ( أ ) وهو يصرخ من الألم وعقب عوفر لفلر الناطق بلسان سلطة خدمات السجون : ضبطت خلال العام الأخير مئات من ( الكبسولات  ) بعد اخفائها في الأماكن الحساسة بجسم السجناء , بما في ذلك هواتف خلوية وتضمن جميع هذه الكبسولات- الرسائل – تعليمات ونوايا للقيام بعمليات تخريبية أوضحنا للسجناء أنه في اليوم الذي لا نضبط فيه شيئاً سنتوقف عن تفتيشهم عراة , وضبطنا منذ وقف الإضراب عدة هواتف خلوية وعدة رسائل , لا يستمتع أحد بالنظر لرجل عار , لكن الأمور جرت ببساطة ومن خلال الحفاظ على احترام الأسير .. لقد تم نقل ألفي أسير خلال فترة الإضراب بين السجون .

 

المصدر / " هآرتس "

نشر في جريدة القدس المقدسية بتاريخ 20-9-2004م