أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية – بيروت

ونفخر بأننا ساهمنا في اعدادها و انجازها

فلسطين - الخميس -5-6-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

 

صلابة أشد من القيد

 ( الحلقة الحادية عشر)

الأسير المقدسي: فواز كاظم رشدي بختان

ولد الأسير فواز كاظم رشدي بختان بتاريخ 23 – 10 – 1961، واعتقل بتاريخ 29 – 4 1986، من مكان عمله في قرية حانينا، وحكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً قضى حتى الآن 22 عاماً منهن، تنقّل خلالها بين السجون.

ينتمي الأسير فواز بختان لحركة "فتح"، وكان من ضمن مجموعة القدس التي وجه لها الاحتلال الاسرائيلي تهم قتل متعددة، من بينها قتل أجانب بريطانيين، وإصابة ألمان.

يتحدر فواز بختان من عائلة مقدسية معروفة، والده علم من أعلام بيت المقدس، عُرف بجرأته وصلابته وتضحياته في حمل ملف الأسرى. وقد برز دوره في الدعوة للاعتصامات والنشاطات التضامنية مع حقوق الأسرى والإفراج عنهم.

الأسير فواز لم يختلف عن والده كثيراً، سواء على صعيد النضال في مدينة القدس أو داخل السجون الاسرائيلية، وهو مناضل معروف، ويتحلى بسمات قيادية ويحظى بعلاقات واسعة ويمتلك مخزوناً من المعلومات عن تاريخ الحركة الأسيرة.

تقدّم فواز كافة المسيرات والاعتصامات سواء في مدينة القدس أو أمام السجون الاسرائيلية أو في الداخل الفلسطيني وهضبة الجولان السوري المحتل، وقد تعرض للضرب من قبل جنود الاحتلال خلال تصديه للمسيرات التضامنية مع الأسرى. وقد انتخب لعدة سنوات من قبل أسرى القدس القابعين في السجون الاسرائيلية لتسلم رئاسة لجنة أهالي أسرى القدس، كذلك تم إنتخابه من قبل أهالي أسرى القدس، ونفذ خلال ترأسه اللجنة العديد من الفعاليات والأنشطة والاحتفالات الخاصة بالأسرى وذويهم .

يعاني الأسير فواز حالياً من أمراض في المعدة وآلام شديدة في الظهر (ديسك)، ولا يوجد أي نوع من العلاج. فيما أصيبت والدته قبل سنوات بثلاث جلطات دماغية ومنذ خمس سنوات لا تقدر على السير بسبب إصابتها بشلل نصفي، وهي لا تقدر على النطق سوى كلمات بسيطة جداً، كما تعاني من مرض السكري والضغط وكولوسترول في الدم، أما أبو فواز فيعاني من مرض السكري وضعف في البصر.

من ناحية أخرى لا يزور فواز حالياً سوى أشقاءه وشقيقاته، أما والدته فهي محرومة من زيارته منذ أربع سنوات، فيما زارته مرتين في المسكوبية قبل عامين ونصف العام زيارة خاصة، وذلك بعد تقديم فواز التقارير الطبية لإدارة السجن، كما التقطت له الصور التذكارية مع والديه في سجن هداريم ثلاث مرات .

يقول والد الأسير: "لقد زرنا فواز في كل السجون، وبعد إعتقاله قامت قوات الاحتلال بإغلاق منزلنا لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة، عشت خلالها مع زوجتي وأولادي في الخيم التي تسلمناها من هيئة الصليب الأحمر، وكانت بناتي الثلاث ينمن في الخيمة مع زوجتي، وأنا أنام مع أولادي الستة في خيمة أخرى، حيث كنا نستخدم الخيمة للنوم وللضيوف ومطبخاً وحماماً، وبعد مرور ثلاث سنوات ونصف السنة قام مبارك عوض مدير مركز اللاعنف بعقد مؤتمر صحفي في الفندق الوطني، بعدها إنطلق بحملة لفتح المنازل المغلقة من قبل الاحتلال الاسرائيلي في عام 1995، وقد جاء بنفسه برفقة كافة أجهزة الاعلام، بما فيها الاسرائيلية لفتح منزلنا وكافة منازل الأسرى التي أغلقت".

وهو كان قد تعرّض ذات مرة لسجن إنقرادي في نفحة لرفض الاستجابة لأمر التعري، فأجبر على ذلك لمدة شهرين .ومع ذلك فقد كابد فواز الجراح، ودرس العلوم السياسية من داخل سجنه ونال درجة الدبلوم.

تأثر فواز بمرض والدته كثيراً ، وسارع لتقديم التقارير الطبية لها من أجل زيارته والاطمئنان على وضعها الصحي ، لكنه لم يتمكن من رؤيتها منذ سنوات.

محطات قاسية كثيرة مرت على الأسير فواز، توفيت جدته أم والدته، وتوفي وخاله وأكثر من عمٍ له، وفي كل هذه المناسبات رفضت إدارة السجون السماح له بالمشاركته في تشييع جنازة أي منهم.

عائلة الأسير تتقاضى حالياً راتباً من وزارة شؤون الأسرى بقيمة 3800 شيكل ( 1100 $ )  وهي تعاني من وضع إقتصادي سيئ للغاية، فالراتب الذي تتقاضاه لا يكفي حاجتها، وهي لا تتقاضى أي دعم مادي من جهة أخرى .

المصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

للتضامن مع الأسرى

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email : info@alquds-online.org