خطوات على طريق تدويل القضية..

بلد المليون ونصف المليون شهيد تجمع أحرار فلسطين لنصرة الأسرى

ديمة اللبابيدي

20-12-2010

في القاعة ذاتها، التي أعلن فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات إعلان قيام الدولة الفلسطينية عام 1988، اجتمع المناصرون لقضايا الأسرى حول العالم ليعرضوا معاناتهم في الجزائر خلال الخامس والسادس من ديسمبر الجاري.

وحول أبرز توصيات الملتقى، أفردت إذاعة الإيمان حلقة خاصة ضمن برنامج "مشاعل الحرية" لمناقشة التوصيات، من خلال ضيوف الحلقة، الباحث المختص بشئون الأسرى، مدير الإحصاء في وزارة شئون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، والمحررة فاطمة الزق، ومدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس.

فقد أعربت المحررة فاطمة الزق، عن سعادتها باستقبال الشعب الجزائري للوفد الفلسطيني الذي كان محفوفاً بالحب والتقدير. وأوضحت أنها قدمت ورقة عمل تتحدث عن واقع الأسيرات داخل السجون، كما تحدثت في مشهد مؤثر عن لحظة ولادتها داخل المعتقل، حيث التقطت الصور لطفلها "يوسف" بعد أن صعد على المنصة التي ألقى منها الراحل ياسر عرفات إعلان الدولة، مثمنة موقف الرئاسة الجزائرية التي قدمت باقة ورد لطفلها.

على الجانب الآخر، انتقدت "الزق" تقديم معظم أوراق العمل في ورش عمل ثانوية، حيث لم تعرض كافة التجارب في القاعة الرئيسية أمام الحشد العربي والعالمي، كما أنه لم يكن هناك مساحة كافية لضمان تطبيق قرارات وتوصيات المؤتمر، وتنسيق عمل اللجان التي من المفترض أن تنبثق عن المؤتمر. ومن السلبيات التي تحدثت "الزق" عنه أيضاً أن المحررين وأهالي الأسرى لم يحظوا بفرصة جيدة للتحدث في الجلسة الرئيسية رغم أنهم أصحاب التجارب.

من جهته اعتبر الباحث المختص بشئون الأسرى، مدير الإحصاء في وزارة شئون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، احتضان الجزائر لملتقى نصرة الأسرى أمر طبيعي، لأنها بلاد الثورة، واحتضن الثورة الفلسطينية وقدمت لها وللقضية الفلسطينية الدعم والمساندة على مدار العقود الماضية ، والجزائريون أرادوا أن يعرضوا تجاربهم في التحرر من الاستعمار وفي بناء الدولة أيضاً .

 وفي السياق ذاته قدم " فروانة " شكره الى الشعب الجزائري على حسن الإستقبال الرسمي والشعبي والضيافة والمعاملة الحسنة ، والتغطية الإعلامية المتميزة من قبل الإعلام الجزائري

وأشار "فروانة" الذي شارك في المؤتمر وقدم ورقة عمل حول الأوضاع الصحية للأسرى واستمرار استخدام " اسرائيل " للأسرى كحقول لتجارب الأدوية ، إلى أن أوراق العمل التي قدمت سلطت الضوء على معظم قضايا الحركة الوطنية الأسيرة، بشكل تكاملي وليس مكرر، وعبرت عن تجارب شخصية لمحررين فلسطينيين وأردنيين وعراقيين عانوا في سجن أبو غريب، ومعتقل غوانتنامو، حيث تتشابه تجارب الاعتقال طالما أن السجان هو المحتل، رغم أن ظروف اعتقال العراقيين أصعب أحياناً من الظروف في السجون الإسرائيلية، ويتعدى ما ينشر في وسائل الإعلام.

أما عن أبرز القرارات التي تمنى "فروانة" العمل على تنفيذها، فهي إنشاء شبكة عالمية لنصرة الأسرى، وتأسيس صندوق مالي لمساعدة الأسرى وذويهم ، ودعا إعلان الجزائر لتحديد أيام موحدة في العالم لنصرة الأسرى، إلى جانب يوم الأسير، موضحاً أن جانب الملاحقة القانونية لاقى اهتماماً جيداً بحضور مؤسسات حقوقية وبرلمانيين مثل النائب البريطاني جورج غالوي، ما جعلهم يصرون على أهمية الملاحقة القانونية للاحتلال لإلزام إسرائيل بالاتفاقيات الدولية.

وفي سؤال عن جدوى المؤتمرات التي تتناول جميع قضايا المعتقلين، اعتبر "فروانة" أن المؤتمرات التي تخصص لمناقشة قضية محددة من قضايا المعتقلين تكون أفضل، إلا أننا ما زلنا في مرحلة المؤتمرات العامة في تدويل القضية، وإذا نجحنا في عقد مجموعة من المؤتمرات العامة، يجب أن نبحث العمل عن تخصص المؤتمرات اللاحقة، لأن هذا يحقق نتائج أكبر.

وفي مداخلة هاتفية خلال الحلقة، تحدث قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، عن المؤتمر الذي من المقرر أن يعقد في المغرب منتصف يناير المقبل، مشيراً إلى أن مؤتمر المغرب لن يختلف في أهدافه، لكنهم سيحاولون العمل أكثر على متابعة تنفيذ التوصيات من خلال تقسيم المسئوليات، حيث لن يكون التمثيل الفلسطيني رسمياً، بل من المؤسسات الأهلية والحقوقية وعلى رأسهم الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني.

وشدد ضيوف الحلقة على أن الوفد الفلسطيني كان موحداً متناسياً خلافاته الفصائلية، وكانت الجزائر ملتقى الأحرار، حيث التقى الفلسطينيون من الضفة المحتلة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، الأمر الذي لا يتاح لهم في فلسطين، فكانت لقاءات رائعة على هامش المؤتمر مع المحررين والمحامين والسياسيين.

يذكر أن "برنامج مشاعل الحرية" يبث يوم الاثنين في تمام الرابعة والنصف عبر أثير إذاعة الإيمان من غزة على التردد 96,2 أف أم.