أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية - بيروت

فلسطين - الخميس -19-6-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

 (الحالة الخامسة عشرة)

الأسير المحرر بدر حسن الحرباوي

 

دموع بدموع

كما استقبل خبر وفاة والديه بالدموع، ودع الأسير المحرر أصدقاءه الأسرى في سجن إيشل بالدموع، فقد عاش معهم في ذات الغرفة وقاسمهم الأحلام والآلام لمدة خمسة عشر عامًا، لكن لقاء الأهل الذين انتظروه خفف من وطأة الحزن، ولكنه لم ولن ينسى معاناته في السجون الإسرائيلية، وأصر أن تكون وجهته الأولى بعد الإفراج عنه إلى المسجد الأقصى للصلاة فيه والدعاء لكافة المعتقلين بالفرج العاجل.

 

خمسة عشر عامًا مضت من حياة الأسير المحرر بدر الحرباوي الذي ولد بتاريخ 12-10-1970 ، واعتقل بتاريخ 31-10-1993، تشابهت فيها الأيام وطغت عليها الدموع والآلام، ولعل أصعب لحظات السجن كانت وفاة الوالدين دون وداع.

 

يقول شقيق الأسير بدر:" لقد تلقى شقيقي بدر أكبر حكم دون أن يكون لديه اعتراف، فقد وجهت له تهمة الانتماء لحركة حماس والمشاركة في إلقاء زجاجات المولوتوف على اليهود بالقرب من سينما تيك".

تعرض للتعذيب لمدة 45 يومًا، وبقي لمدة عامين موقوف في مركز شرطة المسكوبية حيث قضى خلالها شهرين في الزنزانة الانفرادية، وخضع لعشر جلسات في المحاكم الإسرائيلية، حتى تم إصدار الحكم بحقه لمدة 15 عامًا.

 

يتحدث الأسير المحرر بدر الحرباوي بحزن عن وضع الأسرى المقدسيين الذين لم تشملهم أي اتفاقية أسرى ولم يتمكن أي وزير للأسرى من زيارتهم بعد منع إدارة السجون ذلك، حتى المحامي كان يعاني من الصعوبات الإسرائيلية التي تفرض على الزيارة، حيث تخضع الزيارة للمراقبة وأي ملاحظات يأخذها المحامي من الأسير أو أوراق يتم فحصها قبل مغادرة المحامي السجن.

 

ويضيف الحرباوي أن سجن إيشل يضم 18 أسيرًا مقدسيًا معظمهم من ذوي الأحكام العالية، وقال:" تتعامل معنا إدارة السجن على أننا مواطنون إسرائيليون حين يدور الحديث عن افراجات أو صفقات تبادل، في حين تتناسى ذلك عندما نطالب بحقوقنا كأي مواطن يحمل الهوية الزرقاء"، وقال "إن "إسرائيل" تحاول جاهدة أن تقنع العالم بأن أسرى القدس هم إسرائيليون خالفوا القوانين الإسرائيلية ويجب أن ينالوا العقاب المناسب لذلك".

 

كما أن دولة الاحتلال تمارس أسوء أنواع المعاملة مع الأسرى حيث تعمل إلى نقلهم من سجن لآخر، بالإضافة إلى منعهم من الشمس والرياضة يومي السبت والأحد، كما أن نقص في الاحتياجات الأساسية للأسرى من مأكل وملبس وغيرها، حتى أن السجين يضطر أحيانًا للسير بلا حذاء.

 

أما بالنسبة للإهمال الطبي فحدث ولا حرج، فدولة الاحتلال تتعمد إهمال الحالات المرضية للأسرى، فهناك العديد من الحالات المرضية المحتاجة للعمليات والعلاج المهملة.

وبدوره كان الأسير المحرر بدر يعاني من كسر في أنفه ولعدم تقديم العلاج المناسب لهم داخل السجن أدى إلى إصابته بضيق التنفس.

 

وحول دور الصليب الأحمر في خدمة الأسرى أعرب الحرباوي عن أسفه الشديد لتقصير الصليب الأحمر في عناية الأسرى، وقال:" معظم مطالب الأسرى من الصليب الأحمر لا توفر، وكذلك لا نلمس الاهتمام الكافي من قبله في مشاكلنا ومعاناتنا"، مضيفا :" باستمرار نعرض على الصليب الأحمر الحالات المرضية والإنسانية إلا أنه لا يهتم لذلك، كذلك نطلب منه مواد ترفيهه أو الكتب كذلك لا يتم توفيرها". وطالب المؤسسات الدولية وضع قضية الأسرى في أعلى سلم الأولويات، مناشدًا السلطة بضرورة عمل السلطة جاهدة لتوفير حاجات الأسرى من المأكل والملبس.

 

زيارة الأهل

أما زيارة الأهل فكانت تقتصر على الأقارب من الدرجة الأولى، مما ولد شعورًا بالغربة للأسير المحرر حتى بعد تحرره حيث عبر عن ذلك بعد خروجه من السجن بقوله :" لقد صدمت حين خروجت من السجن ولم أكن أعرف أحدًا من الأقارب من الدرجة الثانية والثالثة، ولكن تعاطف والأهل والجيران معه أعاد له شيئًا من الأمل الذي فقده من سنوات.

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org