|
أسرى القدس:
فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!
حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية – بيروت
فلسطين - الخميس-26-6-2008-
60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.
الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.
" صلابة أشد من القيد " هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .
ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .
صلابة أشدّ من القيد
(الحالة السابعة عشرة)
الأسير المقدسي / ناصر موسى أحمد عبد ربه
عميد الأسرى المقدسين
بين الولادة في 5-1-1967 والأسر في 9-2-1988، لم يدرك الأسير ناصر عبد ربه أن هذه السنوات هي أخر عهده في الحرية.
اعتقل ناصر وهو في العشرين من عمره ويعتبر اليوم واحدًا من عشرات الأسرى الفلسطينيين والعرب الذين يطلق عليهم مصطلح " عمداء الأسرى" وهم من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عامًا بشكل متواصل ولا زالوا في الأسر، مع العلم أن التهمة التي وجهت لناصر بعد اعتقاله هي حريق سيارات والمشاركة بالمظاهرات وحريق أعلام وفق إدعاء السلطات الإسرائيلية وحكم لمدة ثلاثة سنوات، وقبل أن تنتهي فترة محكوميته بشهرين والإفراج عنه، قام بقتل عميل كان موجود معه في سجن شطه، حينها كان ناصر أصغر المعتقلين وتحمّل قضية قتل العميل لوحده، وتم إصدار حكم بحقه يقضي بسجنه مدى الحياة وبالتحديد سبع وثلاثون عاماً وثماني شهور حسب إفادة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
تقوال والداته "شعرت بقلبي يدق من شدة الخوف بلا سبب، ليلتها طوقت المخابرات الإسرائيلية المنزل من جميع الجهات، واعتقلوه بينما كان نائمًا في وقاموا بتعصيب عينيه قبل اقتياده إلى السجن وهو يرتدي البيجامه وحافي القدمين ولم يكفوا عن ضربه بالهروات، حينها ركضت خلفهم وأنا أصرخ وارشقهم الحجارة ."
ويعاني الأسير ناصر من مرض الشقيقة في الرأس من شدة ضربه أثناء التعذيب، وظهر في عينه ظفر لحمي قبل عشر سنوات، وقد تم نقله للعلاج عدة مرات إلى مستشفى سجن الرملة من أجل إزالة الظفر اللحمي، وبالرغم من حاجته لإجراء عملية جراحية إلا أن الإدارة تماطل حتى الآن في إجرائها له، وبسبب معاناته من أوجاع كثيرة في رأسه وعينه اضطر إلى ترك دراسته بعد أن درس علوم سياسية لمدة عامين في الجامعة العبرية.
الرحلة الحتمية وصمود أم وأخت
تنقل الأسير ناصر مثله مثل باقي الأسرى من سجن لأخر حيث مكث في كافة السجون تقريبًا فسجن في نفحة، هداريم، المسكوبية، الجلمة، شطة، عسقلان، بئر السبع، أبو كبير، الرملة واستقر به الحال منذ ثلاث سنوات في سجن هشارون.
وخلال سنوات الانتقال القاسية لم تتوان والداته أم أحمد رغم حالة الألم والحرمان التي تعيشها بسبب عدم الإفراج عنه من جهة، ومرضها الشديد وعدم قدرتها على السير من جهة أخرى من زيارته متحملة البرد والثلج والحر والشمس، ولم تفرط بالمشاركة بالاعتصامات في مقر الصليب الأحمر في القدس أو أمام السجون الاسرائيلية وفي بيت الشرق الفلسطيني للتضامن مع ابنها والأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم، متحدية سنها حيث بلغت 76 عامًا ورغم ذلك فإنها ما زالت تناضل من أجل إيصال صوتها للمسؤولين والراي العام والتذكير بوجود ولدها داخل أقبية الاحتلال، رغم أنها أصيبت بخيبات أمل متعددة بسبب الوعود الكاذبة التي تتلقاها وغيرها من أهالي الأسرى من قبل المسؤولين الفلسطينيين الذين عجزوا عن إدراج الأسرى المقدسيين ضمن أي صفقة تبادل للأسرى.
تقول أم أحمد واصفة شعورها عند سماعها عن إفراجات:"عندما أسمع بحدوث عملية تبادل للأسرى، أتامل أن يفرج عن إبني معهم، ولكن عندما يتم الإفراج عن الأسرى الذين لم يتبق من أحكامهم سوى عدة أشهر، أشعر بقمة الاحباط والألم، ومن كثرة الصدمات وخيبات الأمل لم نعد نهتم أو نصدق ما يقال عن عمليات التبادل، ولكن أملنا كبير برب العالمين الذي لا يخيب لديه دعاء أو رجاء ."
بالمقابل ضحت شقيقته حنان (42 عامًا) بحياتها من أجل شقيقها ناصر وزيارته في السجن ورعاية والدتها المريضة ورفضت الزواج خوفًا من حرمانها من رعاية والدتها وشقيقها.
تقول حنان " كيف أترك أمي لوحدها ..؟ وهل سيسمح لي زوجي أن استمر بزيارة شقيقي في السجن، لقد لغيت فكرة الزواج من فكري منذ اعتقال ناصر، فبدون زواج أقدر على رعاية والدتي وناصر بحرية أكبر، وهذا أبسط ما أقدمه حيال أمي وشقيقي ."
ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت
للتضامن مع الأسرى:
رقم الفاكس : 00 961 -1751726
Email : info@alquds-online.org