أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية – بيروت

فلسطين - الاثنين -23-6-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشدّ من القيد

 (الحالة السادسة عشرة)

الأسير المقدسي / إبراهيم حسين علي عليان

 

عنفوان في الأسر

واحد وعشرون عامًا من العذاب والقهر والاذلال، واحد وعشرون عامًا مرّت كأنّها ألف سنةٍ مما تعدّون، ولكن رغم ذلك لم تحطّم وحشة السجن إرادة وعنفوان الأسير إبراهيم عليان.

اعتقل الأسير ابراهيم بتاريخ 19 – 10 – 1986 بعد ثلاثةِ أيّام من عمليّة باب المغاربة، وقد وُجّهت له تهمةُ المشاركة في العملية مع الأسيرين عبد الناصر وطارق حليسي، والإنتماء لتنظيم عسكري، وحُكِمَ علية بالسجن المؤبد، علمًا أن إبراهيم اعتقل أول مرة عام 1982 عندما كان عمره نحو 15 عامًا مع مجموعة من رفاقه بتهمة حرق سيارات المتطرفين وعدة نشاطات وفعاليات أخرى حيث سجن لمدة عام ودفع غرامة مالية قدرها خمسة الآف شيكل(1428 $).

 

وأثناء اعتقاله الأخير تعرض لصنوف مختلفة من التعذيب استمرت قرابة ثلاثين يومًا متتالية، كما تم التغرير به لاغتياله، فبينما كان متوجها إلى المحكمة وهو مقيد اليدين والساقين طلب منه ضابط المخابرات الاسرائيلي الهروب وادعى أنه متعاطف معه، حينها أمسك إبراهيم بالضابط وقال له: "أنا لا أهرب"، حيث فهم أن الضابط يريد قتله بحجة أنه حاول الهرب.

وقامت سلطات الاحتلال بإصدار قرارٍ بإغلاق منزل عائلة الأسير إبراهيم بعد إعتقاله لمدة عشر سنوات، وقد داهمت المخابرات المنزل عدّة مرّات للتأكّد أنّ المنزل ما زال مغلقاً، وقد تم فتحه ضمن حملة فتح المنازل من قبل مبارك عوض، وقد قطنه شقيقه بعدها، وبعد تهديد السلطات الإسرائيلية لعائلة إبراهيم بإغلاق المنزل، اضطر أشقائه للاستدانه من أجل بناء منزل يؤويهم لعدم وجود منزل بديل عنه.

وخلال فترة اعتقاله الطويلة تنقل بين عدة سجون مثل المسكوبية، السبع، الرملة، شطة، عسقلان فيما يمكث الآن في سجن بئر السبع. كما شارك في العشرات من الإضرابات عن الطعام الجزئية والطويلة كان أبرزها أعوام 1988 ، 1991 ، 1992 ، 1995 ، 2000 ، 2004 ، وغيرها من الإضرابات الإحتجاجية.

 

همجية الاحتلال

خلال الاعتقال أصيب الأسير إبراهيم بإنسداد في الشرايين وأجريت له عملية جراحية في القلب في  مستشفى تل هشومير، حينها تعرضت حياته للخطر، فتوجهت عائلته لعضو الكنيست سابقًا عبد الوهاب دراوشة للتدخل وإنقاذ حياته، الذي بدوره أرسل كتابًا لوزير الشرطة الإسرائيلية طالبه فيه بمعالجته أو إطلاق سراحه، وقد صدر حينها كتاب رسمي من وزير الشرطة يصادق فيه على إطلاق سراحه بناء على التوصية الطبيّة أثناء وجوده في سجن عسقلان ما بين عامي 1994 – 1995، ولكن مصلحة السجون رفضت إطلاق سراحه.

 وأجريت للأسير عملية جراحية حيث وضع صمام بلاستيك له، ولكن حتى المرض لم يشفع له، يصف أخوه محمد حالته بعد خروجه من غرفة العمليات بقوله:" لقد صدمت عندما دخلت إلى غرفته في المشفى بعد إجراء العملية فشاهدته مقيد اليدين والرجلين، هذا أبسط دليل على تجرّد الاحتلال الإسرائيليّ من الإنسانيّة حتى أنه يمارس جرائمه على المرضى ."

وما يزال الأسير إبراهيم حتى وقتنا الحالي يتناول دواءً مميّعٍ للدم، فيما كُتِبَت توصيةٌ في تقريره الطبّي تُشيرُ إلى وجوب وضعه في سجن قريب من المستشفى  ولكن ذلك لم يُنَفَّذ مما يُعَرِّضُ حياته دائمًا للخطر.

 

عقاب جماعي لعائلة الأسير

أما أسرة إبراهيم فقد تعرّضت منذ اعتقاله إلى محاولات متعددة للاعتقال، يقول شقيقه محمد: " منذ اليوم الأول لاعتقال إبراهيم حتى اليوم والمخابرات الإسرائيلية ما زالت تلاحقنا، ففي عام 1988 تم اعتقالي بتهمة مساعدة التنظيمات الإرهابية  لمدة 14 شهرًا، وشقيقي علي " أبو حسن تم التحقيق معه لمدة 20 يومًا في المسكوبية، وشقيقتي زينب التي تقطن في عمان اعتقلت وهي قادمة برفقة زوجها وطفلها الصغير فور دخولها إلى الضفّة الغربيّة عبر جسر الملك حسين على الحدود مع الأردن، حينها أخذوا منها طفلها وأعطوه لزوجها ثم اعتقلوها، دون أن نعرف مكان اعتقالها فمرّةَ يقولون لنا أنّها في بيت لحم ومرّةً الخليل ونابلس، فيما سأل المحامي عنها في مركز شرطة المسكوبية ولكنّ الشرطة نفت وجودها هناك، وقد مرت علينا ستة أيام دون أن نعرف مكان اعتقالها مما زاد من خوفنا وقلقنا عليها، وبعدها تحايل المحامي على الشرطة في المسكوبية وقال لهم " لقد إتّصلت مع ضابط المخابرات في الجسر وقال لي أن زينب معتقلة عندكم " فأجاب إنها بالفعل عندنا ونريد إخلاء سبيلها ."

 

وأضاف "ما جرى هو عملية خطف لشقيقتي، فاسمها لم يكن مسجلاً في سجل المطلوبين، ولدى إفراجهم عنها أخرجوها من الباب الخلفي ومعها حقيبة السفر، بينما كنا ننتظر الافراج عنها أمام مركز المسكوبية، وقد تحدثت لنا عن تعذيبها في زنازين المسكوبية العتمة، وإصدار الأصوات المخيفة ليلاً لتخويفها والتأثير على وضعها النفسي.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org