أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الاثنين -13-10-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

  " صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (45 )

الأسير المقدسي / مازن مصطفى علوي

الخطوة الجريئة

" يعلم الله كيف مرت سنين إعتقال إبني مازن، ففي كل لحظة انظر لباب المنزل أتخيله قادم إلى المنزل، ولا أنام إلا بدموع عيني". هذا ما قالته والدة الأسير مازن علوي .

في نفس الوقت تفتخر أم يوسف بنضال ولدها مازن وقتله الشرطي الاسرائيلي، وتعتبر ذلك خطوة جريئة جدًا لا يقوم بها إلا الرجال الشجعان، المدافعين عن حرية الوطن وإنسحاب الاحتلال الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية وعلى وجه الخصوص مدينة القدس ."

ورغم تأثر أم مازن بوضع ولدها في الأسر إلا أنها أصرت على عدم ذرف دموعها إستجابة لوصية إبنها، قائلة " لن أبكي لأن مازن رجل وبطل وعمر السجن ما يغلق على إنسان إن شاء الله ، فقد أوصاني بعدم البكاء".

جثة خبيثة في القمامة

ولد الأسير مازن بتاريخ 21 – 4 – 1970، واعتقل من البيت بتاريخ 23 – 8 –  1991 بتهمة قتل شرطي، وتصف والداته لحظة إعتقاله فتقول " يوم إعتقال مازن سمعنا أصواتاً على أسطحة المنازل كان حينها مازن في المنزل يشرب عصير العنب، ثم قطعت الشرطة التيار الكهربائي في المنطقة، وأثناء ذلك إتصل شخص بالهاتف وأدعى أنه صاحب مازن، الذي قضى فترة من الزمن وهو يتحدث معه دون أن يعرف شخصيته، ثم إكتشفنا أن المتصل كان يلهي مازن في الحديث حتى وصول الشرطة للمنزل، وبالفعل أثناء الاتصال طرق الجنود باب المنزل، ففتح مازن الباب لهم ، فوضعوا المسدس في رقبته وأعتقلوه، حينها كان مازن حافيًا فطلبت منهم أن يسمحوا له بارتداء الحذاء حيث قام بارتدائه وهو مقيد اليدين، حينها قال لي مازن " بخاطرك أنا راجع " ، وطلبت من الشرطي عدم الاعتداء عليه بالضرب أمامي، ولكنهم منذ أن خرج من المنزل حتى وصل المسكوبية وهم يعتدون عليه بالضرب المبرح ."

وأضافت والداته: " لم أكن أعرف أن مازن ورفيقه هما من نفذ عملية قتل المتطرف الاسرائيلي الذي كان يعمل شرطيًا قرب الكنيس الموجود في نفس حي باب الحديد القريب من شارع الواد بالبلدة القديمة ، وعلمت لاحقًا بعد إعتقالهما أن هذا الشرطي كان يستفزهما دومًا".

وكان قد إكتشف عامل جمع النفايات جثة الشرطي في القمامة في اليوم الثاني من قتله، حيث تعرض لعدة طعنات في بطنه وتم قطع رأسه عن جسده، مع العلم أنه كان جسده ضخم جدًا، وبعد مرور سبعة شهور على العملية، قام أحد الأشخاص بايصال تقرير إلى رام الله بخصوص هذه العملية وتم تسليم هذا التقرير لشخص متعاون مع الجهات الاسرائيلية دون علمهما مما أدى إلى إعتقالهما".

وتعتبر عملية قتل الشرطي الاسرائيلي من قبل المناضلين مازن علوي ويحيى الخالص في شارع الواد بالبلدة القديمة بالقدس من العمليات المشهورة والمعروفة لدى كافة سكان القدس ويشار لها بالبنان، حيث قام المتطرفون بعد قتل الشرطي الاسرائيلي المتطرف بوضع نصب تذكاري له في شارع الواد مقابل مكان قتله، وكتب عليه أسمه وعبارات باللغة العبرية، وعند زيارة وفود المتطرفين لهذا المكان، يقوم أدلائهم بتقديم الشرح للوفد عن هذا النصب التذكاري. كما قام أفراد من المخابرات الاسرائيلية وبعض المتطرفين باقتحام منزل عائلة مازن وتهدديهم أكثر من مرة.

 وأوضحت والدة الأسير أن مازن قضى 40 يومًا معزولاً تحت الأرض في مركز شرطة المسكوبية دون أن يعترف، ولكنه تحت شدة التعذيب اعترف،  فوجهت له 18 تهمة، وصدر حكمًا يقضي بسجنه مدى الحياة قضى منها حتى الآن 17 عامًا.

وخلال سنوات اعتقاله التي تنقل فيها من سجن لآخر لم يتوان الأسير مازن للحظة في مشاركة إخوانه الأسرى في نضالاتهم حيث شاركهم في جميع الإضرابات الإستراتيجية الطويلة عن الطعام منذ اعتقاله وحتى آخر اضراب كان عام 2004، وينتمي الى حركة " فتح" .

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org