أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية - بيروت

فلسطين - الإثنين-30-6-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشد من القيد

 (الحالة الثامنة عشرة)

الأسير المقدسي / عبد الجواد يوسف عبد الجواد شماسنة

في عتمة الليل وتساقط المطر داهمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل الأسير عبد الجواد شماسنة(مواليد 23-2-1963)، وقامت بإخراج أفراد العائلة من المنزل ثم فتشت المنزل بدقة وبعثرت محتوياته، واعتدت بالضرب المبرح عليه ثم اعتقلته وزوجته الحامل وحماته وابنتها.

تصفت زوجة الأسير عبد الجواد ليلة الاعتقال التي حفرت في الذاكرة ذكريات مؤلمة وقاسية  لا يمكن أن تمحى بقولها: " لو بعد مئة سنة لن أنسى تلك الوجوه التي حققت معي، فلن أستطيع أن انسى طوال عمري تلك الأيام التي قضيتها في السجن حيث كنت حامل بالشهر السابع بابني يوسف وعانيت الكثير وأولادي بسبب بعدي عنهم وسجن جدتهم حيث لم يبق أحد ليرعاهم، وانتابني حالة من الذعر والخوف من قدوم المتطرفين في أي لحظة إلى المنزل للانتقام من الأولاد، وفي عتمة الزنزانة لم أكن أعرف الليل من النهار ولا أوقات الصلاة، حيث سجنت وحماتي وشقيقتي في زنزانة واحدة مساحتها مترين في ثلاثة أمتار وبداخلها حمام صغير مكشوف، لقد عشت ال12 يومًا من الاعتقال في سجن المسكوبية وكأنها دهر، ولم اتوقع أن أخرج من الزنزانة ."

وقالت " لم يكترث المحقيين بأني حامل بل قام الممحققون بممارسة الضغط النفسي علي، وقاموا بتسجيل صوت مشابه لصوت زوجي يعترف بمشاركتي معه في عمليات قتل يهود، ثم هددوني بخطف وقتل ابني أحمد إذا لم أعترف،  

أما زوجها عبدالجواد الذي اعتقل في 12-10-1993 كانت معاناة مضاعف ة حيث بقي لمدة 48 يومًا في أقبية التحقيق ، تعرض خلالها للتعذيب حيث شاهدته زوجته لدى خروجه من التحقيق وجسده مليء بالجروح، وأثناء محاكمته اعتدى عليه الحراس بالضرب المبرح أمام زوجته .

ووجهت للأسير عبد الجواد تهمة قتل أربعة مستوطنين داخل مدينة القدس بالتعاون مع شقيقه محمد وشقيق زوجته إبراهيم، وحكم أربع مؤبدات وعشرين عامًا، قضى منها حتى الأن جون قرابة خمسة عشرة عامًا،  والجدير ذكره أن المتهمون الثلاثة ينحدرون من قبرية قطنا  شمال غرب القدس، ويحملون هوية الضفة الغربية ولكنهم اعتبروا من أسرى القدس لأن عملياتهم نفذت داخل مدينة القدس.

والأسير عبد الجواد متزوج ولديه ثلاثة أولاد وأربع بنات، وكان قد تعلم حتى الصف السادس  قبل اعتقاله، ثم حصل على التوجيهي في السجن، ولكن لم تظهر نتيجته في القوائم الناجحة، وحين سألت أسرته عن ذلك أبلوغها أنهم لا يعرفون عن ذلك شيء ولايوجد ملف باسمه.

وقد أصيب الأسير منذ تسع سنوات بمرض مزمن في يسمى " البهج " حيث أصابته تقرحات في جسده، وقد أثر هذا المرض على شبكية عينيه وأجريت له عملية زراعة عدسة في عينه ويعاني حاليًا من ضعف نظر.

والأسير عبد الجواد معتقل حاليًا في سجن رامون المجاور لسجن نفحة ومحروم من زيارة عائلته له، حيث لم تزره زوجته منذ عام بسبب رفض الجانب الإسرائيلي على إعطائها تصريح لزيارته بدعوى أنها مرفوضة أمنيًا ، وقد قدم لها زوجها طلبًا ولكن لا حياة لمن تنادي، وناشدت بدورها الصليب الأحمر ونادي الأسير عدة مرات من أجل مساعدتها في الحصول على تصريح ولكن طلبها يرفض أمنيًا، كما أن ولديه أجود وأحمد محرومين من زيارته منذ ست سنوات، ومنال وسناء لم تزوراه منذ ثلاث سنوات .

وأما م هذا الواقع السيء لم يبق للزوجة إلا التضرع والدعاء إلى الله  أن يفك أسره وأسر كل معتقل في السجون الاسرائيلية، ويزيح هذة الغمامة عنهم وتراهم قريبًا محررين، مناشدة كافة المسؤولين وكل إنسان لديه ضمير حي أن ينظر لقضية الأسرى بعين الاعتبار وبشكل جدي .

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org