أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الخميس -11-9-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (36 )

الأسير المقدسي / ناصر ابراهيم عيسى

حب رغم القيود

"كلما أحببتك كبرت ساحة حريتي، وكل عام وأنت حبيبتي"، هذه الكلمات كتبها الأسير المقدسي ناصر عيسى لخطيبته مسعده على مجسم رأس قلب أحمر اللون صنعه داخل السجن وأهداه لها.

وبالرغم من قصر هذه الكلمات إلا أنها تعني الكثير لأسير معتقل داخل السجون الاسرائيلية، فقد حفرها بمشاعره وأحاسيسه ليعبر بها عن مدى تعلقه بخطيبته وإبنة عمه وربطه حبه لها وتعلقه بها بمدى حاجته للحرية التي طال إنتظارها منذ 18 عامًا.

فلم يكن إرتباطه بها محض الصدفة بل كانت هناك عواطف تربطهما ببعضهما البعض، لتجسد المعاني الانسانية والمشاعر والعواطف التي لن يقدر الاحتلال الاسرائيلي على تجريد الأسير منها، مهما حالت القضبان والزجاج بينه والعالم الخارجي.

وتعتبر خطوة تحدي لقهر وظلم سياط الجلاد، كما تشكل دافعًا معنويًا ونفسيًا، سعى الاحتلال الاسرائيلي إلى تجريد السجين منها على مر السنوات الماضية، والذي لن يقدر على الغاءها أبدًا من أي سجين يدخل سجونها .

حيث لم تحول القضبان الحديدية دون أن يضع الأسير ناصر خاتم الخطوبة في يد إبنة عمه مسعده منذ 11 عامًا .

ولكن ماذا عن وقع هذه السنين على خطيبته مسعده التي تنتظره طوال هذه المدة وهل ضحت بسنوات عمرها من أجله ...؟ ، فقالت " لقد كان إختياري لناصر يرجع لقناعتي به وأنا راضية عن هذا الاختيار، ولا أعدها تضحية وإنما قرار وقناعة بإختياري، وأتامل أن لا تطول المعاناة، فيوجد الكثير من الفتيات وزوجات الأسرى اللاتي يعانين نفس المعاناة، ومنهن ممن يعشن ظروفًا أصعب مني خاصة أنه يوجد عدد منهن ينتظرن أزواجهم المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة إلى ما لا نهاية، أما أنا فبقي لي من حكمه عامين ."

وأضافت " أشعر بالافتخار والاعتزاز والاحترام لنضال إبن عمي الذي تمكن أن يصمد داخل السجون الاسرائيلية طوال ال18 عامًا التي مرت، فليس من السهل أن يعيش الانسان في السجن ويحافظ على صموده وثباته ."

خنجر في صدر العملاء

ولد الأسير ناصر إبراهيم عيسى بتاريخ 25 – 5 – 1973، وأعتقل بتاريخ 9 – 7 – 1990، ووجهت له تهمة قتل العميل أبو حمدان وتهمة القاء زجاجات المولوتوف على اليهود والقيام بنشاطات وضرب الحجارة بإتجاه الحافلات الاسرائيلية، ثم صدر حكمًا يقضي بسجنه 20 عامًا قضى منها حتى الآن 18 عامًا.

تقول والده أم ناصر: " لقد أعتقل إبني ناصر ورفيقه نبيل زيادة بسبب قتلهم العميل أبو حمدان من سكان شعفاط وأصله من عمواس، وهو عميل خرب نصف شباب البلد، وكان يعمل عميلا منذ عهد الانجليز في الثلاثينات، وقد كانت الأردن قد أعدت له رداء الاعدام من أجل إعدامه، ولكن السلطات الاسرائيلية تدخلت لدى الأردن وطالبت بإخلاء سبيله من السجون الأردنية في عام 1967 مقابل مبادلته بأسرى أردنيين معتقلين لدى الجانب الاسرائيلي، حيث قام إبني ورفيقه نبيل بقتله بينما كان في منزله الكائن في شعفاط في عام 1990 قبل إعتقالهما بشهرين بإستخدام الساطور والخنجر وطعنه عدة طعنات في صدره حتى فتح قلبه، كان ناصر حينها عمره 16 عامًا فقط، وقد دفعه لقتل هذا العميل الأخذ بثأر الشبان الذين حرموا أهلهم أن يروا معهم شهادات دراستهم، حيث قام العميل حمدان بإيصال أسمائهم للعدو الصهيوني والايعاز للاحتلال الاسرائيلي أن هؤلاء الشبان نشطاء ويعملون ضد الدولة، مما دفعهم إلى منعهم من السفر إلى خارج البلاد لإكمال تعليمهم، وأقل شاب فيهم أعتقل لمدة ست سنوات وبالتالي حرم من تعليمه.

وقد قدمت عائلته استئنافين لمحكمة "الشليش" للافراج عنه بعد إنتهاء ثلثي المدة حيث إضطرت لإستدانة تكاليف المحامي الذي تقاضى تسعة آلاف دولار، ولكن مصلحة السجون رفضت الافراج عنه نهائيًا، بدعوى أنه خطر على أمن الدولة.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org