الاسيرة قاهرة السعدي من سجن "هشارون" تستغيث: الى متى سيطول ليلنا..؟
اليوم الموافق 5.6.2011
اطلقت الاسيرة قاهرة السعدي من مخيم جنين صرخة استغاثة ياسم الاسيرات والاسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الاسرائيلي الى كافة الضمائر الحية وفي مقدمتها شباب التغيير والحراك العربي والفلسطيني لتكثيف الجهود وحشد كل الطاقات لكسر كما قالت " قيود الظلم والاعتقال والعذاب الاسرائيلية التي تغتصب حياة وحرية 6 الاف اسير واسيرة وسط صمت كل المتباكين على حقوق الانسان رافعي شعارات الديمقراطية والعدالة والحرية التي تسثني دوما عشاق الحرية والانسانية كونهم يحملون الجنسية الفلسطينية" .
الرسالة التي نشرها نادي الاسير الفلسطيني امس ، استهلتها السعدي التي دخلت عامها الثامن في الاسر محرومة من ابناءها الاربعة، بالفول " من سجن هشارون ابعث صدى صرخات الألم، ومن نزف الوجع ومن عبق زهور سنواتنا التي قضيناها بالأسر صبرا واحتسابا بعيدين عن الأحبة والأهل وبالأخص البناء فلذات الكبد، أرسل عبر منبركم الحر رسالة استغاثة، لكل حر ولكل حرة لكل صاحب نخوة ولكل رجل ما زال ضميره ينبض في جوارحه". واستدركت تقول " هي رسالة الحرية والكرامة والاستغاثة أوجهها للقادة أصحاب القرار، و إلى أولئك الذين غيروا الخارطة السياسية للمنطقة أولئك الشباب الذين صرخوا ضد الظلم وطالبوا بالحرية إلى أولئك الذين ألزموا الفصائل المتخاصمة على الالتقاء،
رسالة استغاثة،،
وذكر نادي الاسير ، ان السعدي التي تقضي حكما بالسجن المؤبد 3 مرات اضافىة ل30 عاما ، واصدرت سلطات الاحتلال قرارا بمنع اثنين من ابناءها من زيارتها بعد بلوغهم سن ال16 عاما ، كتبت تقول" في هذا المعترك والايام العصيبة والسعيدة في ربيع التغيير العربي نستغيث بنخوتكم ، ألا نستحق نحن معشر الأسيرات والأسرى وقفة صادقة صارمة تعيدنا إلى ذوينا وأحبائنا ، بعدما أثبتت التجارب ونجاح الثورات انه ليس هناك مستحيل، وأنظمة بعد أن تشرشت جذورها في السلطة اقتلعتها يد الثوار".
كسر الابواب والقيود
الاسيرة السعدي التي اعلنت سلطات الاحتلال رفض ادراج اسمها مع عدد من المعتقلين ضمن قائمة الاسرى الذين يجري التفاوض حول اطلاق سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط ، مضت في رسالتها تقول " " نحن نستغيث بهذه الزنود لتحطم أسوار المعتقلات ، تستغيث بها لتكسر كل الأبواب وتحرر كل الأسرى ، فنحن نحتاج كتلك الزنود التي خلعت أبوب أنصار الظلم والقهر والاضطهاد، وعانق نزلائها الحرية :، واضافت " هي رسالة استغاثة أسال المولى ان تلامس النخوات كنخوة المعتصم ذاك الرجل الذي استصرخته امرأة واحدة فسير لها جيشا وحررها نحتاج إلى حشود والى زنود لتهدم الأسوار والظلم والمرارة من حولنا".
رسالة للمجتمع الدولي
واشار نادي الاسير الى ان الاسير السعدي التي تتجرع مع الاسيرات والاسرى مرارة غياب الدور الحقيقي لمؤسسات حقوق الانسان ، لم تنسى ان تخاطبها على طريقتها من واقع المعاناة والالم والاهمال والتقصير والصمت ، واضافت " وأقول لمؤسسات المجتمع الدولي وبالأخص تلك التي تعنى بحقوق الإنسان ،نحن أيضا الفلسطينيون من بني الإنسان نتمتع بحصانة إنسانية فعار عليكم يا من تتغنون بحقوق الإنسان أن تتجاهلوا أسرى مر على احتجازهم في الأسر عقود ، ونساء وأمهات يحرمن من ابسط حقوقهم الأمومة ألا وهي احتضان أطفالهم "،ومضت تقول " وهنا أسال وبحق الله أيا ترى سيطول انتظارنا وهل سيطول ليلنا الذي لم يعد يحتمل أنين وجعنا وصوت عذابنا من ظلمة ليل دامس ومن نزف جراحنا؟
اوجاع لا تنتهي
ومن تفاصيل حكايات المها ومعاناتها الممزوجة بالصمود والتحدي المستمر للعام الثامن على التوالي ، كتبت السعدي تقول "مني انسج حروف استغاثتي وأرسلها مصحوبة بالدعاء والتضرع لله عز وجل أن تلامس حروفها كل ضمير حي ، فانا أم لأربعة أبناء ، وأموت كل يوم ألاف المرات الم وحرقة على فراقهم ، وأكثر تلك المرات التي يعتصرني فيها الآلام وجع شوقي لاحتضانهم وأكثر نزفا تلك التساؤلات التي يسألونها ولم يعد في جعبتي أي جواب " متى ستعودين أمي ؟ ، نحن بحاجة إليك كبرنا وكل يوم نفتقدك فمتى ستعودين؟"، واضافت " دائما أجيبهم غدا بأذن الله سأعود وسأعانق الحرية وسنعوض كل يوم قضيناه وهذه الأسوار تفصل بيننا، عقد كامل وأنا أعللهم بالآمال بعودتي غدا غير أنهم لم يعودوا يصدقونني فهل في هذه الأمة التي هي خير امة أخرجت للناس ضمير حي يجيب أبنائي بالقول وبالفعل باني سأعود غدا" . واختتمت السعدي رسالتها بالقول " هذه استغاثتي المتواضعة بحروفها ثقيلة على من سيحمل الأمانة استجابتها، واسأل الله عز وجل أن يعجل لنا بالفرج .
من جانبه ، دعا نادي الاسير كافة المؤسسات والهيئات للتركيز على نشر وايصال رسالة الاسرى وواقع ما يتعرضون له من ظلم ومعاناة في ظل تصاعد اجراءات وهجمة ادارة السجون التعسفية ، مشيرا الى ان السعدي تعتبر برسالتها عن صوت وصرخة اسرى وهبوا وضحوا بحياتهم في سبيل القيم والمباديء والشرائع والانظمة السامية التي اقرها المجنمع والقانون الدولي ومؤسساته ودول العالم اجمع التي يقع على كاهلها المسؤولية في تطبيق ما اقرته وفي المقدمة منه تحرير مناضلي وابطال الحرية من ابناء فلسطين في مدافن الموت البطيء الاسرائيلية التي تحتجز نساء واطفال وشيوخ مسنين ومرضى والمئات ممن امضوا في السجون اكثر مما عاشوا احرارا في منازلهم وبين اسرهم وفي وطنهم .
نادي الأسير
الدائرة الإعلامية