|
أسرى القدس
فلسطينيون في الزنازين واسرائيليون في صفقات التبادل
حلقات تعرض واقع قدامى الاسرى المقدسيين, تصدرها ادارة الاعلام والمعلومات
في مؤسسة القدس الدولية - بيروت
فلسطين - الخميس -17-7-2008-
60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.
الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
" صلابة أشد من القيد " هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .
ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .
صلابة اشد من القيد
( الحلقة 23 )
الأسير المقدسي / توفيق علي محمد عويسات
ألم وحرقة
اختنقت الكلمات في فم والداة الأسير توفيق عويسات وبدأ صدرها يؤلمها من شدة حسرتها على وضع إبنها، وقالت بحرقة وألم " منذ عامين لم أزره ولم استطع المشاركة بأي إعتصام أو مسيرة تضامنية مع الأسرى بسبب إزدياد شدة المرض عليّ، التي سببها إعتقال توفيق".
أما والداه بما تبقى من صحة يصرعلى المشاركة في كافة الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية والتضامنية، ومازال حتى اليوم يواصل مشاركته بالاعتصام الذي تنظمه اللجنة المركزية لأهالي اسرى القدس في مقر الصليب الأحمر كل اسبوعين وهو عضو في هذه اللجنة .
يقول والد الأسير توفيق:" يجب على السلطة الفلسطينية والوفد المفاوض وضع قضية الأسرى على رأس سلم أولوياتهم وفي مقدمتهم أسرى القدس والداخل الفلسطيني والجولان" .
وأضاف: " منذ عام 1994 لم تفرج السلطات الاسرائيلية عن أي أسير مقدسي، حتى على صعيد الصفقات السياسية لم يتم التطرق لأسرى القدس، كما أن السلطات الاسرائيلية لا تفرج عنهم بعد إنتهاء ثلثي محكوميتهم، وتصر على إبقائهم في السجون الاسرائيلية حتى إنتهاء مدة إعتقالهم". ، فقد جرت منذ عامين ونصف 15 جلسة لإبني في المحكمة دون جدوى، بدعوى أنه يشكل خطر على أمن الدولة وتقديم تقرير سري من المدعي العام ."
ولد الأسير توفيق علي محمد عويسات ولد بتاريخ 17 – 2 – 1974 وأعتقل بتاريخ 27 – 4 – 1994 ، بتهمة طعن جنديان في كنيون المالحه، وتعرض للتعذيب أثناء التحقيق معه في سجن المسكوبية لمدة 45 يوميًا ثم نقل إلى سجن عسقلان، وصدر حكمًا بحقه يقضي بسجنه لمدة 22 عامًا، بعدها تم إستئناف الحكم وأصبح 18 عامًا، قضى منها أكثر من أربعة عشرة عامًا في السجون الاسرائيلية متنقلاً بين عدة سجون كالمسكوبية، عسقلان، شطة، نفحة، وهو موجود الآن في سجن رامون في النقب بالقرب من سجن نفحة، وشارك مع اخوانه الأسرى في الإضرابات عن الطعام لا سيما الرئيسية منها خلال فترة اعتقاله أعوام 1995، 1998، 2000، 2004. وخلال الإعتقال فرضت إدارة السجن على الأسير توفيق دفع غرامة مالية تتراوح ما بين 500 و800 شيكل (150- 230 $)، لأسباب تافهة، كما حرمته من زيارة أهله له عدة مرات لمدة تتراوح ما بين شهر وشهر ونصف في كل مرة.
وقال والده أبو سميح " منذ عامين ونصف تقريبًا مضى على اعتقال توفيق مدة 12 عامًا، فتم تحويله إلى "محكمة الشليش " لإنتهاء ثلثي المدة "، وحاولنا إستئناف الحكم من جديد ومنذ ذلك الحين حتى الآن مرت 15 جلسة في المحكمة أحدها في المحكمة المركزية والأخرى في سجن بئر السبع ولكن دون جدوى، مع العلم أن آخر جلسة تم تعيينها بهذا الخصوص كانت بتاريخ 16 – 1 – 2008 "، مع العلم أن أبا سميح دفع للمحامي نحو 15 ألف دولار كأتعاب من أجل الافراج عن الأسير توفيق.
وأضاف والده " في كل مرة تمر به جلسة المحكمة دون الافراج عنه أتألم، فلدي أمل دائم بالإفراج عنه ولكن رفض مصلحة السجون الإفراج عنه يحبط آمالي، ففي كل مرة يتم رفض الإفراج عنه بحجة أنه ما زال يشكل خطرًا على أمن الدولة حسب تقرير سري للمخابرات، وفي آخر مرة طلبوا من المحامي تأهيل إبني توفيق حتى يتم الإفراج عنه، حينها رد عليهم المحامي كيف سأقوم بتأهيله وهو في الأسر ."
معاناة مضاعفة
ويعيش الأسير توفيق في أزمة نفسية بسبب عدم زيارة والداته له منذ عام ونصف بسبب مرضها، وكان قد قدم توفيق طلبًا لإدارة السجن مرفقًا بالتقارير الطبية لوالدته من أجل نقله لسجن قريب من منزل عائلته بسبب الوضح الصحي لوالدته حيث أصيبت بجلطة قلبية، وأجرت خمس مرات عملية سنطور، كذلك أجرت عملية جراحية في المرارة، وهي مصابة بمرض السكري وإرتفاع في ضغط الدم ووجود مياه في الرئتين، وتعاني من ضعف شديد في البصر، ولكن إدارة السجون لم تكترث لكل ذلك .
تقول والداته:" " أبكي ليل نهار على إبني توفيق، وجفت دموعي من شدة البكاء عليه، لقد منعني مرضي من زيارته ولا أدري هل سأتمكن من رؤيته قبل موتي".
وأوضحت العائلة أنها تعاني من التأخير في موعد الزيارة والانتظار لساعات طويلة، حيث تتعرض لتفتيش دقيق ومهين سواء الرجال والنساء، كما يقوم الحراس بإستفزاز الزائرين وإهانتهم وإذلالهم، حتى لو أصدر الجهاز الألكتروني رنينا بسب وجود دبوس في منديل المرأة يتم إرجاعها، كما يرفضوا أن يدخل والده عكازه لأنها تصدر رنين عند مرورها بالجهاز الالكتروني مما يزيد من معاناته.
ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت
للتضامن مع الأسرى:
رقم الفاكس : 00 961 -1751726
Email : info@alquds-online.org