|
أسرى القدس:
فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!
حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في
مؤسسة القدس الدولية- بيروت
فلسطين - الاثنين -25-8-2008-
60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.
الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
" صلابة أشد من القيد " هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .
ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .
صلابة أشد من القيد
الحلقة (33 )
( الأسير المقدسي علي بدر المسلماني )
لقد أصبح أسرى القدس والداخل والجولان شهداء مع وقف التنفيذ، والرقم الصعب الذي لا يمكن أن يتم إدراجه في أي صفقة تبادل أو إفراج وحسن نوايا، فقد تم إهمالهم ونسيانهم منذ سنوات طويلة ولا يكترث أحد لحالهم بسبب تخاذل المفاوض الفلسطيني من جهة، واستخدامهم كورقة مساومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخرى، ووضعهم ضمن لائحة المعايير والإملاءات المجحفة بحقهم وعائلاتهم التي تتعارض مع أبسط حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني«.
هذا ما قالته زوجة الأسير علي بدر المسلماني، الزوجة المناضلة التي لم تكلّ يوماً عن المطالبة بالإفراج عن زوجها منذ عام ١٩٨١حيث تقدمت المسيرات والاعتصامات التضامنية بهتافاتها، حاملة صورة زوجها. ولم تتوقف مسيرتها عند زوجها بل طالت أولادها الثلاثة الذين اعتقلوا أيضا. وبسبب قوة إرادتها التي برزت في كافة المواقع النضالية في مدينة القدس حاول أفراد الشرطة الإسرائيلية اعتقالها مرات عديدة.
تضيف زوجة الأسير »إننا نفتخر بنضال أولادنا وأزواجنا، ونرفع رؤوسنا ونشمخ بها عالياً، ولكن للأسف أضحوا بعد مسيرة نضالهم من أجل القضية الفلسطينية وتحرير الأرض والشعب من نير الاحتلال منسيين ومهمشين من كافة الجهات، التي لا نتلقى منها سوى الوعود«.
وتتابع زوجة المسلماني بحرقة وألم »الوضع مأساوي، ففي كل يوم نتعلق بأحبال الهواء، عندما نسمع أن هناك تفاوضاً على ملف الأسرى، وبعد انتظار طويل لا يتم الإفراج إلا عن الأسرى الذين لم يبق لهم سوى سنة أو عدة أشهر في الأسر، ويستثنوا أسرى القدس الذين قضوا أحكاماً عالية داخل السجون الإسرائيلية، والمفاوض الفلسطيني يتحمل مسؤولية إهمالهم وتهميشهم، فهو خذلهم في كافة الاتفاقيات والمفاوضات«. وناشدت الدول الإسلامية والعربية ومنظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية وهيئة الأمم المتحدة عدم نسيانهم والعمل الجدي من أجل الإفراج عنهم.
٢٦ عاماً في الأسر
الأسير علي بدر راغب المسلماني هو أحد عمداء الأسرى، ولد في 27-4-1957 واعتقل للمرة الأولى عام ١٩٨١ وصدر بحقه حكم يقضي بأسره لمدة ١٨ عاماً، قضى منها أربع سنوات، وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى مع أحمد جبريل في ٢٠ أيار ،١٩٨٥ قبل أن يتم أسره مجدداً بعد مرور ١١ شهراً، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، حيث قضى أكثر من ٢٢ عاماً متواصلة في السجون الإسرائيلية، فيما يصل مجموع الفترتين إلى أكثر من ٢٦ عاماً.
تعرض الأسير علي للعزل مرات عديدة في
سجن بئر السبع، فقد قضى ثماني سنوات في العزل الانفرادي، كما تعرض لعقوبات مادية
وحرمانه من الزيارات.
تقول زوجته »عندما كان زوجي بحاجة لإجراء »عملية ناضور في المعدة« في مستشفى سجن الرملة، رفض مدير السجن معالجته عند وصوله إلى المستشفى، بقوله »أنت إنسان خطير ولا أقدر على علاجك«، وحالياً زوجي هو الأسير الوحيد في سجن هشارون الذي يخرج للزيارة مقيد الساقين«.
شارك الأسير خلال فترة اعتقاله الطويلة إخوانه الأسرى كافة الإضرابات عن الطعام، كما أنه كان شاهداً على استشهاد مجموعة من الأسرى، وهم عمر القاسم، وليد عمر، سمير سلامة، حسين عبيدات، عبد الصمد حريزات، ومحمد أبو هدوان.
درس علي العلوم السياسية في الجامعة العبرية المفتوحة، وقد قطع شوطاً كبيراً في الدراسة، ولكن إدارة السجن تعاقبه منذ نحو خمس سنوات وتحرمه من إكمال تعليمه.
عانت عائلة الأسير صعوبات جمة منذ اعتقاله على كافة الصعد الاقتصادية والنفسية وفي تأمين تصريح زيارة. تقول زوجته »لقد اعتقل زوجي وعمر ابنتي مليحة خمس سنوات وعالية شهرين، وفي المرة الأولى لاعتقاله لم يكن جهاد مولودًا، أما في المرة الثانية فكان عمر جهاد شهرين، وقد تركهم أطفالاً دون معيل لهم، حينها كنت أقطن في بيت بالإيجار، ثم انتقلت للسكن مع عائلة زوجي وعشت مع شقيق زوجي عادل الذي لديه سبعة أطفال. ومرت علي أيام كنت أطعم أولادي الخبز والشاي.
وتضيف »لم تقتصر المعاناة على الوضع الاقتصادي، فنحن نعاني من ذل التفتيش أثناء الزيارة ومماطلة إدارة السجون في إدخالنا، وذلك تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف والبرد القارص في الشتاء.
ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت
للتضامن مع الأسرى:
رقم الفاكس : 00 961 -1751726
Email : info@alquds-online.org