تم زيادة عددهن منذ أربع سنوات وأوكلت لهن مهام مباشرة

"السجّانات الإسرائيليات" .. وسيلة جديدة لإذلال الأسرى ومحاولة إسقاطهم

- خدمة قدس برس 29-7-2010

تعيش الحركة الفلسطينية الأسيرة مرحلة هي الأصعب في تاريخها من بدء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وذلك مع زيادة وتوسع الاعتداءات عليها.

وعلى مدى عشرات السنوات؛ ابتدعت سلطة السجون الإسرائيلية وسائل لتعذيب وابتزاز الأسرى مرت بالتعذيب الجسدي والمعنوي وصولا للضغط النفسي.

وزادت سلطة السجون من عدد السجانات الإسرائيليات مؤخراً لعدة أهداف أهمها زيادة إذلال الأسرى وإسقاطهم ليقعوا في شرك الجاسوسية. 

وسيلة للإذلال

الحياة داخل المعتقلات الإسرائيلية أكثر قسوة - لسان حال كل من يخرج من الأسر، فالآلاف من المعتقلين يعيشون باختصار في مقبرة معزولين عن العالم ويتعرضون لوسائل تعذيب متجددة.

وتعيش الحركة الأسيرة وتقدر بسبعة آلاف أسير منذ أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" سلسلة تغييرات سلبية زادت من معاناة الأسرى بهدف الضغط على الفصائل الآسرة للجندي.

وافتتحت سلطة السجون عددا من المعتقلات صممت لتكون أكثر قسوة، حيث استعانت قبيل تشييد سجن "جلبوع" بخبراء من أيرلندا لتصميم سجن مشدد من حيث الحراسة والنوافذ.

وأكد عبد الناصر فروانة الباحث في شؤون الأسرى أن زيادة عدد السجانات مسألة عمرها فقط 4 سنوات بينما كن في الماضي بأعداد قليلة وفي وظائف محدودة.

وأضاف فروانة لـ "قدس برس": "الهدف من إدخالهن هو التحرش بالأسرى وإهانتهم، وكذلك تفتيش الأسرى على يد السجانات لإذلالهم إضافة لمحاولة إغراء البعض وإسقاطهم".

واعتبر وجود السجانات بين المعتقلين زيادة في الضغط النفسي ومحاولة إسقاط بعض الأسرى وهو أسلوب جديد لم يكن من قبل.

وأشار فروانة، وهو أسير محرر، أنه لم ير طيلة اعتقاله في ثمانينيات القرن الماضي أي من السجانات تمر في بين حجرات الأسرى.

التدريج في القمع

أما الأسير المحرر محمد الحشاش، الذي أمضى 20 عاماً في السجون الإسرائيلية وخرج قبل عدة شهور؛ فأكد أن ظاهرة زيادة السجانات بدأت تدريجيا منذ عام 2004 .

وأضاف الحشاش لـ "قدس برس": "بدأنا برؤيتهن مؤخراً بين الأقسام في معتقل نفحة الذي أمضيت به 13 عاماً، ثم أصبح منهن سجانات برتبة عالية وأصبح بعضهن يتحرك بين الأسرى" .

واعتبر زيادة عدد السجانات مرده لعدة أمور منها تحويل بعض الشرطيات ممن لا يخضعن للتجنيد العسكري للخدمة في السجون، وثانياً إدخال بعضهن بشكل متعمد وربطهن بضابط الاستخبارات في السجن.

وقديماً لم تتقلد العاملات في السجون الإسرائيلية سوى بعض المهام الإدارية أما اليوم فأصبح لهن أكثر من دور ومهمة.

من جانبه؛ يؤكد الأسير المحرر تامر العبيط، والذي أمضى فترة من سجنه في معتقل "رامون"، أن إدارة المعتقل تتعمد إهانة الأسرى عبر إخضاعهم للتفتيش على يد السجانات.

وأشار العبيط الذي أفرج عنه مطلع الشهر الجاري لوكالة "قدس برس" أن المعتقلين رفضوا الخضوع للتفتيش أو تقييد الأيدي على يد السجانات ما أدخلهم في سجال مع إدارة السجن التي تعمدت معاقبتهم لزيادة إيذائهم.

وبالمثل أكد المحرر الحشاش أن أسرى سجن نفحة رفضوا الاستجابة للتفتيش على يد السجانات بالإجماع.

وأضاف: "حاولوا إخضاعنا للتفتيش على يدهن ومنحهن صلاحية التحكم في فترة الاستراحة أو تقييد المعتقل عند التنقل أو العقاب لكنا رفضنا بشدة".

القمع والإسقاط

ولم يكن من العبث إقحام العنصر النسائي بين الأسرى في المعتقلات الإسرائيلية فسلطة السجون تسير على برنامج إذلال يتطور مع الزمن.

وفي السياق ذاته تتعرض الأسيرات الفلسطينيات للإذلال والابتزاز على يد السجّانات الإسرائيليات خلال التفتيش والحياة اليومية داخل المعتقل.

وأكد فروانة أنه تلقى كثير من شكاوى الأسيرات تحدثن عن التحرش والتفتيش العاري. وأضاف: "طلبوا منهن القيام بحركات مشينة خلال التفتيش وكثيرا ما ظهر السجّانون فجأة ما شكل وسيلة إذلال وكأن السجان يقول للأسيرة رأيتك وأنت بذلك الوضع".

وتخشى كثير من الأسيرات الفلسطينيات الإفصاح عن قصص التحرش الجنسي والابتزاز لدواع اجتماعية.

وأصبح من بين السجانات ضباط مناوبون ومشاركات في عمليات قمع الأسرى وتفتيشهم، ما يعني أنهن تقلدن ذات مناصب السجانين الذكور وهم أمر صعب تقبله من قبل الأسرى.

وأكد المحرر الحشاش أن عمر معظم السجانات ما بين 18-25 سنة وأن المعتقل يشعر بالمرارة عندما تقتاده سجّانة في ذلك العمر لتدفعه بالقوة أو تعاقبه أو تقتاده خلال التنقل.

وأشار أن المعتقل الأمني مثّل منذ القدم شيئاً كبيراً في عرف السجون وتاريخ الحركة الأسيرة، وأن إذلال ذلك المعتقل على يد سجّانة إسرائيلية كان عملية إيذاء لشخصه غير مسبوقة.

إما المحرر العبيط؛ فاعتبر إقحام السجانات بين الأسرى نوع من الاحتقار لشخصية المعتقل لأنهم يعلموا موقف الأسرى من ذلك مسبقاً.

عقاب الرافضين

وأشار أن أحد المعتقلين، رفض ذات مرة أن تقيده إحدى السجّانات، فعاقبه مدير المعتقل بالسجن في زنزانة وغرامة مالية كبيرة بلغت 2500 شيكل أي ما يعادل (650 دولار) وحرمانه من مقصف السجن.

وتستغل مصلحة السجون وجود العنصر النسائي بين أقسام وحجرات المعتقلين لمحاولة إسقاطهم وربطهم بالمخابرات.

وأكد المحرر الحشاش أن بعض السجانات أنشأن علاقة مع بعض المعتقلين فأصبح بينهم حوار ومزاح تجمع من خلاله السجانات معلومات عن المعتقلين وتوصلها لضابط المخابرات.

وأضاف:"هدف بعضهن أصلا نسج علاقات مع بعض الشباب وقد حدثت قصص كانت السجانات تمضي فيها ساعات من الحديث مع المعتقل ثم نتبين بعد ذلك أن المعتقل عليه ملاحظات أمنية".

الجنرال ايليين بورده

ومن أبرز نجوم الابتزاز والإذلال الممارس على الأسرى جنرال إسرائيلي يدعى "إيلين بورده" وقد عمل مديرا لأكثر من سجن. وحاول تنفيذ برنامج من الابتزاز والإذلال بحق الأسرى في أكثر من معتقل منها نفحة ورامون.

وأكد المحرر الحشاش أن الجنرال "بورده" زاد قبل سنوات عدد السجانات في سجن نفحة لذات الأهداف السابقة، مشيرا أنه صاحب سجل أخلاقي سيء مع السجانات.

وأضاف: "نجح لحد ما يومها لظروف خاصة ألمت بالمعتقلين، ثم انتقل لسجن رامون لتنفيذ السياسة ذاتها التي قاومها المعتقلون في كل مكان ونجحوا في إفشال الكثير منها.

 وعن شخصية الجنرال الإسرائيلي "بورده"؛ قال المحرر العبيط إنه كان يتعمّد إسناد كثير من المهام للسجانات لتفجير احتكاك مع الأسرى يتبعه معاقبتهم بشكل شديد.

وأوضح أن عدد من الصحف الإسرائيلية نشرت كثيرا من فضائحه الجنسية لكنه كان دوما يبدوا فخورا ومجاهرا بما يصنع، كما قال.

  المصدر / وكالة قدس برس انترناشيونال للأنباء 29-7-2010