|
أمل جمعة أسيرة فلسطينية تعيش لحظاتها الأخيرة
عاطف دغلس-نابلس 3-8-2008
تحتضر الأسيرة الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي أمل جمعة من مخيم عسكر الجديد للاجئين شرق نابلس بسبب ازدياد حالتها الصحية سوءا إثر إصابتها بمرض سرطاني خطير.
وتتهم عائلتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف وراء إصابتها بهذا المرض جراء عمليات التعذيب التي تعرضت لها ابنتهم داخل المعتقل وعدم توفير العلاج المناسب لها.
وقال جميل جمعة شقيق الأسيرة إن أمل تتعرض ومنذ اعتقالها قبل خمس سنوات لعلميات تعذيب متواصلة من قبل سلطات السجون الإسرائيلية، وتمثلت هذه المعاناة بالاعتداء عليها أثناء عملية الاعتقال واستخدام أساليب فظة في التحقيق معها وعدم توفير العلاج المناسب لها في مراحل مرضها المختلفة، ونقلها بين السجون، كما تحرم من زيارة أهلها تحت ذريعة الحجج الأمنية الواهية.
مع سبق الإصرار
وأضاف جمعة "بدأت معاناة شقيقتي مع المرض منذ أن اعتقلت، ولكن تضاعف المرض معها بشكل كبير منذ ثمانية شهور، حيث أصيبت بآلام في مفاصلها ومعدتها وكليتيها وذلك بسبب الدواء الذي كان يقدم لها، حيث كانت إدارة السجن تقدم لها 22 حبة من الدواء يوميا ما أدى إلى حدوث نزيف داخلي معها".
وأوضح جمعة أنه ومع بداية شهر حزيران الماضي ازداد نزيف رحمها، وقال "عندئذ أخذت إدارة السجن الصحية عينة من رحم شقيقتي لفحصه، وتبين أنها مصابة بمرض السرطان، ورغم ذلك لم تمنح العلاج المناسب، وبدأ وزنها يقل حيث وصل إلى 51 كيلوغراما بعد أن كان 75 في أقل من شهر واحد، كما أن نسبة الهيموغلوبين في دمها وصلت إلى أربع درجات".
وأشار شقيق الأسيرة جمعة إلى أن شقيقته أجريت لها عمليتان في المعتقل دون معرفة أهلها بالأمر، وأن إدارة السجن قامت بحذف جزء مهم من التقرير الصحي الخاص بأمل خوفا من وصوله للمؤسسات واللجان الحقوقية والإنسانية، ما يؤكد أن محاولات بذلت من قبل إدارة السجن لقتل شقيقته كما قال.
وناشد جمعة الرئيس عباس ووزير الأسرى والجمعيات التي تعنى بالأسرى وحقوق الإنسان بذل أكبر جهد ممكن للإفراج عن شقيقته والعمل على توفير العلاج المناسب والسريع لها في الخارج.
من جهته أكد عبد الناصر فروانة مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى أن الأسيرة جمعة تعاني بشكل خطير من ازدياد حالتها المرضية سوءا، وأن الوزارة تسعى جاهدة لإطلاق سراحها وتقديم العلاج المناسب لها.
وقال فروانة للجزيرة نت "الأوضاع الصحية للأسرى صعبة للغاية، ولكن الأسيرات بشكل خاص معاناتهن مضاعفة، لأن الأطباء والطواقم الطبية في السجون يتعاملون مع الأسرى المرضى وكأنهم أعداء وليسوا مرضى".
نموذج للمعاناة
وأضاف "أمل جمعة نموذج واضح للإهمال من قبل الأطباء وإدارة السجون والوزارة تسعى بكل الطرق لإطلاق سراحها وإجراء عملية جراحية لها وتقديم العلاج المناسب، وإن لم يكن هناك أي تجاوب من قبل الاحتلال بتقديم أي مساعدة لعلاجها أو الإفراج عنها فإن الموضوع سيرفع إلى الرئيس أبو مازن لبحثه على أعلى المستويات".
وأشار إلى أن وزير الأسرى أشرف العجرمي زار قبل أيام مستشفى سجن الرملة بعد مماطلات طويلة من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، واطلع عن كثب على أوضاع الأسرى الصحية ووعد ببذل أكبر جهد لمساعدة الأسرى وتقديم العلاج الضروري لهم.
وقال "تسعى وزارة الأسرى لإدخال طواقم طبية متخصصة ومستقلة للاطلاع على الحالة الصحية للأسرى، لكن وللأسف فإن إدارة مصلحة السجون تماطل في إدخالها وترفض ذلك".
ونوه فروانة إلى أن سجون الاحتلال تحوي أكثر من 11 ألف أسير، منهم 1400 أسير يعاني من أمراض مختلفة، ومائتا أسير يحتاجون لإجراء عمليات جراحية بشكل عاجل.
يذكر أن الأسيرة جمعة اعتقلت في مايو/أيار 2004 من داخل منزلها في مخيم عسكر الجديد للاجئين شرق نابلس، وتقبع في سجن الدامون في إسرائيل، بعد الحكم عليها بالسجن 11 عاما.
المصدر : الجزيرة
3-8-2008