أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

فلسطين - الخميس-3-7-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " بالتعاون مع الراصد لتوثيق الإعلامي  يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة اشد من القيد

(الحلقة التاسعة عشرة)

الأسير المقدسي / محمود محمد أحمد عطون

بطل وحكاية

غرفته، سريره، مكتبته، صوره، أصبحت الحقائق الملموسة التي تثير شجون والدة الأسير محمود عطون، وتحن دومًا إليها عندما تشتاق لولدها الذي يفارقها بجسده، ولكن ذكرياته ووجوده الدائم في المنزل يجدد الأمل والحياة والصبر في قلب والدته أم أحمد.

ما زالت غرفة محمود تنتظر عودته وسريره وصوره وشهادة التوجيهي وطاولته ومكتبته موجودة منذ 15 عامًا ولم يتغير عليها شيء منذ أن تركها لحظة اعتقاله ."

ولد الأسير  محمود محمد أحمد علي عطون ،  بتاريخ 25 – 9 – 1970، واعتقل بعد مطارده من شارع بين بيت لحم والقدس بتاريخ 3- 6 – 1993، وتعرض لتعذيب استمر شهرين ، وقضى 15 عامًا من مدة محكوميته البالغة ثلاث مؤبدات و40 عامًا.

في سابقة غريبة الكنيست يفتح يوم السبت للإعلان عن اعتقال خلية لحماس

اعتقل محمود لمشاركته في خلية الوحدة الخاصة لعز الدين القسام التابعة لحركة حماس، والتي قامت بخطف ضابط حرس الحدود نسيم طوليدانو من الرملة، وأحضروه لمنطقة الخان الأحمر في طريق أريحا، وذلك بهدف الإفراج عن أسرى حماس من السجون الاسرائيلية وفي مقدمتهم المرحوم الشيخ أحمد ياسين، وذلك عن طريق إبلاغ المجموعة هيئة الصليب الأحمر بعملية الخطف وشروطهم، في حينها رفضت السلطات الاسرائيلية طلبهم، وبعد يومين قتلت المجموعة الجندي، ثم استمرت المجموعة في محاولات خطف الجنود، حيث قامت بقتل شرطيين في الخضيرة بواد عارة، ثم حاولوا خطف قائد حرس الحدود في بيت ليد في الداخل الفلسطيني، وقد فشلت المحاولة حيث أطلقوا عليه الرصاص وأصابوه بعدة طلقات نارية، وأستمروا على هذا النهج من أجل القيام بعمليات تبادل أسرى، وبعد مدة تم إلقاء القبض على أفراد المجموعة، حيث كانت أول عملية خطف قامت بها المجموعة في تاريخ 21 – 11 – 1992، في حين تم إعتقال الخلية في عام 1993، مع العلم أنه وللمرة الأولى  في تاريخ حكومة إسرائيل تفتح الكنيست أبوابها يوم السبت من أجل الإعلان عن إعتقال الخلية .

 ووصف والداه أبو أحمد- الذي اعتقل عام 1998 لمدة عام على خلفية حيازته لسلاح – أن قتل الجندي الاسرائيلي نسيم طوليدانو بأنها العملية الأولى النوعية في تاريخ دولة الاحتلال والجهاد الفلسطيني التي تمت على أيدي المجاهدين البواسل، فمن شدة خطورتها هزت الكيان الاسرائيلي في الداخل والخارج، وكان لها صدى كبير على مستوى التنظيمات المجاهدة والمقاومة في فلسطين، لأنها عملية قام بها أبطال بواسل بشكل فردي، فالمجموعة لم تقتل يهود مدنيين وإنما جنود يلبسون الزي العسكري في القدس والداخل .

مطاردة شرسة لبطل

وفي يوم اعتقال محمود قام عدد كبير من أفراد المخابرات لمنزلة وقاموا بمداهمته وتفتيشه بشكل دقيق جدًا، وتدمير كافة محتوياته وزجاج نوافذه والأثاث وألقت نحو عائلته الغاز المسيل للدموع واعتدوا على أفرادها بالضرب المبرح .

ولكن حينها لم يكن محمود في المنزل وقد إعتقلوه بينما كان يقود سيارته نوع فورد سيرا في رامات راحيل بتل بيوت، حيث كانت جميع الشوارع حينها مرصودة من قبل أفراد المخابرات والشرطة، ففوجىء بسيارتي مخابرات تقوم بتعطيل حركة السير، ثم قامت بمحاصرته من كافة الجهات والقاء القبض عليه.

والأسير محمود معتقل حاليًا في سجن إيشل في بئر السبع، ويتعرض للنقل من سجن لآخر كل عام أو كل 15 شهرًا ، وذلك منذ أن جرت عملية الهروب من سجن عسقلان من قبله ومحمود عيسى وماجد أبو قطيش ومروان ابو إرميلة وحافظ قندس، من وقتها لم يروا بعضهم البعض حيث قامت إدارة السجن بتوزيعهم على سجون مختلفة ، فيما تعرض محمود لعزل إنفرادي بعد ست سنوات من إعتقاله لمدة ثلاث سنوات في بئر السبع .ويعاني حاليًا من أوجاع في المفاصل، ويعاني من مشكله في الرجل اليسرى (الركبه).

ومن الجدير ذكره أن الأسير محمود  هو شقيق الأسير النائب أحمد عطون عن دائرة القدس والمعتقل منذ تاريخ 29-6-2006، وشقيق الأسير إياد الموقوف حاليًا في مركز شرطة المسكوبية منذ تاريخ 11 – 12 – 2007 .

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org