فروانة لـ " القدس " : الاحتلال يبدأ اجراءاته الانتقامية ضد الأسرى ويمنحها غطاءاً قانونياً

الثلاثاء 24 مارس  2009

غزة – " القدس " من محمد الأسطل - وصف الباحث المتخصص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أوضاع الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية بـ"الإستثنائية والخطيرة" التي قلما تشهدها سجون أخرى في العالم، إذ أن قائمة انتهاكات حقوق الاسرى طويلة جداً ولا حصر لها، مؤكداً أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى الى إذلالهم وتجويعهم وعزلهم عن العالم الخارجي، وقتلهم ببطء جسدياً ونفسياً ومعنوياً، معتبراً هذه الانتهاكات "جسيمة وفظة وتتناقض مع كافة القيم الإنسانية والقانونية والأخلاقية، بل ترتقي أحياناً إلى مصاف جرائم الحرب وفقاً للقانون الدولي".

وقال فراونة "الإجراءات التي أعلن عنها ليست بالجديدة، ولكن الجديد هو أن تلك الإجراءات والانتهاكات المتبعة ستمنح الغطاء القانوني من قبل الجهات السياسية، وبالتالي سيحظى مرتكبوها بالحصانة القضائية، ما يعني التمادي والتصعيد في ممارستها". وأضاف "الإجراءات مطبقة بالكامل منذ زمن في حق الأسرى، لكن المتوقع أن تتصاعد وتتسع، فمثلاً قد ترتفع قائمة الأسرى الممنوعين من زيارة الأهل لتصل إلى أكثر من 60 % من إجمالي عدد الأسرى، وقد تبتكر العقلية الإسرائيلية الإجرامية إجراءات جديدة، لربما تكون بالفعل أكثر قسوة إذا ما أضيفت للإجراءات السابقة". وتابع "هذا بالإضافة إلى تصعيد الإجراءات القمعية ضدهم، كحرمانهم من لقاء الأهل أو الالتقاء بالمحامين، وحرمانهم من تلقي مبالغ "الكانتين" من الأهل ومن وزارة الأسرى، وحرمانهم من مواصلة التعليم الجامعي، ومصادرة أجهزة التلفاز والمذياع، وتحديد كميات المياه والكهرباء".

وذكر أن إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية لم تنتظر توصيات اللجنة التي شكلها رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود أولمرت، بل شرعت بخطوات انتقامية من الأسرى وصعدت من إجراءاتها منذ الإعلان عن فشل صفقة التبادل. وقال "بدأت هذه الإجراءات بحملة تنقلات ما بين السجون والمعتقلات المختلفة طالت عدداً من الأسرى مصحوبة بالضرب والتنكيل، ويُعتقد أن البعض منهم نقل إلى زنازين العزل الإنفرادي ، أو الى أقسام مجاورة لأقسام وغرف السجناء الجنائيين، وأقدمت إدارة سجن "نفحة" على منع بث قناة "الجزيرة" الإخبارية، ومن المحتمل تطبيق ذلك على باقي السجون".

وأكد الأسير السابق أن الحركة الأسيرة ستدفع "ثمناً باهظاً" جراء فشل إتمام صفقة شاليت، وستزداد أوضاعها صعوبة وقسوة في المرحلة المقبلة، لكن بالمقابل سيجني الأسرى ثمناً أكبر جراء صمودهم وصبرهم من جانب، وثبات آسري الجندي شاليت على مواقفهم وإصرارهم على مطالبهم من جانب آخر. لافتاً إلى أن الإعلان عن فشل صفقة التبادل لا يعني بالمطلق استحالة العودة الى المفاوضات، إذ أن إسرائيل تدرك جيداً بأن لا عودة لجنديها حياً إلا بالمفاوضات وتبادل الأسرى، لأن مصير شاليت لن يكون كمصير رون أراد. وقال " أتوقع استئناف المفاوضات قريباً جداً وربما الاتفاق عليها، وعلى الأسرى وذويهم ألا يُحبطوا وأن يتسلحوا بالأمل، فتأخر إتمام صفقة تبادل مشرفة لشهور أخرى أهون من أن تتم اليوم وفقاً للشروط الإسرائيلية".

وحول رد فعل الأسرى تجاه تلك الإجراءات قال فروانة "ليس أمامهم سوى الصبر والثبات وعدم الرضوخ، فهم لا يملكون سوى سلاح الإرادة والصمود في وجه السجان، ويبقى الإضراب المفتوح عن الطعام أبرز وسائل المواجهة، لكن غياب الوحدة الوطنية الرسمية والشعبية، وضعف فعل الأحزاب والمؤسسات خلف قضيتهم جراء الانقسام ستحول دون إقدامهم على اتخاذ قرار مصيري كهذا". وأوضح أن المطلوب فلسطينياً إنهاء حال الانقسام المؤلمة واستعادة الوحدة الوطنية وإعادة الاعتبار لقضية الأسرى وتفعيلها على كافة المستويات، بما يكفل دفع المجتمع الدولي "المتخاذل" إلى التحرك من أجل إلزام حكومة الاحتلال على احترام حقوق الأسرى الإنسانية الأساسية.

وفي ما يتعلق بالوسائل المناسبة للإفراج عن الأسرى بيّن أن الفلسطينيين تمكنوا من خلال المفاوضات مع إسرائيل من إطلاق سراح 13352 معتقلاً منذ أوسلو وحتى اليوم، معتبراً أن المقاومة يمكنها أن تفرض شروطاً تعجز عن فرضها المفاوضات، وأن تُجبر إسرائيل على إطلاق سراح أسرى تُصر على الاستمرار في احتجازهم وفقاً لتصنيفاتها أو ممن تصفهم بـ"الأيادي الملطخة بالدماء".

 للإطاع على اللقاء على موقع صحيفة القدس

http://www.alquds.com/node/148282