أسرى القدس:

فلسطينيون في الزنازين وإسرائيليون في صفقات التبادل!

حلقات تعرض واقع قدامى الأسرى المقدسيين، تصدرها إدارة الإعلام والمعلومات في

مؤسسة القدس الدولية- بيروت

فلسطين - الاثنين -6-10-2008-

60 عاماً مضت، ولا يزال الاحتلال الصهيوني جاثماً على صدر مدينة القدس، يعبث بقداستها، ويشوّه وجهها، ويفرض على أهلها القوانين التعسفية الظالمة.

الأسرى المقدسيون في سجون الاحتلال هم أبرز شاهد على وحشية التعامل الصهيوني مع أهل القدس، حيث يعتبرهم الاحتلال فلسطينيين متى طالبوا بحقوقهم، و" مواطنين إسرائيليين " لا يدخلون في إطار النقاش عند تبادل الأسرى أو في الطروحات السياسية.

" صلابة أشد من القيد "  هو عنوان حلقات من دراسة أعدتها " مؤسسة القدس الدولية " ، وينشرها " فلسطين خلف القضبان  " يومي الإثنين والخميس من كل اسبوع ، وتتناول أوضاع وأحوال قدامى الأسرى المقدسيين المعتقلين منذ ما قبل اتفاقية أوسلو ولا زالوا في سجون الاحتلال، بعدما نجحت المؤسسة  في اختراق قضبان السجون ومحاورة الأسرى، ثم أهلهم، لتكشف مدى الظلم والوحشية اللذين تمارسهما سلطات الاحتلال الصهيوني بحق أسرى القدس، الذين تجاهلتهم الإتفاقيات واستثنتهم صفقات التبادل .

ولقد نشرت مؤسسة القدس الدولية التقرير الموجز ، فيما ستنشر سلسلة حلقات موجزة تعرض واقع ومعاناة كل أسير ، ومن ثم ستنشر في النهاية كل ما يتعلق بالدراسة من موضوعات وصور بشكل كامل .

صلابة أشد من القيد

الحلقة (43 )

الأسير المقدسي /  علي حسن شلالدة

أمنية العصفور

ما زالت عبارة الأسير علي شلالدة الذي قضى في الأسر نحو 18 عامًا عالقة في ذهن زوجته أم حسن وهي " يا ليتني عصفور أطير من بين الشبك وأطلع " .

وقالت أم حسن " زوجي زينة الدنيا وكبير البيت، ونحن بدونه عايشين بمراره حيث أوضاعنا صعبة جدا ولا نشعر بأي فرحة، خاصة أن جميع أولاده تزوجوا وأصبح لديه 24 حفيد وهو داخل السجن ."

وطالبت بالافراج عن كافة الأسرى في السجون الاسرائيلية دون قيد أو شرط أو تمييز، فيما طالبت الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية الاهتمام بقضية الأسرى، وأضافت " هناك تقصير كبير بحق أسرى القدس الذين يتم نسيانهم دوما في عمليات الافراج وصفقات التبادل ."

سجن ومرض

ولد الأسير علي حسن عبد ربه شلالدة بتاريخ 5 – 1 – 1948 ، أعتقل بتاريخ 9 – 8 – 1990 من البيت وأخضع للتحقيق لمدة تقارب الشهرين، وقد وجهت للأسير علي شلالدة 12 تهمة منها الانتماء إلى حركة فتح وزرع وتصنيع قنابل وتنظيم مجموعة وغيرها،  ثم صدر حكمًا بحقه يقضي بسجنه لمدة 25 عامًا قضى منها حتى الآن ثمانية عشرة عامًا.

تنقل الأسير علي خلال فترة اعتقاله بين العديد من السجون وهي المسكوبية، السبع، الرملة، شطة، عسقلان، إيشيل، هداريم، نفحه، ويقبع حاليًا في مستشفى سجن الرمله منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يعاني من أزمة صدرية وحسب التقرير الطبي للمستشفى فان 27% فقط من الرئتين تعمل، كما يعاني من إلتهابات مزمنة في لثته والأسنان وتحديدًا في الفك الأيسر،  ومصاب بمرض السكري والغدة والضغط، وانتفاخ دائم في الرجلين، والجدير ذكره أنه عندما كان في سجني نفحة وعسقلان كانت تتعمد إداره السجن إلى إعطائه علاجات خاطئة مما أدى إلى تدهور حالته وتفاقم معاناته واستفحال المرض، أما الآن ورغم وجوده فيما يسمى مستشفى الرملة إلا انه يعاني من الإهمال الطبي وشحة الأدوية اللازمة.

تناقض الاحتلال

وزيارة الأسير شلالدة منتظمة دائمًا، حيث يزوره اولاده وزوجته وشقيقاته واحفاده أحيانًا، فيما لا يزوره زوجات أولاده وأبناء أشقائه، وفي إحدى المرات قام إبنه عبد الرحمن بإدخال الملابس لوالده وفجأة سأله الحارس لماذا أدخلت الملابس أرجعهم، فحدثت بينه والحارس مشادة كلامية فمنعوه من الزيارة وتعاني أسرته من التفتيش الدقيق والانتظار ساعات طويلة في غرفة الانتظار .

أما بالنسبة لزوجته أم حسن فهي ممنوعة من زيارته منذ ثلاث سنوات لأنها تحمل هوية الضفة الغربية، وقد قدمت طلبًا للحصول على تصريح لزيارته في مدينتي الخليل والقدس إلا أنه رفض، مع العلم أنها قدمت طلبًا للحصول على جمع الشمل منذ نحو عشر سنوات ورفض ثلاث مرات لأن زوجها معتقل أمني، وتحصل بين الحين والآخر على ورقة من مكتب الشكاوي من أجل المرور عبر الحواجز العسكرية، ولكن منذ بضعة شهور ترفض وزارة الداخلية الاسرائيلية تجديد هذه الورقة .

وتحاول العائلة بشتى الطرق الإفراج عن الأسير علي رغم ظروفها المادية الصعبة، تقول زوجته أم حسن " لقد قدمنا عبر المحامي مرتين طلبًا للإفراج عن زوجي بعد إنتهاء ثلثي المدة " شليش " ، ولكن تم رفضهما بدعوى أنه يشكل خطرًا على أمن الدولة، وسنقدم له مجددًا طلبًا آخر ولكننا نحتاج لمبلغ قدره ثلاثة آلاف وخمسمائة دولار للمحامي فيلدمان من أجل تقديمه طلبًا للمحكمة، ولا يوجد معنا نقود للمحامي . "

ملاحظة / من يرغب بالإستعانة بالمعلومات أو اعادة النشر يرجى الإشارة للمصدر / مؤسسة القدس الدولية - بيروت

 

للتضامن مع الأسرى:

رقم الفاكس :  00 961 -1751726

Email  :  info@alquds-online.org