مسؤولون فلسطينيون يحذرون من تصاعد اعتقال المحررين و"حماس" ستجبر إسرائيل على "احترام قواعد اللعبة

 

 

غزةصحيفة القدس - من محمد الأسطل – 3-3-2012- جاء اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي للأسيرة المحررة هناء الشلبي (29 عاماً) في 16 شباط (فبراير) من منزلها في برقين قضاء جنين شمال الضفة الغربية، استكمالاً لعملية منظمة لإعادة اعتقال عدد من المحررين في صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وبين حركة "حماس"، التي وصفت عمليات الاعتقال بـ"التجاوز الكبير والخطير لصفقة وفاء الأحرار".


وحذر مسؤولون فلسطينيون في أحاديث منفصلة مع القدس من تمادي الاحتلال في اعتقال المحررين ومحاولة المس بهم جسدياً خلال الفترة المقبلة، إذا ما تم الاستهانة أو السكوت عن إعادة اعتقال الأسيرة الشلبي أو غيرها.


وأعلنت الأسيرة الشلبي، التي دخلت في إضراب مفتوح عن الطعام منذ اعتقالها رفضاً لسياسية الاعتقال الإداري والمعاملة القاسية التي تعرضت لها، أنها ستواصل إضرابها حتى النهاية. وأشارت في رسالة نقلت عبر محاميتها أنها تحاول الدفاع عن كرامتها وكرامة الأسيرات اللائي يتعرض للإذلال والإهانة.


وأوضح الباحث في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن إعادة اعتقال المحررين يشكل انتهاك لقواعد القانون الدولي، ومخالفة واضحة لبنود صفقة التبادل، لافتاً إلى أن الأسيرة هناء من خلال إضرابها عن الطعام تفتح ملف الاستهداف الإسرائيلي للمحررين، خصوصاً في صفقة التبادل التي كانت جزءاً منها.


وشدد على أهمية مساندة الأسيرة الشلبي من كافة الجهات الفلسطينية، لأن نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تمرير عملية اعتقالها، سيمهد لمزيد من الاعتقالات في صفوف المحررين، أما إفشال هذه المحاولة فسيضع حداً لهذه الاعتقالات في المستقبل وفق تقديره.


وطالب فروانة بتحرك فلسطيني على صعيد الوسيط المصري في الصفقة والجهات الدولية السياسية والحقوقية ذات العلاقة للضغط على الاحتلال لعدم تماديه في هذه السياسية، مؤكداً أن الصمت سيمنح سلطات الاحتلال فرصة كبيرة للاستمرار في استهداف المحررين وإعادة اعتقالهم إدارياً استناداً لما يسمى "الملف السري".


من جانبه، توقع مدير مركز الميزان لحقوق الإنسان عصام يونس أن الأسوء في خصوص اعتقال المحررين واستهدافهم لم يأت بعد، جراء الحصانة من العقاب التي توفرها أطراف المجتمع الدولي لدولة الاحتلال، ما يمنحها فرصة للتمادي في انتهاكاتها، مشيراً إلى أن التساهل والتراخي في هذا الملف من شأنه أن يهيء الظروف بصورة أكبر لاعتقال مزيد من الأسرى المحررين، وحتى استهدافهم شخصياً من خلال عمليات الاغتيال، التي مارسته دولة الاحتلال في أوقات سابقة على حد قوله.


وقال: "بالتأكيد هناك خوف حقيقي على هؤلاء المحررين، والخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو الضغط باتجاه إيفاء سلطات الاحتلال بواجباتها القانونية والأخلاقية في قضية الأسرى والتعامل مع المدنيين في الأراضي المحتلة". وأضاف: "ما يحدث انتهاك صارخ لكافة القوانين وما جاء في بنود صفقة التبادل، التي بموجبها يكون هؤلاء أحرار وقد نالوا عقابهم وفق فهم سلطات الاحتلال، ومن ثم لا يوجد مبرر لإعادة اعتقالهم، ما يشكل أحد أساليب الانتقام منهم كجزء من العقيدة الأمنية لدولة الاحتلال".


وفي السياق ذاته، حذر الناطق باسم حركة "حماس" الدكتور إسماعيل رضوان الاحتلال الإسرائيلي من الاستمرار بالتلاعب في شروط صفقة التبادل وتجاوزها، لافتاً إلى أن عملية إعادة اعتقال المحررين إجراء مخالف لبنود الصفقة ولا يملك الاحتلال الإسرائيلي أي سند قانوني للقيام به.


وأكد على أن حركته ستجبر الاحتلال على "احترام قواعد اللعبة" إذا ما واصل انتهاكاته وإجراءاته ضد محرري صفقة التبادل، مرجعاً استمرار ملاحقة المحررين إلى محاولة إرهابهم وكسر إرادتهم وعزيمتهم بعد السنوات التي قضوها خلف القضبان. وقال: "مبررات الاحتلال لاعتقال المحررين واهية وليس لها أي سند قانوني سوى ممارسة العدوان وتجاوز شروط صفقة وفاء الأحرار، لذلك الحركة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التجاوزات، وهي تتحرك على أكثر من صعيد لمنع إسرائيل من التمادي في هذه الإجراءات".


وأضاف: "هناك تواصل مستمر مع الراعي المصري في الخصوص، ليقوم بدوره في ردع إسرائيل عن خطواتها، ونحن دعونا مصر إلى ضرورة التدخل لعدم تفاقم المشكلة وتجاوز تداعياتها".

http://www.alquds.com/news/article/view/id/338034