انتقادات فلسطينية لعمليات إفراج حسن النوايا الإسرائيلية

 

أحمد فياض-غزة

الجزيرة نت – 21-11-2008

لم يبد الشارع الفلسطيني اهتماماً لافتاً، بمبادرة رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت التي أعلن بموجبها عن نيته إطلاق سراح 250 أسيرا فلسطينيا كبادرة حسن نية إزاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس خلال لقائه الأخير به منتصف الأسبوع الجاري.

 

ويعزو مراقبون محليون سبب عدم مبالاة الشارع بمبادرات حسن النوايا الإسرائيلية أحادية الجانب، إلى عدة أسباب أبرزها أن غالبية من أفرج عنهم وفق مبادرات سابقة هم ممن أمضوا مدد محكومياتهم ولم يتبق على انقضائها سوى بضعة شهور، فضلاً عن معاودة الاحتلال اعتقال مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية بعيد كل واحدة من مبادرات حسن النوايا.

 

المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة رحب من جانبه بالإفراج عن أي أسير فلسطيني بغض النظر عن الكيفية التي تتم فيها العملية، لكنه في الوقت ذاته عبر عن خشيته من أن يقود الإفراج عن أسرى فلسطينيين وفق هذا المنطق إلى تحويل حق الأسرى المشروع في الحرية إلى لفتات إنسانية تفقد قضية الأسرى جوهرها وأهميتها.

 

ويرى الباحث الفلسطيني أن إقدام الاحتلال على إطلاق مئات الأسرى ضمن ست دفعات حسن نوايا خلال انتفاضة الأقصى لم تكن مبعث رضا الشارع الفلسطيني الذي ينتظر الإفراج عن الأسرى القدامى ومن كافة الانتماءات السياسية.

 

ممارسة التمييز

وذكر فروانة أنه رغم شمول آخر دفعة من الأسرى لحالات من أمضوا فترات طويلة بالسجون الإسرائيلية، فإنها لم تغير الفهم العام لدى الفلسطينيين الذين يرون أن تل أبيب تتعمد ضمن معايير حسن النوايا ممارسة سياسة التمييز بين الأسرى من حيث مكان الإقامة والانتماء السياسي والتهم الموجهة.

 

ويذهب الباحث في انتقاد المعايير الإسرائيلية في إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ضمن سياسة حسن النوايا إلى حد القول إن تل أبيب تحاول إفراغ قضية الأسرى من مضمونها وجوهرها الوطني، وتمزيق وحدة الأسرى ووحدة الشعب الفلسطيني.

 

انقاسم وقصور

وفي السياق ذاته يرى رئيس جمعية واعد للأسرى والمحررين أن إفراجات حسن النوايا تعزز سياسياً طرفاً فلسطينياً على حساب طرف آخر.

 

واتهم صابر أبو كرش السلطة الفلسطينية بالتساوق مع المنهاج السياسي الأمني للاحتلال في مسألة إطلاق الأسرى، مشيراً إلى أن السلطة لو مارست ضغطا سياسيا على الاحتلال ما تجرأ على التلاعب بقضية الأسرى.


كما وصف إفراجات حسن النوايا وفق المعايير الإسرائيلية، بأنها  تعزز الانقسام بأوساط الشعب الفلسطيني وتضر بمعنويات الأسرى وتشق وحدتهم وتغطي على حقهم في الحرية وفق ما كفلته الشرعية الدولية.

 

ودعا أبو كرش في حديث للجزيرة نت السلطة والرئيس عباس إلى البحث عن طريقة نزيهة سياسياً للإفراج عن الأسرى، وعدم الخضوع للمعايير الإسرائيلية في هذه المسالة.

 

خطوة صغيرة

وزير الأسرى بحكومة تسيير الأعمال وصف المبادرة الإسرائيلية الأخيرة بالصغيرة جداً مقارنة مع ما هو مطلوب فلسطينياً من إسرائيل، في إطار تهيئة الأجواء والمناخات لإنجاح العملية السياسية.

 

وذكر أشرف العجرمي باتصال هاتفي مع الجزيرة نت أنه ليس للسلطة الفلسطينية القدرة على إجبار تل أبيب على تفعيل دورها بالمشاركة في تحديد قوائم المفرج عنهم، كون كل قضايا التفاوض مع الإسرائيليين لا تزال عالقة.

 

وأضاف الوزير الفلسطيني أن إسرائيل تهدف من وراء عمليات الإفراج إلى تضليل المجتمع الدولي، وإظهار نفسها وكأنها تقوم ببوادر حسنة نية تجاه السلطة الفلسطينية بغية التوصل إلى اتفاقات .

 

المصدر / الجزيرة نت .. تقارير وحوارات 21-11-2008