أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الخميس -14-8-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة ( 30 )

الأسير المقدسي /  عصام صالح جندل

مناضل من أجل فلسطين

"عصام ناضل من أجل فلسطين قتل بريطاني، عصام روحي وحياتي، لقد ساعدني في بناء الم­نزل، وأريد احتضانه قبل موتي، لقد كان حنونًا على إخوته"، هذا ما قالته والدة الأسير عصام جندل.

وأضافت: " كل قهري وحزني على عصام، ووالده مات بعد إعتقاله وإغلاق المنزل فلم يحتمل ذلك، كما عانيت كثيرًا بعد وفاة زوجي ."

وعلقت:" لقد ضحى عصام بشبابه وأمه ومستقبله، وجميع أشقائه وشقيقاته تزوجوا وأنجبوا الأولاد، وهو بقي عازبا ."

وقالت شقيقته سميرة " لقد قامت والدتي بتخصيص غرفة لعصام قبل نحو خمسة عشر عامًا، واشترت غرفة نوم له على أمل الافراج عنه وتزويجه، ولكن إنتظارها طال دون الافراج عنه".

ولد الأسير عصام صالح جندل بتاريخ 20 – 12 – 1954، واعتقل من بيته بتاريخ 30-4-1986، ووجهت له تهمة قتل ضابط بريطاني والإنتماء لحركة فتح الانتفاضة-جماعة أبو موسى، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة الذي قضى منه حتى الآن أكثر من 22 عامًا.

انتقل الأسير مثله مثل باقي الأسرى من سجن لآخر فمكث في العديد من السجون وهي المسكوبية، بئر السبع، الرملة، شطة، عسقلان، إيشيل، هدريم، نفحه، واستقر به الحال منذ ثلاثة سنوات في مستشفى سجن الرملة بسبب وضعه الصحي الصعب، حيث يعاني الأسير عصام من أزمة صدرية وضيق تنفس بالإضافة إلى التهابات في الكلى والبول وضعف في النظر، ويرقد منذ ثلاث سنوات في مستشفى سجن الرملة، حيث أكد المحامي المكلف متابعته من قبل مؤسسة القدس الدولية أن وضعه الصحي صعب للغاية.

تقول شقيقته سميرة:" يحتاج شقيقي إلى محامي لمتابعة أوضاعه والإلحاح من أجل علاجه، ومتابعة ملفه القانوني حيث لم يحدد حكمه المؤبد.

معاناة أسرة

وبعد إعتقال القوات الاسرائيلية لعصام قامت بإغلاق المنزل الذي تقطن فيه عائلته في عام 1987 وبقي مغلقًا حتى عام 1994، ثم تم فتحه ضمن حملة مبارك عوض .

وأوضحت شقيقته سميره أن إغلاق المنزل كان بمثابة الصدمة للعائلة، علمًا أن عصام تم إعتقاله من المخزن الموجود أسفل المنزل، ولكن السلطات الاسرائيلية أغلقت المنزل، ولم يبقى لها مأوى سوى المخزن الذي تبلغ مساحته ثلاثة أمتار في ستة أمتار، وعاشت فيه العائلة بعد إغلاق المنزل، والمنزل بسيط جدًا تنتشر في الرطوبة والتشققات ويحتاج للترميم، علمًا أن الصليب الأحمر لم يقدم للعائلة سوى خيمة، وبقيت تعيش العائلة في المخزن لمدة ثماني سنوات، وذلك لأن والدها كان كبيرًا في السن وعاطلاً عن العمل، وكان مصدر الدخل الوحيد هو مخصصات التأمين الوطني، لذلك لم يتمكن من إستئجار منزل للعائلة، وبعد عام من إغلاق المنزل توفي والدها بسبب إصابته بمرض السرطان، وأشار عماد شقيق الأسير إلى أن فقدان الوالد كان بمثابة الصدمة الكبيرة لشقيقه عصام.

وتعيش والدة الأسير أم سمير حاليًا في منزل لوحدها، بعد وفاة زوجها بتاريخ عام 1987، أي بعد إعتقال عصام بعام وثمانية أشهر، ولم يسمح له آنذاك بالمشاركة في جنازته، وتنفق من مخصصات التأمين الوطني البالغة 2100 شيكل(600 $)، مع العلم أن أم سمير قد تجاوزت الثمانون عاماً من العمر وهي من مواليد عام 1927، وهي كفيفة حيث فقدت بصرها قبل خمسة عشر عامًا، وهي شبه مقعدة وترقد دائما في سريرها وتحتاج لرعاية دائمة، وبأمس الحاجة لولداها.

ولكن هذا الواقع المؤلم لم يؤثر على معنويات الأسير عصام فرغم سنوات اعتقاله الطويلة وسوء أوضاعه الصحية إلا أنه مناضل عنيد وقدير ومعنوياته عالية جدًا، فهذا هو اعتقاله الثاني حيث أنه اعتقل عام 1975 لمدة خمس سنوات، وهو بذلك يكون قد أمضى أكثر من 27 عامًا على فترتين ولا يزال شامخًا رغم مرارة السجن وقساوة السجان.

 

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org