18-4-2009
يأخذ أسرى محررون ومهتمون بقضايا
الأسرى والمعتقلين على عاتقهم متابعة ونشر كل ما يتعلق بأكثر من عشرة آلاف
فلسطيني يقبعون في زنازين الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى فضح الانتهاكات التي
يتعرض لها هؤلاء وإيصالها للعالم.
ويجتهد هؤلاء، كل حسب إمكانياته
وقدراته، لمتابعة ما يجري داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية عبر وسائل عدة،
ونقلها لوسائل الإعلام لتشكيل رأي عام ضاغط للتحرك باتجاه إنهاء معاناة الأسرى.
موقع إلكتروني
الأسير المحرر عبد الناصر فروانة أنشأ موقع
(فلسطين خلف القضبان) الذي يتابع باستمرار كل ما يتعلق بقضايا الأسرى
ومعاناتهم، ويخرج بشكل شبه يومي إصداراً أو أكثر يخص الأسرى وتتناقله وسائل
الإعلام.
يقول فروانة للجزيرة نت "موقعي ليس
ملكا شخصيا بل هو للأسرى وذويهم، ورأيت أنه لزاما عليّ أن أقدم لهم هذا الجهد
في ظل نسيان كبير في العالم لقضيتهم وحتى فلسطينيا في بعض الأوقات" مؤكدا رضاه
عما يقوم به واعتزازه بما ينجزه خدمة لقضية الأسرى.
وأوضح أن ما يقوم به قليل أمام تضحيات
وعذابات الأسرى وذويهم وخاصة أنه عاش وسطهم ست سنوات وأن والده وشقيقه اعتقلا
أيضا، وقال "لقد انتميت للسجن منذ الطفولة حيث عرفته قبل أن أعرف المدارس
ومقاعد الدراسة فوالدي اعتقل أوائل عام 1970 ولم أكن حينها قد تجاوزت الثالثة
وتنقلت معه ما بين السجون المختلفة لأكثر من 15 عاماً" خلال زيارته مع والدته.
انتماء للأسر
أما رأفت حمدونة الذي أمضى 15 عاما متنقلا بين سجون الاحتلال ويدير مركزا
للأسرى عبر الإنترنت، فيشير إلى أن الانتماء للأسرى ليس منة بل هو واجب على كل
أسير محرر وواجب أيضاً على كل من يستطيع أن يقدم لهم شيئاً.
وأضاف للجزيرة نت "قضية الأسرى
إنسانية ووطنية وأخلاقية لأن من ضحى بزهرة شبابه وبعمره كله من أجلنا لا يمكن
أن نبخل عنه بوقتنا وجهدنا" متمنياً أن يصبح الاهتمام بالأسرى عالمياً أكبر من
الواقع الحالي.
وذكر حمدونة أن الأسرى بحاجة إلى دعم
ومساندة ووقفة جدية وحقيقية لإنهاء معاناتهم، وتحريك الصمت العربي والدولي
للضغط باتجاه إنهاء هذه المأساة المستمرة منذ احتلال فلسطين.
وقال مدير مركز الأسرى للدراسات إنه
يقدم برنامجا أسبوعيا عبر إحدى الإذاعات بغزة ليكون حلقة وصل بين الأسرى وذويهم
وأنه يشعر "بارتياح" لأنه يعمل ما بوسعه ليصل صوت أهالي الأسرى "المحرومين من
الزيارة لأبنائهم داخل المعتقلات الإسرائيلية".
ارتياح ضمير
بدوره أفاد الصحفي إسماعيل الثوابتة المهتم
بقضايا الأسرى أن اهتمامه بها جاء بعد شعوره بالتقصير المحلي والدولي تجاه قضية
الأسرى والأسيرات والأطفال المعتقلين في زنازين الاحتلال.
وأوضح للجزيرة نت أن العمل بهذا الشأن
يجعله مرتاح الضمير لأنه يقدم شيئا ولو يسيرا للأسرى وذويهم ويوصل معاناتهم
للعالم، مبيناً أن الأسرى "هم كبير داخل كل فلسطيني ويجب أن يكون ذلك منطبقا
على العرب والعالم الحر".