أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الاثنين -18-8-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (31 )

الأسير المقدسي / عدنان محمد مراغة

 

احتلال لا يرحم

 

" لقد أصبت بالعمى من شدة بكائي على أولادي الثلاثة المعتقلين في السجون الاسرائيلية في آن واحد، والاحتلال الاسرائيلي لا يرحم كبار السن أو المرضى "، هذا ما قالته والدة الأسير عدنان مراغة التي قضت عشرون عامًا وهي تنتقل من سجن لآخر، فأم عطا تستيقظ من الساعة الرابعة فجرًا يوم الزيارة لتزور إبنتها سعاد في سجن التلموند وعثمان في سجن عسقلان وعدنان في سجن بئر السبع، وتتحمل مشاق السفر وأوضاع السجون التعيسة، ثم تعود إلى منزلها في وقت متأخر.

 

يقول والده أبو عطا " أهم محطة تألمنا فيها خلال وجود أبنائي في السجن كانت يوم عقد اتفاقية أوسلو ونسيان المفاوض الفلسطيني لقضية الأسرى، كان حينها في السجون الاسرائيلية خمسة آلاف أسير قد تم نسيانهم في هذه الاتفاقية، وفي نفس الوقت تأثر الأسرى بهذه الاتفاقية الذين ما زالوا يعانون حتى يومنا الحالي منها واستثنائهم من كافة الافراجات وصفقات التبادل وحسن النوايا التي جرت".

 

وأوضح أبو عطا أن صفقة حسن النوايا الوحيدة التي جرت على صعيد مدينة القدس كانت في عهد المرحوم فيصل الحسيني من خلال جهوده ومتابعته لملف أسرى القدس، حيث تم الافراج عن الأسرى خالد العموري، نظمي غيث، زياد صب لبن، مروان تيرو، واصف اللو، مازن حجازي في الدفعة الأولى ، وفي الدفعة الثانية تم الافراج عن نجيب جويلس، غالب أبو هدوان، أسامة حشيمة، شادي هلسة.

 

مطاردة أسد

ولد الأسير عدنان بتاريخ 16 – 4 – 1969، واعتقل بتاريخ 22 – 5 – 1990، بعد أن تمت مطاردة لمدة عام ونصف العام، حيث تعرض للتعذيب الشديد أثناء التحقيق معه الذي استمر لمدة شهرين في سجن المسكوبية وتمثل في استخدام الشبح لفترة طويلة، والحرمان من النوم والأكل والحمام، ثم وجهت له تهمة الإنتماء للجبهة الشعبية لتحرير فسطين والمشاركة في فعاليات وأنشطة نضالية ضد الاحتلال، وصدر حكمًا بحقه يقضي بسجنه مؤبدًا و18 عامًا، وبعد مرور 15 عامًا على إعتقاله، قدم الأسير لوزارة العدل الاسرائيلية طلبًا يطالبها فيه بتحديد مدة حكمه، فتم حينها تحديده لمدة 45 عامًا، مع العلم أنه قضى من حكمه حتى الآن 18 عامًا.

 

وخلال فترة اعتقاله تنقل بين عدد من السجون وهي المسكوبيه, الرمله, نفحه, عسقلان, شطه, بئر السبع، وشارك زملائه الأسرى معاناتهم واضراباتهم ونضالاتهم المختلفة من أجل تحسين ظروف اعتقالهم، والآن هو موجود في سجن هشارون، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم ويعاني من آلام شديدة في أسنانه، كذلك يشكو من وجود مشكلة في القلب لديه.

 

ولكن المرض ومرارة الأسر لم تثن عدنان من إكمال دراسته حيث قدم التوجيهي في السجن، ويدرس حاليًا في الجامعة العبرية المفتوحة " علم إجتماع".

 

مصاعب عائلة

تعرضت عائلتة لمصاعب كثيرة منذ إعتقاله فقد كانت القوات الاسرائيلية تداهم منزلهم يوميًا، كما تم إحتجاز عدد من أفراد عائلته ثم اطلق سراحهم بعد التحقيق معهم، وأثناء مطاردة الأسير عدنان  اعتقلت شقيقته سعاد وهددت بعزلها في الزنازين إذا لم تدلهم على مكان شقيقها عدنان.

 

أما بالنسبة لزيارة الأهل فقد أكدت العائلة أن معاناتها أثناء زيارة عدنان في سجن هشارون لا تختلف عن معاناة بقية أهالي الأسرى، المتمثلة في الانتظار لساعات طويلة قبل وخلال الزيارة، بالإضافة إلى سوء المعاملة، مع العلم أنه لا يزوره سوى أقربائه من الدرجة الأولى خاصة والديه، ويوجد له ثلاثة أشقاء ممنوعين من زيارته بسبب إعتقالهم الأمني.

 

 

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org