أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الإثنين -29-9-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (41 )

 

الأسير المقدسي / خالد أحمد محيسن

 

دموع الأبطال في ليلة العرس

الزائر لمنزل الأسير خالد محيسن يرى صوره في كل مكان، صور بأحجام كبيرة مع الأسير اللبناني سمير قنطار، وأخرى صغيرة تجمع بينه ورفاقه الأسرى سمير قنطار ومروان البرغوثي وناصر السرور، تعبيرًا عن وجوده اليومي واللحظي في حياة أسرته ووالدته وبيته.

 

والدته الحاجة أم خالد (60 عامًا) قالت: " منذ أكثر من 22 عامًا لم يغيب خالد عن بالنا  لحظة واحدة  وذقت الأمرين منذ إعتقاله، فلا يوجد يوم إلاَّ وأبكي عليه، وأشارك في الاعتصامات التضامنية مع الأسرى لإسماع صوت ولدي وكافة الأسرى، خاصة أسرى القدس الذين  من الضروري عدم نسيانهم ، لقد تزوجت إبنتاه وهو داخل الأسر، متى سيفرج عنه وأحضنه بين ذراعي...!!

 

زوجته مفيدة قالت: " لقد مررنا بمراحل كثيرة من الافراجات، كنت أشعر خلالها بالحسرة والألم خاصة لدى الافراج عن أسرى قضوا بضع سنوات في الأسر وزوجي وذوي الأحكام العالية الذين قضوا أكثر من 20 عامًا ما زالوا داخل السجون الاسرائيلية، وتساءلت ألا يكفي 22 عامًا من إعتقاله داخل الأسر...؟!"

 

وأضافت "رغم كل هذه المعاناة وطول الانتظار إلا أني متفائله ولدي أمل بالافراج عنه قريبًا ."

 

أعتقل الأسير خالد محيسن ولديه طفلة عمرها عام ونصف والأخرى كانت في أحشاء والدتها ، ومرت السنين وكبرت الطفلتان، وليلة زفافهما تعرض لصدمة شديدة ، فلم يتوقع ان طفلتيه كبرتا لدرجة زواجهما دون أن يشاركما هذه الفرحة.

 

وقالت زوجته " لقد كان زواج بناته من أصعب المراحل التي مرت في حياته  كأنه دفنهما، فعندما خطبت إبنته البكر أمينة جرت الطلبة والخطبة داخل السجن فوالد عريسها " موسى عرفات " كان معتقلاً مع زوجي في السجن، وبعدها مرض خالد لمدة ثلاثة اشهر، لأنه لم يتوقع ان يطلب احدهم إبنته للزواج وهو في السجن.

 

وأضافت " أما بالنسبة لفداء فقد شعر بصدمة أكبر، فقد اتصل يوم زفافها معنا بينما كنا في المنزل حينها بكت فداء وجميع أفراد العائلة بشدة، وتعبت نفسيتنا بسبب تعلقه في الهاتف واستمرار إتصاله ، ليلتها لم انم طوال الليل حتى الصباح وأنا أبكي، علمًا أن زيارته كانت في اليوم الثاني من زفافها، وقد زرته يومها  فقال لي وهو يتألم  " أخاف أن يتزوج أحفادي وأنا داخل السجن ."

 

عميد الأسرى

خالد أحمد داود محيسن أحد عمداء الأسرى الذين امضوا أكثر من عشرين عامًا بشكل متواصل ولا زالوا في الأسر، ولد بتاريخ 22 – 7 – 1965، وأعتقل من بيته بتاريخ 30 – 4 – 1986، وخضع لتحقيق قاسي استمر شهر ونصف، حيث وجهت له تهمة المشاركة بقتل العميلة " أم العبد" زوجة المذيع زكي المختار، والإنتماء لحركة فتح، ومن ثم صدر بحقه حكمًا بالسجن الفعلي مدى الحياة قضى منها أكثر من 22 عامًا متنقلاً بين عدة سجون.

 

 وفي عام 2004 بينما كان خالد في قسم العزل في سجن بئر السبع خلال إعلان الأسرى الاضراب عن الطعام الذي استمر لمدة 17 يومًا، وفي آخر أيام الاضراب داهمت الشرطة غرف الأسرى وأعتدت بالضرب على خالد باستخدام الهراوات ووضعوا الهراوة تحت يديه ثم اقتادوه إلى ساحة السجن بحجة أنه حرض على الاضراب، ثم اعتدى نحو 150 شرطيًا عليه بالضرب المبرح باستخدام هراواتهم وركله بأرجلهم وضربه بايديهم، ثم وضعوه تحت أشعة الشمس الحارقة، مما أدى إلى إصابته بكدمات ورضوض شديدة في جسده.

 

خالد معتقل حاليًا في سجن هداريم، وتعاني عائلته من صعوبة أثناء زيارته كالانتظار ساعات طويلة والتفتيش السيء، كما تمنع إدارة السجن إدخال معظم إحتياجاته من ملابس واحتياجات، وبالتالي تضطر أسرته لإدخال مبلغ وقدره 1700 شيكل (485$) مصروفًا له بالإضافة إلى كنتين وملابس وغيرها.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org