باللغتين العربية والفرنسية

جـزء من الوجه المشرق للحركة الأسيرة

المعتقلون حطموا المستحيل وحوَّلوا السجون إلى جامعات

*إعداد / عبد الناصر عوني فروانة

6 أغسطس 2007

رغم ما تعرض ويتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي من قهر وتعذيب ومعاملة لا إنسانية وظروف حياتية ومعيشية لا تليق بالحياة الآدمية ، إلاّ أنهم تأقلموا مع هذا الوضع الإستثنائي الخطير ، لأنهم عرفوا مسبقاً طبيعة الإحتلال ورأوا ومنذ طفولتهم صور إجرامه ، وأدركوا أيضاً بأن الحقوق لا توهب ، بل تنتزع ، وأن التاريخ لا ولم يكتب إلاَّ بالدم ، والإنتصار لا يتأتي إلا بتضحيات جسام  ، كما وأدركوا في وقت مبكر أن الاحتلال يستهدف ثقافتهم وتراثهم ويريدهم أجساماً مفرغة لا مضمون لها ، ولهذا لم يستسلموا للواقع المرير ، وقرروا بإرادة فولاذية وعزيمة لا تلين تنظيم أنفسهم وخوض النضال حتى خلف القضبان لتحسين ظروف حياتهم وانتزاع أبسط حقوقهم الأساسية ، فقدموا الشهيد تلو الشهيد ، وسجلوا وعلى مدار العقود الماضية صفحات مشرقة من النضال واستطاعوا أن يسطروا تاريخاً خاصاً بهم ، حافل بالمآثر والتجارب الرائعة ، ولم يسبق للتاريخ البشري أن سجل تجربة جماعية خلف القضبان أكثر إشراقاً من تجربة الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي .

ومن أوجه تلك التجارب تحويل السجون والمعتقلات إلى قلاع ثورية ومدارس فكرية وجامعات خرجَّت أجيال وأجيال ، فخرَّجت القائد الفذ والمناضل العنيد ، الكاتب الرائع والشاعر المبدع ، فحركة التعلم والتثقيف لم تتوقف ، لكنها مرت بمراحل ، ففي بدايتها كان من الصعب إيجاد أوراق و أقلام ، ووصل الأمر إلى استخدام ورق السجائر وأوراق الكارتون أو أي مادة ورقية للكتابة، كما أن الأقلام كانت ممنوعة ولكنها  تُهرب إلى داخل  السجون حتى أن القلم الواحد كان يمرر على التنظيمات المختلفة لكتابة ما يحتاجونه من تعليمات وغيرها ، فاضطر المعتقلين إلى خوض اضرابات طويلة عن الطعام بهدف السماح بالدفتر والقلم، وحقهم في ادخال الكتب، وكذلك السماح لهم بتنظيم برامج، دورات تعليمية مختلفة في شتى الميادين، ورغم المماطلة والتسويف من قبل ادارة مصلحة السجون الاحتلالية ، الا انه في المحصلة النهائية تم انتزاع الدفتر والقلم وحق ادخال الكتب، فانتقلت إدارة السجون إلى محاربة المادة المكتوبة في الدفاتر من خلال المراقبة والتفتيش والضبط والمصادرات، وكذلك من خلال التحكم في نوعية الكتب التي يتم إدخالها بمنع الجدي والمفيد والسماح بالتافه أو بكتب التسلية التي تقتل الوقت...

وبكل الأحوال تطورت الأمور وشهدت نقلات نوعية ويمكن الآن توفير كافة متطلبات العملية التعليمية من دفاتر وأوراق وبعض الكتب وغيرها، لكنها معرضة في كل لحظة للمصادرة من قبل إدارة السجون ، كما تعتمد الحركة التثقيفية على التثقيف الذاتي من خلال المطالعة الذاتية أومن خلال نقل المعارف وتبادل الخبرات من خلال الجلسات التي كانت تتم بشكل جماعي وعلى شكل ندوات ثقافية ،  وإذا ما تطرقنا للموضوعات التي يتم تناولها فالتركيز يتم بشكل أساسي على الموضوعات السياسية والأمنية والفكرية و خاصة الصمود في التحقيق والتجربة الاعتقالية والتعامل مع إدارة السجون ، إضافة لمحو أمية للأسرى الذين لم ينالوا أي قسط من التعليم ويوضع لهم برنامج إجباري ، وهذا لا يعني عدم تناول موضوعات أخرى ، كما و ركزت العملية التعليمية داخل المعتقلات على تعليم اللغات وخاصة العبرية والإنجليزية وبشكل اختياري للأسرى الراغبين في ذلك،  وتمكن المئات منهم من إتقان ذلك بل وقاموا بترجمة العديد من الكتب والمؤلفات وعملوا بعد تحررهم وبنجاح وتفوق في هذا المجال .

تميز العديد من المعتقلين بكتاباتهم

كما واتجه عدد كبير من الأسرى إلى تعلم الكتابة وإن كانت جزء من برامج التنظيمات ولكن بتفاوت بين هذا التنظيم وذاك ، لكن من المعتقلين من أولوا هذا الجانب أهمية إضافية فأجادوا وأبدعوا في كتاباتهم ، النثرية والشعرية والقصائد والقصص القصيرة والمقالات والدراسات والبحوث .. إلخ فكتبت ولا زالت تكتب خلف القضبان مئات القصص القصيرة ومئات القصائد والخواطر والمقالات السياسية ، وجزء لا بأس به من الأسرى واصل كتاباته بعد التحرر وانضم رسمياً إلى الكتاب والشعراء والصحفيين والمترجمين ، ومن أبرز هؤلاء محمود الغرباوي ، فايز أبو شمالة ، أبو سليم جادالله ، عيسى قراقع ، أحمد قطامش ، علي جدة ، محمود جدة ، حسن عبد الله ، عطا القيمري ، د.عدنان جابر ، عزة الغزاوي ، على جرادات ، غازي أبو جياب ، المتوكل طه ، عدنان الضميري ، ناصر اللحام  والقافلة تطول وليعذرني من لم آتِ على ذكر أسمائهم .

رغم اختلاف البرامج .. الهدف صقل الأسرى وزيادة معارفهم

وكان لكل تنظيم برنامجه التثقيفي الخاص ورؤيته للمواد التي يجب تناولها ، كما كان كل تنظيم يمتلك مكتبة خاصة به ، بجانب المكتبة العامة التي تحتوي في الغالب على آلاف الكتب المتنوعة ، و هناك آليات لتبادل الكتب بين مكتبات التنظيمات المختلفة ، وبالرغم من اختلاف البرامج وآليات التعليم ، إلا أن هناك أطار مشترك يوحد الجميع يعتمد على ضرورة استغلال فترة السجن في صقل وزيادة معرفة الأسرى بكافة مستوياتهم ، وأحياناً كانت تقوم تلك التنظيمات الفلسطينية على نشر ثقافة موحدة بين الأسرى من خلال إصدار مجلات مشتركة تركز في أغلب موضوعاتها على المواد الوطنية والأمنية والأدبية ، إلى جانب المجلات التي يصدرها كل تنظيم على حدا لأفراده ، وفي تطور يعكس مدى تلاحم وحدة الأسرى كانت تجرى ندوات ثقافية جماعية لأكثر من تنظيم أو لجميع التنظيمات في ساحة القسم وقت الفسحة ويتناول فيها موضوع الساعة أو قضية وطنية عامة وأحياناً تكون بمثابة مناظرة سياسية .

وكان التطور الكبير الذي شهدته المعتقلات هو إصرار المعتقلين بنضالاتهم على اكمال دراستهم للحصول على شهادة الثانوية العامة بعدما سمحت إدارة السجون بذلك وفقاً لشروط معينة وبالتنسيق مع التربية والتعليم ، وبالفعل تمكن العديد من الأسرى من الحصول على تلك الشهادة ، في حين حُرم ممن لا تنطبق عليهم الشروط من ذلك ، كما لا زال الأسرى محرومين من تواصل مسيرتهم التعليمية لمن هم أدنى مستوى من الثانوية العامة .

انتزاع حق الإنتساب للجامعات والتعلم عن بُعد

وفي تطور نوعي آخر وكأحد انجازات إضراب الأسرى المفتوح عن الطعام عام 1992 ، والذي شمل كافة السجون واستمر تسعة عشر يوماً ، استطاع الأسرى انتزاع حق الانتساب للجامعات والتعلم عن بعد من خلال المراسلة ، ولكن لم تسمح لهم سلطات السجون منذ ذلك الوقت إلاَ بالانتساب للجامعات العبرية فقط ، وهذا ما مكن مئات الأسرى من الإلتحاق بالجامعات العبرية ومواصلة تعليمهم الجامعي ، والحصول على شهادات جامعية متقدمة و حصلوا على درجة البكالوريوس في تخصصات مختلفة ، و البعض منهم أكملوا دراستهم و حصلوا على الماجستير .

وقد شكل هذا الإنجاز دفعة قوية لمئات الأسرى الآخرين الذين يناضلون من أجل الحصول على الدرجات العلمية المختلفة بدءًا من شهادة الثانوية العامة، ووصولا للشهادة الجامعية الأولى ثم الماجستير و الدكتوراه .

أسرى يحصلون على شهادات جامعية

وفي هذا الصدد حصل العديد من الأسرى على شهادة البكالوريوس والماجستير ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الأسير اللبناني سمير القنطار الذي حصل على البكالوريوس بالعلوم الإنسانية والإجتماعية وأنهى دراسة الإجازة في حزيران العام 1997 من جامعة تل أبيب المفتوحة ، وواصل سمير محاولات للإستمرار في الدراسة والحصول على شهادات جامعية أخرى  .

وفي حزيران 2005 حصل الأسير محمد حسن محمود إغبارية، من قرية المشيرفة في المثلث الشمالي، وهي في المناطق التي أحتلت عام 1948 ، و المعتقل منذ عام 1992 ومحكوم بالسجن (3 مؤبدات + 15سنة) ، على درجة  "الماجستير" في العلوم الديمقراطية من الجامعة المفتوحة في تل أبيب، وكان حصل من قبل على شهادة مماثلة في التاريخ والعلوم السياسية .

وفي أواخر مايو الماضي حصل الأسير منصور عاطف ريان من بلدة قراوة بني حسان قضاء سلفيت شمال الضفة الغربية على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من الجامعة المفتوحة العبرية بواسطة المراسلة من داخل سجن هداريم وسط " اسرائيل " بمعدل 85 % .

 

أسرى ناقشوا رسائل الماجستير والدكتوراة عبر الهاتف النقال

ولم يقتصر الأمر على ذلك ففي تحدي غير مسبوق تمكن بعض الأسرى من مواصلة تعليمهم الجامعي عبر الهاتف النقال الذي يتم تهريبه إلى داخل السجن ومنهم من ناقش رسالة الماجسير والدكتوراة عبر الهاتف النقال ، حيث أن العديد من طلاب الجامعات الفلسطينية يعتقلوا أثناء دراستم الجامعية ، فيواصلوا دراستهم في السجن بطريقتهم الخاصة ، ومنهم من ناقش رسالة الماجستير والدكتوراة عبر الهاتف النقال المهرب لداخل السجون وتجاوزوا ذلك بنجاح .

     فعلى سبيل المثال لا الحصر  الأسير ناصر عبد الجواد 38 عاما ناقش رسالة الدكتوراه ( نظرية التسامح الإسلامي مع غير المسلمين في المجتمع الإسلامي ) من داخل قسم 5 بمعتقل مجدو عبر الهاتف النقال لمدة ساعتين ونصف الساعة مع جامعة النجاح الوطنية بتاريخ 16/8/2003 ، واعتبرت سابقة هي الأولى من نوعها في فلسطين، وربما في العالم وحصل بالفعل على درجة الدكتوراة ليكون أول أسير فلسطيني يحصل على هذه الدرجة العلمية العليا أثناء فترة محكوميته .

وهذه لم تكن الأخيرة في ظل إصرار الأسرى وإرادتهم الصلبة ، فبعدها بفترة وجيزة وفي نفس العام ناقش أيضاً الاسير الفلسطيني رشيد نضال رشيد صبري (29 عاماً) في سجن “عوفر” غرب رام الله وعبر الهاتف النقال مع جامعة بيرزيت رسالة ماجستير ولمدة ساعة ونصف وكانت رسالته في إدارة الأعمال بعنوان " إدارة الجودة في الصناعات الفلسطينية للبرمجيات ".  

وتعتبر هذه هي أول رسالة ماجستير تناقشها جامعة بيرزيت، لأسير من داخل سجون الاحتلال، والثانية في فلسطين بعد رسالة الدكتوراة، التي ناقشها الأسير ناصر عبد الجواد مع جامعة النجاح .

   وفي مايو 2006 تمكن الأسير طارق عبدالكريم فياض من مناقشة رسالة الماجستير على الهاتف النقال من معتقل عوفر مع جامعة القدس ، وكانت رسالته حول "  تأثير الانتفاضة على الاقتصاد الإسرائيلي  " .

وتمكن فياض المعتقل في ديسمبر 2003 ، و محكوم لمدة أربع سنوات ونصف السنة، من الحصول على درجة الماجستير من برنامج الدراسات الإقليمية في كلية الدراسات العليا بجامعة القدس .

وكان فياض أنهى المقررات الدراسية قبل اعتقاله، وأنجز رسالته في المعتقل، وهو من قرية دير الغصون بمحافظة طولكرم، وأب لطفلين.

 

وفي الختام أتساءل هل هناك من مؤسسة أو مركز أو تنظيم وثَّق هذه الجزئية الساطعة من تاريخ الحركة الأسيرة ؟؟  ألا يستحق هذا التاريخ الرائع بشموليته وأجزائه ومراحله ومحطاته المختلفة إستراتيجية واضحة ومزيد من العمل والجهد لأجل توثيقه قبل أن يندثر كجزء من الوفاء للحركة الأسيرة وتاريخا المشرف  ، خاصة وأن جزء كبير منه أسير بذاكرة من شاركوا في صناعته من الأسرى المحررين ، وأخشى برحيلهم عن الدنيا أن يرحل معهم ذاك التاريخ ..!!

 

* أسير سابق وباحث متخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى

*الموقع الشخصي/ فلسطين خلف اقضبان www.palestinebehindbars.org

Les prisonniers défient l’impossible : ils transforment les prisons en universités

Abdel Nasser Ferwana

6  août 2007      

traduction Centre d’Information sur la Résistance en Palestine - CIREPAL

Malgré la répression féroce et le traitement inhumain, malgré les conditions de détention et la torture, les prisonniers palestiniens et arabes détenus dans les prisons de l’occupation sont parvenus à surmonter les difficultés pour s’adapter à leur situation grave et exceptionnelle. Car ils savent d’avance la nature de l’occupation et ont assisté dès leur enfance à ses crimes, comprenant ainsi que les droits s’arrachent et ne se donnent pas, que l’histoire ne s’écrit qu’avec le sang et que la victoire ne s’obtient que par les énormes sacrifices. Ils ont également réalisé, de manière précoce, que l’occupation vise leur culture et leur patrimoine, cherchant à les réduire à des corps creux sans aucun contenu. C’est pourquoi ils ont refusé de s’abandonner à l’amère situation et ont décidé, armés d’une volonté d’acier et d’une détermination inébranlable, de s’organiser et de mener la lutte derrière les barreaux pour améliorer leurs conditions de détention et arracher leurs droits fondamentaux. Ils ont offert les martyrs, l’un après l’autre et ont écrit, tout au long des dizaines d’années passées, des pages lumineuses de lutte et sont parvenus à tisser leur propre histoire, remplie de sacrifices et de magnifiques expériences. Jamais dans l’histoire humaine une expérience collective derrière les barreaux n’a été aussi lumineuse que celle du mouvement des prisonniers dans les prisons de l’occupation israélienne.

Une de ces réalisations fut de transformer les prisons et les centres de détention en bastions révolutionnaires, en écoles et universités pour former générations après générations, le dirigeant ingénieux et le militant entêté, l’écrivain magistral et le poète créatif. Le mouvement d’enseignement et d’éducation ne s’est jamais arrêté, mais est passé par plusieurs phases.

Au début, il était difficile d’obtenir des feuilles de papier et des crayons. Le papier de cigarette ainsi que tout bout de carton furent utilisés au moment où les crayons passaient clandestinement à l’intérieur des prisons. Le même crayon faisait le tour de toutes les organisations qui s’en servaient pour transmettre leurs instructions ou autres. Les détenus furent contraints de mener des grèves de la faim épuisantes afin d’obtenir des cahiers et des crayons ainsi que le droit de faire entrer des livres. Ils revendiquèrent le droit d’organiser des programmes et des stages de formation dans différents domaines.

Malgré la lenteur et la négligence des autorités carcérales, les prisonniers arrachèrent en fin de compte le cahier, le crayon et le droit de lire. L’administration de la prison dirigea alors sa répression contre la matière écrite dans les cahiers, en instaurant surveillance et contrôle et en confiscant ces écrits. Elle voulut maîtriser le genre de livres introduits, interdisant l’utile et autorisant le futile.

La situation évolua et s’améliora de sorte que les prisonniers ont obtenu tout ce dont ils avaient besoin, les cahiers, les crayons et certains livres, bien que ces « largesses » pouvaient être remises en cause à tout moment. Les prisonniers ont adopté le moyen de l’auto-instruction par la lecture individuelle ou l’échange des acquis, ou les formations collectives par les séances éducatives. Concernant les sujets abordés par les prisonniers, ils furent essentiellement politiques, sécuritaires et intellectuels, avec une attention spéciale aux moyens de résister lors des interrogatoires et au comportement avec l’administration carcérale. Des séances d’alphabétisation sont assurées aux prisonniers non instruits avec des programmes obligatoires. L’enseignement des langues, notamment l’hébreu et l’anglais, fait partie des cours proposés aux prisonniers qui le souhaitent. Des centaines de prisonniers s’y sont initiés avant de pouvoir traduire des livres et des études diverses, notamment après leur libération.

 

Des prisonniers se distinguent par leurs écrits

Un grand nombre de prisonniers ont suivi les cours de rédaction, assurés par les organisations dont les formations étaient inégalées. Certains prisonniers ont accordé une importance supplémentaire à l’écriture et leurs écrits furent remarquables, que ce soit sous la forme de poèmes, de nouvelles courtes, d’articles, d’études et de recherches dans différents domaines. Derrière les barreaux de l’occupation, les prisonniers ont écrit et continuent à écrire des centaines de nouvelles, autant de poèmes et d’études politiques. Un grand nombre de prisonniers ont continué à écrire même après leur libération, rejoignant officiellement les écrivains, poètes, journalistes et traducteurs. Parmi les anciens prisonniers écrivains, citons Mahmud al-Gharbawî, Fayez Abu Shamaleh, Abu Salim Jadallah, ‘Issa Qaraqe’, Ahmad Qatamesh, Ali Jaddah, Mahmud Jadda, Hassan Abd-Allah, Ata al-Qumayrî, dr. Adnan Jâbir, Azza Ghazzawî, Ali Jaradat, Ghazi Abu Giab, al-Mutawakkel Taha, Adnan al-Damirî, Nasir al-Laham. La liste est longue et que m’excusent ceux qui n’ont pas été cités.

 

Des programmes différents, un but unique

Chaque organisation de la résistance a développé son propre programme éducatif en fonction de sa vision politique et idéologique, et a formé sa propre bibliothèque aux côtés de la bibliothèque central qui rassemble en général des milliers d’ouvrages. Des mécanismes d’échanges d’ouvrages entre les bibliothèques des organisations ont permis leur circulation large. Malgré la différence des programmes et des méthodes éducatives, les organisations sont d’accord pour que la durée de détention soit mise à profit pour éduquer et instruire les prisonniers, quel que soit son niveau. Il arrive que les organisations palestiniennes publient une revue commune pour les prisonniers dont la matière concerne les sujets nationaux, la sécurité et la littérature, au moment où chaque organisation publie sa propre revue et la distribue à ses membres. L’unité des prisonniers se manifeste lors des débats et réunions publiques organisés par au moins deux organisations, dans la cour de la prison, débats où sont

 

D’un autre côté, les prisons israéliennes assistèrent récemment à un évolution remarquable, la revendication des prisonniers à poursuivre leurs études secondaires. L’administration carcérale de l’occupation accepta selon des conditions précises, en coordination avec le ministre de l’enseignement et de l’éducation. De nombreux prisonniers eurent ainsi la possibilité d’obtenir le diplôme de fin d’études secondaires, du moins ceux dont la situation répondait aux conditions fixées. Toutefois, les prisonniers n’ayant pas achevé leurs études pré-secondaires ne furent pas autorisés à poursuivre leurs études officielles.

 

Droit d’adhérer à l’université et à l’enseignement à distance

 

En 1992, la grève illimitée de la faim des prisonniers s’était étendue à toutes les prisons et a duré dix-neuf jours. Parmi les nombreux droits arrachés au cours de cette grève, celui d’adhérer aux universités par le biais de l’enseignement par correspondance. Mais les autorités carcérales ne les autorisèrent pas à s’inscrire ailleurs qu’aux universités de l’occupant. Malgré cette restriction, des centaines de prisonniers s’inscrivirent aux cours et poursuivirent leurs études universitaires, obtenant des diplômes de licence dans différents domaines et même des maîtrises.

Cela suscita un formidable élan parmi les prisonniers qui s’inscrivirent par centaines pour la poursuite de leurs études secondaires ou universitaires.

 

Les prisonniers diplômés

A ce propos, de nombreux prisonniers ont obtenu la licence et la maîtrise, comme par exemple Samir Qintar, le doyen des prisonniers libanais qui a obtenu la licence en sciences humaines et sociales et a achevé son diplôme en juin 1997 à l’université ouverte de Tel Aviv. Il poursuit actuellement des études pour obtenir d’autres diplômes universitaires.

En juin 2005, le prisonnier Muhammad Hassan Mahmud Ighbarieh, du village al-Mshayrife, dans le Triangle (zone occupée en 1948), détenu depuis 1992 et condamné à 3 perpétuités et quinze ans de prison, a obtenu le magistère en « sciences de la démocratie » à l’université ouverte de Tel Aviv. Il avait auparavant obtenu le magistère en histoire et sciences politiques.

En mai dernier (2007), le prisonnier Mansur Atef Rayan, du village de Qarawa Bani Hassan (région de Salfit) a obtenu la licence en relations internationales et sciences politiques à l’université ouverte, alors qu’il est détenu à la prison de Haddarim.

 

Des prisonniers exposent et discutent leurs thèses au téléphone

Dans un défi inégalé, certains prisonniers sont parvenus, non seulement à poursuivre leurs études, mais aussi à discuter leurs travaux de maîtrise et leurs thèses de doctorat par le biais des téléphones portables qu’ils avaient fait clandestinement passer en prison. De nombreux prisonniers avaient été arrêtés alors qu’ils poursuivaient leurs études universitaires. En prison, ils ont poursuivi leurs études et maintenu le contact avec leurs collègues et professeurs.

Le 16 août 2003, le prisonnier Nasir Abdel Jawad, 38 ans, a discuté sa thèse de doctorat de l’intérieur de la section 5 de la prison de Meggido, grâce au téléphone portable, pendant deux heures et demi, avec l’équipe de professeurs de l’université nationale d’al-Najah. Ce fut une première en Palestine, et probablement dans le monde. Il obtint effectivement son diplôme et est considéré comme le premier prisonnier à obtenir son doctorat au cours de sa détention.

Peu après, au cours de la même année, le prisonnier palestinien Rashid Nidal Rashid Sabri, 29 ans, discute pendant une heure et demi son mémoire de maîtrise, de l’intérieur de la prison de Ofer, grâce au téléphone portable, avec l’équipe d’enseignants de l’université de Bir Zeit.

En mai 2006, le prisonnier Tariq Abdel Karim Fayad réussit à discuter son mémoire de maîtrise par le biais de son téléphone portable, alors qu’il se trouvait dans la prison de Ofer, à l’université d’al-Quds. Fayad n’avait plus qu’à rédiger son mémoire lorsqu’il a été arrêté par l’occupant. Il acheva sa rédaction en prison. Il est de Deir al-Ghossun dans la région de Tulkarm, et est père de deux enfants.

 

Ce ne sont que quelques exemples récents d’une longue lutte menée par les prisonniers pour s’instruire et s’éduquer, malgré les mesures répressives de l’occupation. Le mouvement national des prisonniers représente une formidable école, dans tous les sens du terme, qui mérite qu’on s’y intéresse, en menant enquêtes et études, pour d’abord éclairer les divers aspects de la résistance dans les prisons de l’occupation et ensuite rendre hommage à ces hommes, femmes et enfants qui se sacrifient sans compter pour la libération de la patrie.