صدور العدد العاشر من ملحق الأسرى تحت شعار"ملف الاسرى من الجزائر الى الامم المتحدة "

 

الجزائر 6-3-2011 - أصدرت صحيفة الشعب الجزائرية اليوم الأحد العدد الخامس عشر  من ملحق ( صوت الأسير ) " صوت القدس والأسرى " الذي يوزع مع الصحيفة ويشرف عليه الأخ عز الدين بوكردوس رئيس تحرير الصحيفة ، ولجنة الحرية لأسرى الحرية ممثلة بالأخ عز الدين خالد ،  والذي حمل شعار"ملف الاسرى من الجزائر الى الامم المتحدة " والذي يجسد اصرار الصحيفة كما يقول الكاتب تامر المصري في افتتاحية العدد  بعنوان " الأنموذج الأبقى من هوامش أخرى !" ان الملحق وهو يدنو من الاحتفال بمناسبة، يصح لمحبي الحياة، تسميتها بعيد ميلاده الثاني، وهو يقطع بعد أسابيع، سنويته الثانية، استمرارا على ذات النهج؛ (بأنها لله يا عبدالله)، الذي حاول أن يلزمنا إياه، أخونا عز الدين خالد، بصبر وإنفاق هاتفي كبيرين، في أجواء إحباط متواصلة، لا يفصلها إلا القليل من المقاطع التي يكون فيها الفلسطيني منا، عاديا في نظرته والنظرة إليه. سيما وأن القدس وهي الثابت الوطني، قد كانت عنوانا لجهد لا ينقطع البر فيه للمدينة، على قاعدة أضعف الإيمان، قبل أن يجر الثابت مؤخرا ثابتا مضافا إليه، عنوانه الأسرى، ليصبح الملحق في تدرج طبيعي، ينحو مناحي الحديث، عن آلام فلسطينية مستمرة. ومع التزام الصحيفة  المتواصل باصدار الملحق الإسبوعي بانتظام دون انقطاع ، ومن ثم منحه مساحة كافية وثابته على موقعها الألكتروني ، فان المصري يؤكد "ان ملحق الشعب المقدسي، الذي صار اليوم ملحق صوت الأسرى، بحلته الجديدة، قد بات علامة فارقة في نصرة القضية الفلسطينية، على صفحات الجرائد العربية، ويمكن تعميمه ومحاكاته، لو توافرت الإرادات التواقة إلى ذلك، سيما وأنه انطلق عمليا من بهو اللاشيء. بل؛ ويمكن الاستفادة من تجربته، على أكثر من صعيد، لو صحت العزائم، ووجدت الهمم أهلها، دون ثبيط."

و يتكون العدد  من ثماني صفحات ، اشتملت على العديد من الموضوعات والتقارير الهامة ذات العلاقة بقضيتي الأسرى والقدس ، فالكاتبة ديما عموش كتبت في مقالتها عن الانتصار الهام الذي حققه مؤتمر الجزائر لنصرة الاسرى في وضع خطوات عملية هامة على طريق التدويل ستترجم نفسها عمليا من خلال المؤتمر الدولي الذي سيعقد في جنيف في اواسط الشهر الجاري والذي يعتبر خطوة هامة على صعيد ايصال قضية الاسرى للمحافل الدولية ، لتؤكد في خاتمه المقاله " انها خطوة هامة وجريئة ونوعية لحمل مشاعل  الاسرى  واضاءة الدرب في سبيل حريتهم والانتصار للقضية الكبرى التي كبلت من اجلها حريتهم.

كما وتضمن الملحق   تقرير شامل للكاتب سري قدورة حول "انتهاكات حقوق الطفل تحت الاحتلال " تناول فيه  أوضاع الأسرى الاطفال  في سجون الاحتلال ومعاناتهم  وأعدادهم مع ذكر بعض الحالات وما يتعرضون له من اساليب تحقيق وتعذيب وانتهاكات ، بينما ابرز المحلق صرخة الاسرى في " انتقاذ الفضائيات العربية " لاهمالها وتجالها بقضيتهم وقصورها في تغظية قضاياهم والانتهاكات الصارخة بحقهم .

 وتميز العدد بتقرير خاص للأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى ، عبد الناصر فروانة بعنوان " جنرالات الصبر" ، تحدث فيها عن صمود وثبات وتضحيات الاسرى رغم سنوات القهر والعذاب مقدما الاسير محمد الحسني كنموذج فقد ارتفعت  قائمة " جنرالات الصبر " وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن ، ارتفعت لتصل إلى ثلاثين أسيراً وذلك بعد أن انضم إليها الأسير " محمد الحسني " من غزة . واعتبر فروانة أن استمرار اسرائيل في احتجازها للأسير الحسني وعشرات الأسرى لأكثر من ربع قرن من الزمن ، انما يعكس عقليتها الانتقامية منهم ويكشف عن موقفها الحقيقي من الإتفاقيات وتهربها من دفع استحقاقات " العملية السلمية " والتي يقف في مقدمتها اطلاق سراح كافة الأسرى لا سيما القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو وقيام السلطة الوطنية في مايو / آيار عام 1994 . وذكر أن " الحسني " هو واحد من مئات الأسرى القدامى الذين كان يجب أن ينعموا جميعاً بالحرية منذ سنوات طويلة وفقاً للإتفاقيات الموقعة بين السلطة الوطنية واسرائيل ، لا سيما اتفاقية شرم الشيخ الموقعة بتاريخ 4 سبتمبر 1999 والتي عالجت جزءاً من الأخطاء السابقة ونصت على ( أن الحكومة الاسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 ايلول 1993 ، والذين اعتقلوا قبل 4 أيار 1994 ( أي قبل إعلان المبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ) .

وأكد فروانة بأن " اسرائيل " لم تلتزم بذلك وواصلت تهربها وتنصلها من كافة النصوص ذات العلاقة بقضية الأسرى ، وحولت قضية الإفراج عنهم من استحقاق أساسي وسياسي وحق مشروع ، إلى لفتات انسانية تقدمها وقتما وكيفما تشاء في اطار ما بات يُعرف بـ " افراجات حسن النية " وفقا لمعاييرها الظالمة ودون مشاركة الجانب الفلسطيني في اعداد القوائم ، وهذا تجلى بشكل واضح منذ بدء انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 ، في محاولة منها لإحراج السلطة وابتزازها أو للضغط عليها

سطور من حياته

وذكر فروانة بأن الأسير محمد عبد الهادي محمد الحسني " ( 51 عاماً ) متزوج ومن سكان مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة ، وكان قد اعتقل في الرابع من آذار / مارس عام 1986 ، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي ثلاثين عاماً ، و يُعتبر واحداً من عمداء الأسرى وهو مصطلح يُطلق على من مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، فيما اليوم يكتسب قسراً صفة جديدة و يُعتبر أحد " جنرالات الصبر " وأحدث من انضم إليها ليحمل الرقم " 30 " على القائمة ، فيما يُعتبر سادس أقدم معتقلي قطاع غزة ، وأحد أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي في سجون الاحتلال بشكل خاص والحركة الأسيرة بشكل عام

مضيفاً إلى أن " الحسني " مرّ خلال مسيرة اعتقاله الطويلة بالعديد من المواقف المؤلمة والمشاهد المؤثرة وخاض بشكل فردي أو مع إخوانه تجارب عدة ، في التحقيق وفي معارك الأمعاء الخاوية ، وتنقل قسراً خلال سنوات اعتقاله الطويلة للعيش في سجون عدة كنفحة وعسقلان وريمون وبئر السبع وغيرها ، فيما يقبع الآن في سجن " جلبوع " .

وكثيراً ما رقد على أسرة ما يُسمى مستشفى سجن الرملة لأيام طويلة حيث يعاني من عدة أمراض في ظل سياسة الإهمال الطبي التي فاقمت من معاناته ، ومكث خلال ربع قرن من الأسر ، لسنوات طويلة في زنازين العزل الإنفرادي في سجني " هداريم " و " ايشل " .

وعانى كغيره من الحرمان من زيارات الأهل لشهور طويلة ، بل ولسنوات عديدة ، وشأنه شأن باقي أسرى غزة الممنوعين من زيارة ذويهم بشكل جماعي منذ منتصف حزيران 2007

ومن رسالة الكاتبة هداية شمعون التي حملت عنوان سيدتي النجمة الفلسطينية ، تحدث الكاتب جهاد احمد صالح في الحلقة الثانية من تقرير خاص عن "البيئة الثقافية في القدس واثرها في حركة التنوير "، وتحت عنوان " نجا من محاولة اغتيال في سجنه  قدم الكاتب والاعلامي علي سمودي مراسل صحيفة القدس الفلسطينية تقرير مفصلا عن معاناة وعذابات عائلة الاسير هيثم صالحية من البيرة المحكوم بالسجن المؤبد والذي لم تحظى قضيته باهتمام ومتابعة رغم تعرضهع لمحاولة اغتيال من ادارة السجون والمخابرات الاسرائيلية . وترجم  السمودي مدى معاناة وقلق والد الاسير  الذي يعتصر الحزن والالم قلبه    في ظل عجزه عن تقديم أي مساعدة او نجدة لنجله الاسير هيثم الذي اسماه الشهيد الحي بعد نجاته من محاولة اغتيال في اسره ، ويقول بغضب وسخط " نعم انه شهيد حي كان بينه وبين المؤامرة المبرمجة التي استهدفت حياته لحظات وقد كتب الله الحياة ورحم ابني رغم الماساة والمؤامرة االخطيرة ولكن قصر به كل بني البشر ، فحتي اليوم لم تزره لجنة طبية ولم نسمع سوى التصريحات والبيانات التي لم تجد ولن تساعد ابني الذي يعيش اوضاع صحية صعبه في سجنه ".وبعدما اغلقت الابواب في وجه الوالد ونجله الاسير كتب مخاطبا المؤتمرين في جنيف  "  ان محاولة اغتيال ابني عامدا متعمده مع سبق الاصرار ، لذلك نامل منكم وانتم تجتمعون  في  جنيف في  مقر لجنة حقوق الانسان، وانتم تمثلون ابننا وكافة اسرى الحرية اعطاء هذا الموضوع الحق الواجب و الاهمية القصوى فمن حاول ان ينال منه ليس الا مجرد وقت حتى يحاول النيل من غيره من الكثير من ابطال هذا الوطن العزيز ، فاحموا اسرانا قبل فوات الاوان .

وكان لـ " الإنقسام " المؤلم وتداعياته الخطيرة مساحة على صفحات الملحق ، فالتقرير الذي قدمته الاذاعية  ديمة اللبابيدي بعنوان "الانقسام يمزيق المبادرات الفلسطينية  لدعم المعتقلين وليمونة نائل تجسد صمود عميد الاسرى " عبر اذاعة الايمان من غزة استضاف عدد من الشخصيات التي تتابع ملف الاسرى والتي تحدتث فيها عن مبادرات وفعاليات مجتمعية لدعم قضية الاسرى .لكن شقيقة عميد الاسرى الفلسطينين والعرب نائل البرغوثي تحدثت عن حكاية ليمونة نائل التي ارسل بذورها من سجنه وزرعتها والدته ونمت وكبرت حتى اصبحت تطرح الليمون في اشارة لارادة الحياة والتشبت بالحرية .

وفي زواية الملحق تحدث الخبير في القانون الدولي الدكتور حنا عيسى عن مطاردة اطفال فلسطين من قبل الاحتلال مشيرا لحكاية الطفل اكرام التميمي كنموذج يكشف منهجية الاحتلال في التعامل مع اطفالنا ، ليرسل صرخة للمجتمع الدولي لوقف هذه السياسة التي تشكل انتهاك صارخ لكافة الاعراف والقوانين .

وفي تقرير من القدس بعنوان "طعم الحرية " تخصصه الكاتبة ميسة ابو غزالة للحديث عن حكاية الطفل محمد الزعتري الذي اعتقل رغم كونه قاصر وتعرض للتعذيب والتحقيق ومعاناة طويلة بين مراكز التحقيق والتوقيف والمحاكم وتحريف القضية في محاولة الاحتلال لتحويلها من امنية لجنائية . وتستعرض محطات اعتقاله وظروف اعتقاله وتاثيراتها النغسية عليه وعلى اسرته ومخاطر سياسة الاحتلال من اعتقال واستهداف الاطفال المقدسيين .

ويكشف المحلق تقرير هام وخطير بعنوان "الاسير خضر ترزي اعدام وسرقة اعضاء .

وكتب الباحث عبد الناصر فروانه عن ثائر فتحاوي يفخر به الفلسطينيون على اختلاف انتماءاتهم .. حيث قال  "لست بحاجة إلى من يذكرني بالثالث من آذار من كل عام ، فهو يوم ليس ككل الأيام في تاريخ الشعب الفلسطيني ، وهو يوم من الأيام المحفورة في الذاكرة الفلسطينية بشكل عام وفي سجل المقاومة النوعية بشكل خاص ، يوم أن نفذت فيه عملية فدائية ضد الاحتلال وجنوده ومستوطنيه وصفت بأنها الأخطر خلال انتفاضة الأقصى"  .