أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

صلابة أشد من القيد

فلسطين - الاثنين -28-7-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  "  يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

 ( الحلقة 26)

الأسير المقدسي / سمير ابراهيم محمود أبو نعمة

شرف الأسر

"  لم يزيدني إعتقال سمير إلا شرفًا لأنه سجن وهو يدافع عن وطنه"، بهذه الكلمات يتحدث وليد أبو نعمة عن شقيقه الأسيرمعاتبًا بشدة الحكومات العربية والحكام لنسيانهم الأسرى.

ولد الأسير سمير إبراهيم أبو نعمة، بتاريخ 4 – 11 – 1960، واعتقل بتاريخ 20 – 10 – 1986 من باب محل المدخن في شارع صلاح الدين بالقدس، بعد عملية طعن لأحد اليهود وأثناء إعتقاله تم الاعتداء عليه بالضرب المبرح، وقد مكث في الزنازين لمدة 45 يومًا وتعرض لتحقيق قاس استمر حوالي 19 يومًا لإجباره على الإعتراف ولكنه لم يعترف بأي تهمة، ولكن تم إصدار حكم ضده من خلال إعتراف الغير أو ما يعرف بقانون " تامير"، فيما قضى لغاية الآن أكثر من 21 عاما من حكمه البالغ مدى

يقول شقيقه:" وجه للأسير سمير تهمة الإنتماء لحركة " فتح "، وتفجير باص رقم 18 مقابل المحطة المركزية في شارع يافا في عام 1983، مما تسبب بقتل ستة إسرائيليين وجرح ما يفوق الخمسين جريحًا، كما قام بتزويد السلاح للمجموعة التي نفذت عملية باب المغاربة، حيث قتل جنديًا وجرح 69 إسرائيلي" .

وأضاف شقيقه: " لقد قضى سمير أكثر من 21 عامًا من محكوميته البالغة السجن المؤبد مدى الحياة، وبغض النظر عما وجه اليه من تهم، فإن تهمته الوحيدة بنظري هي الدفاع عن أرضه وحبه لوطنه، وضرورة تحريرها من الغاصبين".

وخلال فترة اعتقاله تنقل كغيره من الأسرى من سجن لأخر، فمكث في سجون المسكوبية، السبع، الرملة، شطة، عسقلان، رامون، جنيد، وحاليًا هو موجود في سجن إيشيل في بئر السبع، وخلال سنوات اعتقاله لم يتخلف يومًا عن مشاركة زملائه الأسرى في خطواتهم النضالية واضراباتهم الطويلة عن الطعام بالرغم من وضعه الصحي المتفاقم، فالأسير سمير يعاني من آلام متواصلة في يده اليمنى نتيجة للتعذيب الذي تعرض له ولقد أجريت له عملية في مستشفى سجن الرملة بيده ولم تنجح، وآلام حادة في مركز الأعصاب في العامود الفقري أو ما يسمى ديسك بالرقبة، وكسر في الأنف، وآلام في الأذن، وأجرى من 5 إلى 6 عمليات جراحية وحاليًا لا يتلقى دواء بسبب عدم توفره.

ويعيش سمير داخل السجن وضعًا مأساويًا بسبب ممارسات إدارة السجن ضده، فقد تم عزله مرارًا في الزنازين، كان أخرها في سجن سجن بئر السبع حيث عزل لمدة سبع أيام ، لأنه طالب بملابسه عندما تم نقله من سجن إلى سجن آخر، حينها لم يكن لديه غطاء للنوم سوى منشفة، كما قدم شكوى لإدارة السجن، وتعرض للكثير من عمليات القمع والتنكيل.

لقاء بعد 21 عامًا

يصف شقيق الأسير وليد ظروف الزيارة فيقول: " نتعرض لتفتيش مهين ومذل خلال المرور عبر النفق والأدراج، حيث نمر بأربع محطات تفتيش ونتعرض للتأخير، ولدى إحضارنا الملابس له نضطر إلى تغييرها عدة مرات حتى تتوافق مع شروط إدارة السجن، فلا تسمح إدارة السجن إلا بإدخال الملابس البنية اللون، وتصر على إدخال البلايز القطنية في فصل الشتاء رغم البرد القارس، والحذاء إضطررت لتبديله أربع مرات وحاولت إدخاله ثلاث مرات وبعد عراك سمحوا بادخاله، وبسبب وضعي الصحي لا أسلك الدرج وإنما أضطر للمشي سيرًا على الأقدام والالتفاف حول السجن مسافة طويلة حتى الوصول لغرفة الزيارة، وأستعين بعكاز خشبي خلال السير بسبب إصابتي ."

وتحدث وليد بحرقة وألم " بينما كنت أزور شقيقي سمير، طلب مني الحارس في غرفة الزيارة اللحاق به حينها خفت من حرماننا من الزيارة، فإذا به يقول يوجد لك زيارة خاصة، ففوجئت بذلك، فمنذ 21 عامًا لم ألمس شقيقي أو أعانقه، مع العلم أن سمير قدم العديد من التقارير الطبية الخاصة بي لإدارة السجن من أجل السماح لي بزيارته زيارة خاصة، ولكن إدارة السجن كانت ترفض، حينها لم أحتمل شدة المفاجئة ، وشعرت بقشعريرة في جسدي وبكيت واختلطت مشاعري بين الفرح والحزن، ورغم مرور 45 دقيقة على الزيارة إلا أني بعد خروجي من الزيارة لم أصدق نفسي وجميع من في الزيارة بكوا حتى الحارس الإسرائيلي ذرفت دموعه.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org