أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية - بيروت

فلسطين - الإثنين-14-7-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشد من القيد

 (الحلقة 22)

الأسير المقدسي / أحمد جمعة مصطفى خلف

لشدة حبها له فقدت بصرها لكثرة البكاء على غيابه، فقد اعتقل حبيبها فلذة كبدها الأسير أحمد بتاريخ 24-11-1992، وهي محرومة من زيارته منذ عام.

تقول والداة الأسير:" مصائب كثيرة حلت بي كوفاة زوجي واعتقال أولادي ولا سيما والدي أحمد مما أدى إلى فقداني لبصري"، وأضافت:" لا يشعر بحرقة البعاد والحرمان والانتظار للأسير سوى أمه، وقد فطر الاحتلال الاسرائيلي قلبي على إبني أحمد، وتمنيت قبل فقدان بصري أن أراه يفرج عنه، ولكن هذه الأمنية تبددت وحاليًا الله أعلم هل سيفرج عنه وأنا حية...؟".

ولد الأسير أحمد بتاريخ 5 –6– 1975، واعتقل بتاريخ 24-11-1992، وتعرض للتعذيب لمدة أربعون يوماً ، ووجهت السلطات الاسرائيلية ضده تهمة طعن مستوطن في سوق باب خان الزيت، وحرق 30 سيارة إسرائيلية عند باب البراق، وإلقاء زجاجتي مولوتوف على محلين لمتطرفين يهود في باب السلسلة وحرقهما، والانتماء لحركة فتح، وصدر بحقه حكمًا  بالسجن لمدة 23 عامًا، وقضى منها في السجون الاسرائيلية 16 عامًا حتى الأن، وهو الأن معتقل في سجن رامون في نفحة.

وتصف أخته منى إعتقاله فتقول:" يوم إعتقال أحمد طوق أفراد الشرطة والمخابرات المنطقة ثم قاموا بتحطيم باب الحوش، ثم طرقوا باب المنزل وطلبوا أحمد، حينها كان أحمد نائًمًا، فقام والدي بإيقاظه من نومه فاعتقلوه فورًا وهو يرتدي بيجامة النوم، حينها كان طالبًا في الصف الأول الثانوي ولم يكن لديه هوية شخصية، وتعرض للتعذيب لمدة أربعين يومًا".

يعاني الأسير أحمد من ارتفاع في ضغط الدم ويصاب من فترة لأخرى بنزيف في الأنف بسبب ذلك، وقد وقع مؤخرًا على الأرض ويعاني من آلام في يده اليمنى، حيث أجرى قبل  بضعة شهور صور أشعة وفحوصات، وتبين أنه مصاب برضوض في يده، كما أنه مصاب بالروماتيزم، وبالتهابات في المعدة، وأجرى عمليه جراحية في أنفه ولوزتيه وعملية إستئصال الزائدة .

وأوضحت شقيقته منى أن الوضع النفسي لشقيقها أحمد يسوء يومًا بعد يوم بسبب وضعه المرضي، ومنع أشقائه من زيارته لأنهم ممنوعون أمنيًا، وذلك رغم حصوله على تصاريح تسمح لهم  بالزيارة، بحيث لا يزوره حاليًا إلا شقيقته منى التي تضطر أحيانًا إلى إصطحاب إبنتها مريم معها، حيث يرفض الحراس السماح لها بالزيارة لأنها تعتبر من أقرباء الأسير من الدرجة الثانية، وحينما دخلت في أحد المرات بعد بكائها بشدة حذرها الحارس أنها إذا أصرت على إدخالها في المرة القادمة سيحرمها من زيارة شقيقها لمدة شهر .

وأضافت شقيقته: " إن أبرز شيء أثر في نفسية أحمد والدي الذي كان محرومًا من رؤيته حيث أخذ يطرق رأسه في الحائط عدة مرات من شدة حزنه عليه بعدما سمع خبر وفاته عند زيارته، وطلب منا تلاوة القرآن الكريم وزيارة قبره باستمرار، كذلك وضع والدتي الصحي يزعجه كثيرًا حيث لا تتمكن من زيارته ."

ووالداة الأسير محرومة منذ عام بسبب وضعها الصحي، حيث رفض الأطباء ركوبها الحافلات لساعات طويلة، لأن ذلك يؤثر على وضعها الصحي، فقد أصيبت بثلاث نوبات قلبية وأجريت له عملية القلب المفتوح، وقد أثرت هذه النوبات على جسدها وأصبحت لا تقدر على الحفاظ على توازن جسدها عند سيرها مما إضطرها إلى استخدام العكازات، فيما فقدت بصرها قبل عامين بالإضافة إلى إصابتها بمرض السكري والروماتيزم.

تقول والدته " أفتقد أحمد في كل لحظة خاصة فقد حرمت من زيارته منذ عام بسبب إجرائي عملية القلب المفتوح، فيما سمحت لي إدارة السجن بالتقاط الصور معه قبل نحو عامين.

وناشدت أم محمد كافة المؤسسات الحقوقية والقانونية مساعدتها من أجل نقل ولدها أحمد لمركز شرطة المسكوبية الذي يعتبر أقرب مركز شرطة في مدينة القدس لتتمكن من زيارته .

فيما وجهت منى شقيقة الأسير صرخة لكل من له علاقة بمعتقلي القدس دعتهم فيها إلى ضرورة الاهتمام بأسرى القدس وعائلاتهم التي تحتاج لتواصل معنوي وإجتماعي وإنساني، قائلة " فلدى زيارتهم لعائلات الأسرى يجدوا في كل منزل أسير معاناة ."

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org