الازمة الفلسطينية..بين السيادة..والسلطة  الخاوية

 

بقلم / سعدي عمار

النرويج / 20-5-2008

 هناك قول مشهور لبعض الحكماء يقول " ان الدنيا اذا كست أوكست.. أحلت أوحلت..أوجلت..أوجلت..أوغلت أوغلت .. أوهنت أوهنت.. فالسعيد من جرب رباعها ، واذا مدت له باعها ، باعها  ، وكم من قبور تبنى ولا تبنى، وكم من  ملك رفعت له علامات ... فلما  علامات ؟

ان أحدا ًلا  يتبادر لديه أي شك بان ثوراتنا وانتفاضاتنا وأفعالنا الكفاحية الدائمة ، ومنذ أن تكالبت  القوى  الاستعمارية  على وطننا  فلسطين..كانت تلك  الثورات  والانتفاضات..لاجل  اعادة  الفلسطيني  الى وطن  قد  سلبه  احتلال  غاشم...اعادة  الفل  الى  انسانيته  المفقودة... تلك  كانت  ادبيات  ومواثيق..واسس  بناء  كل  التنظيمات  بلا  استثناء...وعودة   بشفافية  لكل  تنظيم   لاعادة  دراسة  ادبياته  من  جديد..ليرى  حجم  النكسة  التي يتعرض  لها شعبنا  بالمقارنة بين  اقوالنا ..وكتابتنا   لمواثيقنا...التي  اصبحت  كالدعايات  الرخيصة...  وبين  افعالنا  على  الارض..والنتائج  الوخيمة  التي  اوصلتنا  اليها  ثوراتنا  وعبر  تنظيماتنا  الجليلة..!!فالنتائج  المعاشة   تحكي   بالم  ...والشعب  يعيش   جلدا  مجنونا..

وحري  بي  هنا  ان  اطرق  قضيتين  اساسيتين..وازمتين  عميقتين..فقط..لكي  لا اثقل  على  القاريء  تفاصيل  ..قضايانا  وازماتنا...تحت  هذا  العنوان  البارز.

اولا  قضية السيادة..وقضية السلطة..

السيادة..ارض وشعب وهوية ، ونحن  هنا  بالمعنى التاريخي نمتلك  وبجدارة ، هذه الحقائق وآمالنا كفلسطينيين ظلت ولا زالت معلقة عبر ثوراتنا  وانتفاضلتنا المتعاقبة لتحقيق هذا  الهدف  النبيل ، ذلك هو تطلع كل فلسطيني وطني شريف وغيور..

فالارض هي فلسطين التاريخية التي لا تقبل التاويل  بكل الشرائع التاريخية والواقعية ،والشعب  هو شعبكم العملاق الذي يستحق وعن جدارة ان  يعيش  بانسانية  وكرامة.

والهوية.. التى يحملها كل فلسطيني في داخله بعمق ويجري  بها  بين الترحال  والغربة..في  الوطن وخارجه ، ويصر رغم فتات وثائق وجوازات السفر في كل الدول التي تحل مشكلة التنقل.. ولكنها لا تحل مشكلة الهوية التي يحملها كل فلسطيني شريف باصرار وعناد  بل وبشراسة..صارخا انا  فلسطيني ورقم بطاقتي ستون ألف.

اذاً وتجسيداً لهذا النضال الغني والزخم بالتجربة ، المشرق بالافعال ، نجد أنفسنا بدلاً من وضع  مداميك اساسية لهذه السيادة .. الامل .. نجد انفسنا امام قضية  السلطة..

وهي  في  مقامنا  الحالي المعاش ، بدعة ، وكل بدعة ضلالة .. والباقي عندكم..؟؟؟؟

  وعودة سريعة .. فما أوصلنا الى هذا المسمى..السلطة..نجد انفسنا اننا نستبدل الوطن .. فاتفاقية  اوسلو المشؤومة واعلان المبادىء ومدريد وواشنطن واتفاقات هنا وأخرى هناك..عند  العرب..وعند  الغرب.. فالامرسيان.

يجد شعبنا نفسه امام سلطة خاوية قلت سابقاً .. ان قدم الاحتلال في برلمانها ، بل  في  خاصرتها... بالامس رفضتموها وباصرار ، فلكل زمان دولة ورجال.. ؟؟ وعدتم وتراجعتم .. بان الظروف تبدلت وتغيرت..!!  واقنعتم انفسكم  بهذه  البدعة .. وغرقتم في شر  اعمالكم واغرقتم شعبنا في فقدان الآمال وتحاصصتم وتقاتلتم وانجزتم بادبياتكم الرائعة الجميلة الجديدة  سلطة خاوية .. فادخلتم شعبنا في أزمة عميقة ، لا  تريدون حلها بوعي وباصرار...!!

وعودة لازماتنا..

فنحن  ..اقرب ما نكون الى حالة الضياع في كل أماكن تواجدنا ويستوقفني صديق عزيز على  قلبي اننا كسائر كل ثورات العالم التي عاشت اقتتالات واحترابات فيما بينها .. الجزائر وغيرها ... ومعذرة صديقي... فنحن نتفق تماما بان كل الاقتتالات  في كل الثورات هي  جريمة وجريمة  بشعة ، وليست شماعة لتعليق جرائمنا التي واجبنا ان ندينها ونستنكرها ونبحث في ادبياتنا  ومراجعنا الشريفة عن حل لهذا اللاشرف والضياع .. لا ان نبحث عن من يتحمل المسؤلية ، فالمجرم الوحيد الذي يتحمل المسؤلية هو الاحتلال البغيض الذي تمكن منا واغرقنا في هذا الوحل ، ونحن بعد لم ننجز جزء من سيادتنا ن ونبحث لنا عن  مخرج  لهذا  التفسخ..!!

وببساطة نحن نعيش اعقد ازمات في تاريخنا داخليا ، وبدون توحدنا لن نفلت من  هذا الضياع ، وآمال الحل حتى هذه اللحظة ضعيفة جداً .

 وكما اشرت فنحن نعيش أزمتين حادتين ....

اولا : أزمة سياسية..

فتارة نبحث عن تهدئة بل نلهث لها ، فكا للحصار ، وهذا هو هذيان الحالة بعينه .. ، وما اغرقنا انفسنا في وحله بعد ان كنا مقاومة  متماسكة عنيدة  يحسب لها الف حساب ،  وتارة  اخرى نعيش مفاوضات عبثية واضحة جلية لن ولن  تخرج عن  وايرفر وكامب ديفد الجديدة ، وبوش  هذا المعمد بالدم والجريمة لن يكون أكثر صلاحا من سابقه كلينتون الذي استمات لان يجبر زعيمنا الشهيد الراحل ياسرعرفات على  التوقيع  ، فرفض... فقتل زعيمنا وقائدنا بشرف...؟؟

اذاً الى أين انتم ذاهبون بنا..؟؟ الى مزيداً من الفرقة والجهوية والفئوية الضالة والسلطة  البائدة..!! وتعميقاً لازماتنا السياسة والاجتماعية والاقتصادية...؟؟ أليس كذلك..؟؟

وثانياً : أزمة  مؤسساتية..

وهذه  الازمة  تفاصيلها وعناوينها أيضاً  كثيرة... ولكن كل فلسطيني  في الداخل والشتات  يعلم  يقينا ان أحد أهم انجازاتنا الفلسطسنية هي منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت ولا زالت   البوتقة التي تجمع الشعب الفلسطيني وتوحد جهوده كمعلم  بارز وأساسي في  حياتنا.. هذا  المعلم    تعرض  للشلل والتدمير المتعمد لبنيته ، ولمحاولة استبدله بمجلس تشريعي وسلطة  خاوية.. وتم  تجاهل أكثر من نصف الشعب الفلسطيني الذي يعيش بالشتات..!! اذاً عن أي بدائل تبحثون..؟؟

 فهذه السلطة البائدة التي مزقت النسيج الاخلاقي للمجتمع الفلسطيني وحولته من مجتمع قائم على  التعددية التي بنيت خلال عشرات السنين في مقاومة المحتل ،  وأدخلتنا في أزمة  مؤسساتية  عميقة مزقت البنية الاساسية لمجتمعنا وقتلت أول ما قتلت ممثلنا الشرعي والوحيد في كل اماكن تواجدنا..

ولهذا كله وبدلا من ان نبحث عن بدائل ستزيد تفسخاتنا وازماتنا حدة .. فلنا وعن حق في روافد   بنائنا الفلسطيني العظيم عبرة ...

اقصد بالتحديد المبادرة الرائعة  والحيوية  للجالية الفلسطينية في برلين والقائمين عليها نخب  فلسطينية مميزة لها اعتبارها واحترامها ... طوروها وتداولوها وتقدموا للخروج من هذه الازمة  المؤسساتية العميقة ... وليكن عنواننا منظمة التحرير .. بناء وتطوير نحو فلسطين .. الوحدة  والبناء.. وليس كما جرى في مكة حينما خذلتم السجين  الفلسطيني ووثيقته الحكيمة.. اجتمعتم  بديباجات واهية شعرية وأدب مقالة اكثر منه اتفاق وحدوي صامد.

  أو كما اجتمعتم في اليمن وخرجتم بالعودة  لمراجعكم والإتهامات المتبادلة والتفسير الصحيح  والكاذب للمبادرة وزدتم شعبنا تمزق ، وها انتم تعيشون حالة من الاتهامات والتراجعات  والشتائم والذبح اليومي للمناضلين في اقبية التحقيق .. والقمع للمظاهرات والمهرجانات ضد  الاحتلال.. وبدلا ان نبحث عن تجاوز نكباتنا  تزيدوننا  نكبة.

تقدموا وبجرأة وحدة وبناء... نحو فلسطين الوطن.. واعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية .. ولتكن رسالة برلين عنوان للتطوير والخروج من أزماتكم.

للشهداء المجد

ولجرحانا  واسرانا كل الفخار

سعدي  عمار- النرويج

20-5-2008