|
أسرى القدس :
فلسطينيون في الزنازين واسرائيليون في صفقات التبادل ..!
حلقات تعرض واقع قدامى الاسرى المقدسيين, تصدرها ادارة الاعلام والمعلومات
في مؤسسة القدس الدولية - بيروت
فلسطين - الخميس -10-7-2008-
60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.
الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
" صلابة أشد من القيد " هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .
ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .
صلابة اشد من القيد
( الحلقة 21 )
الأسير المقدسي حازم محمد صبري عسيلة
لم تغب صورة حازم عن ذهن والداته، فهو ذلك الشاب المهذب الذي ختم القرآن الكريم قبل 12 عامًا، ويقوم بتدريس الأسرى غير المتعلمين في السجن، فها هي تقلب صوره مسترجعة كل لحظة من لحظات عمر ذلك الشاب الطموح حتى قالت بحرقة وألم: " لقد أصبح لون شعر حازم أبيض بعد هذه السنوات الطويلة من الاعتقال، لقد قضى زهرة شبابه داخل السجن وأصبح معظم شعره مليء بالشيب أكثر من والده، حتى أن الناس لا يصدقون أنه والده بل شقيقه."
وأضافت:" يتعرض ملف الأسرى لإهمال كبير فلا أحد يهتم بالأسرى خاصة أسرى القدس فهم منسيون، وضاعت زهرة شبابهم داخل الأسر".
ولد الأسير حازم محمد عسيله المنتمي لحركة فتح، بتاريخ 14 – 7 – 1961، واعتقل بتاريخ 21 – 10 – 1986، وصدر حكمًا بحقه يقضي بسجنه مدى الحياة قضى منها قرابة 22 عامًا في السجون الاسرائيلية، وقد اعتقل بينما كان في السنة الرابعة بالجامعة تخصص هندسة كهربائية، علمًا أنه حصل في التوجيهي على معدل 96.7 %.
ويحظى الأسير بعلاقات واسعة بين الأسرى وشارك إخوانه المعتقلين بكافة الخطوات النضالية وخاصة الإضرابات عن الطعام التي عرفت بالإستراتيجية والطويلة كإضراب عام 1986، 1992، 1995، 1998، 2000، 2004، وخلال اعتقاله وضع في العزل الانفرادي لمدة ستة أشهر، وتعرض للضرب في سجن الرملة، وقامت إدارة السجن بنقله من السجن بدون علم لجنة المعتقيلن، ومعاناته في الأسر ليست بمعزل عن معاناة باقي الأسرى من حيث الظروف القاسية والمعاملة اللاإنسانية وسوء الطعام كما ونوعًا فضلاً عن الإهمال الطبي، كما لا تسمح سلطات الاحتلال بإدخال الملابس سوى كل ثلاثة شهور مرة واحدة، مما يضطر الأسرى إلى شراء الملابس الداخلية والأحذية من داخل السجن بأسعار مرتفعة.
ونتيجة الأهمال الطبي أصيب الأسير حازم بنزلة صدرية قوية قبل ست سنوات وتم نقله للعلاج في مستشفى سجن الرملة، وما زال حتى اليوم يعاني من أثرها، ويعاني من ضعف في البصر وآلام في اللثة والأسنان.
وهو معتقل حاليًا في سجن جلبوع، بعد أن سجن في سجني نفحة وبئر السبع، وتعاني عائلته صعوبة في الزيارة بسبب المعاملة السيئة والتفتيش المذل مع العلم أنهم لا يسمحون إلا للأقرباء من الدرجة الأولى بالزيارة، وخلال الزيارة يجبرون النسوة والرجال على نزع ملابسهم حتى الداخلية منها، ويضعون آلات حديدية على جسمهم وأحذيتهم .
يقول الأسير حازم:" إن كافة الأسرى المقدسيين بحاجة الى رعاية واهتمام من قبل المؤسسات المحلية والعربية والإسلامية وأن ملف الأسرى المقدسيين مهمش وبحاجة الى تفعيل، مناشدًا بضرورة العمل على تسليط الضوء على قضيتهم ومعاناتهم المتفاقمة وتوفير احتياجاتهم".
وقد زاره والديه زيارة خاصة قبل 12 عامًا عندما كان معتقلا في سجن عسقلان، وزيارة أخرى في سجن جلبوع من شهور.
وعن معاناة الزيارة يقول والده بحسرة:" لا أحد يكتوي بالنار إلا صاحبها، فعلى المسؤولين أن يطالبوا بالإنسان الذي يذوب مثل الشمعة قبل مطالبتهم بالحجر والأرض، وأتمنى له ولكل الأسرى الفرج العاجل ."
أما والداته فتصف الزيارة الخاصة لإلتقاط الصور مع إبنها بانها صعبة للغاية ولا ترغب بها قائلة: " لقد زرت إبني قبل عامين ولم يسمحوا لي بلقائه سوى لعدة دقائق، وفجأة وجدت بعد هذه السنوات من الحرمان إبني بين يدي فقط لإلتقاط الصورة، ثم فصلونني عنه وشدوني لتركه ، كأننا في حلم، لقد خرجت من عنده وجسمي يرتجف حتى هذه اللحظات مرهونة بسياط الجلاد ."
وعلقت الوالده على البوستر الذي يحمل صور عدد من الأسرى من بينهم إبنها الذي كان بعنوان
" لكل ضمير حي " بقولها " لا يوجد ضمير حي"، أين هي الضمائر وهذه المجموعة من الشباب الذين قضوا أكثر من 20 عاما مازالوا في الأسر ....؟!
وأضافت وعيناها تدمع " لا أتأمل أن يفرج عنه في ظل هذا الصمت الرهيب، ولكن الله كريم وما بعد الضيق إلا الفرج".
ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت
للتضامن مع الأسرى:
رقم الفاكس : 00 961 -1751726
Email : info@alquds-online.org