عيد الأم في حياة أمهات عمداء الأسرى

بين رحلة العذاب والصمود ومحطات الحزن والارداة  لم يفقدن الأمل بالحرية

 

جنين –تقرير علي سمودي –خاص لملحق صحيفة الشعب الجزائرية - العدد 12 /  20-3-2011

في عيد الأم يتسابق الأبناء للبحث عن أفضل وأجمل الهدايا ، وعلى امتداد الكرة الأرضية تختلف أشكال الاحتفالات بالمناسبة ، لكن لذلك اليوم طقوس خاصة رسمتها ماجدات فلسطين  بين رحلة العذاب والصمود ومحطات الحزن والارداة فلم يفقدن الأمل بالحرية . وهناك في الأراضي المحتلة ، بين الجولان السوري وعروس البحر يافا،  ورام الله  وغزة وجنين وفي كل المواقع وبعيدا عن الكاميرات والأضواء ووسائل الإعلام  وبريق الشهرة و التسابق على صدارة الصحف والصفوف الأمامية والمهرجانات ،ودون تردد أو تراجع تشق ماجدات فلسطين الصابرات طريق الآلام المرافقة لكل خطواتهن ليواصلن تأدية واجباتهن  ودورهن المجتمعي والأسري منهن  الأمهات والزوجات والأخوات اللواتي ينتظرن هدية واحدة . وفي عيد الأم ، ينقل مراسل ملحق صحيفة الشعب الجزائرية الخاص بالأسرى جمهور القراء  لمنازل عدد من أمهات عمداء الأسرى وجنرالات الصبر  ليقدم  لنساء العالم على شرف الذكرى  صورة أخرى لواقع المرأة الفلسطينية التي لا تعرف اليأس والاستسلام وان لم يكن لها مكان في لوائح المتحدثين أو المكرمين في الكثير من منصات ومهرجانات الاحتفال، فتختلف صور الوجع وتتعدد التفاصيل وتفيض الكلمات بالمشاعر ولكنها جميعا تنبض وتتحدث بروح واحدة ، فما هي أمنيات أمهات الأسرى في هذه المناسبة؟ وكيف يقضين اليوم في غياب الأبناء ؟ وما هي الهدية التي تنتظرها وتتمناها كل أم ؟ .

أمهات آلاف الأسرى الفلسطينيين سيستقبلن " عيد الأم " ببالغ الحزن والأسى

وبهذه المناسبة ، أفاد  الباحث المختص في شؤون الأسرى عبد  فروانة بأن ملايين الأمهات سيستقبلن  " عيد الأم " بفرح وسرور وسيحتفلن به مع أبنائهن وأحفادهن ، وسيتلقين هداياهم القيمة والرمزية ، وعيونهن تذرف دموع الفرح والسعادة ، فيما أمهات آلاف الأسرى الفلسطينيين سيستقبلن " عيد الأم " ببالغ الحزن والأسى والقلق لما آلت إليه أوضاعهن من حرمان متواصل من رؤية فلذات أكبادهن ، وسيقضين ساعاته الطويلة وهن يحتضن صور أبناءهن الأسرى ، ويستحضرن ذكرياتهن الجميلة معهم ، وأعيونهن تذرف دموع الحزن والألم والحرمان ، ويحلمن بعودة أبناءهن قريباً ، وفي الوقت ذاته يخشون الرحيل قبل معانقة أبنائهم الأسرى دون قضبان وسجان .  

نائل البرغوثي

في سجن " ريمون الاسرائيلي يستقبل عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب نائل البرغوثي عبد الأم الرابع والثلاثين في رحلة اعتقاله المستمرة منذ 4-4-1978 ، ورغم العلاقة الوطيدة التي ربطت البرغوثي بوالدته الشاعرة الحاجة فرخة البرغوثي فإنها لن يتمكن من تقديمه هديته المتواضعة لها من سجنه ، وبحزن وألم تقول شقيقته حنان " والسبب ان والدتي رحلت في شهر تشرين الأول عام 2005 حزينة متألمة على غيابه وفراقه وقبل ان يكتمل حلمها بعناقه حرا دون قيود ، وتضيف " وما دمنا نتحدث عن عيد الأم ففيه وفي كل الأعياد والمناسبات كانت الهدية الأجمل التي تنتظرها أمي حرية نائل وعناقه والفرح بزفافه ، ولكن المرض نال منها ، لذلك ففي هذه المناسبة نعيش الألم مضاعفا حتى تعجز عن وصفه الكلمات ".

تضحيات الأم

وحنان التي تصغر نائل بعام ، وهي الأم التي عايشت مع والدتها كل أيام العذاب في رحلة اعتقال نائل وشقيقها عمر ، تستعيد شريط الذكريات في عيد الأم ، وتقول " انه يوم مؤلم وحزين وقاسي في حياة أخي نائل وكل أسرتنا التي تتألم في ظل استمرار اعتقاله ، ففيه تتفتح الجراح لنتذكر صبر وصمود وعظمة أمي التي كرست حياتها لقضية الأسرى ، وكلما كانت تعيش الأمل مع كل صفقة تبادل أو افراجات تتجرع الألم الأقسى والاحتلال يشطب اسمه  ، ورغم ذلك لم تيأس يوما ولم ينال السجن من عزيمتها ومثلما كان نائل ومعه عمر يسطران صفحات البطولة والتحدي بصمودهم وصلابتهم وثباتهم على رسالة الوفاء والتضحيات التي وهبوا حياتهم لها ، أمي كانت دوما عمهم في المسيرات والاعتصامات تتحدى عذابات السجون وألم الفراق ، ودوما تحلم بهدية العمر التي حرمها الاحتلال منها وهي حرية نائل ".

صبر الأمهات

 ويأتي  عيد الأم ولا زال الاحتلال يحرم والدة وزوجه وشقيقة أكثر من 7 ألاف أسير وأسيرة من كل أشكال الفرح والأعياد بينما تسطر أروع صور الصمود والتحدي ، تقول حنان " في هذه المناسبة ورغم الألم يجب ان تتذكر كل نساء العالم مدى القهر والظلم الذي يفرضه المحتل على المرأة الفلسطينية والتي صمدت ولم تنحني هاماتها أبدا ، فأمي التي أمضت سنوات عمرها على بوابات السجون كانت دوما ترفع معنويات نائل وعمر وتحثهما على الصمود والبطولة ، وتوصيهما بالصبر والتماسك والحرص على تعزيز وحدة الصف بين صفوف الأسرى ، ومن كلماتها المشهورة لابنائها والتي كانت ترددها في كل مناسبة ، حافظوا على وحدتكم لان الرصاص الاسرائيلي لا يفرق بين ابن فتح وحماس فقوتكم بوحدتكم ".

يوم لا ينسى

ومثلما شكل نجلها نائل عنوان للبطولة والصمود ، فان الحاجة فرخة مثلت مدرسة للام الفلسطينية التي لم تستسلم حتى عندما نال المرض منها وتعرضت للعقوبات التعسفية ، وتقول حنان " تكثر الذكريات والجميع يتحدث عن المرأة والأم وتكريمها ، ولكن الاحتلال تفنن دوما في قهر الأمهات وعقابهن ، والحكم القاسي بحق أخي بالسجن مدى الحياة ورفض الافراج عنه لم يشكل عقوبة كافية للاحتلال الذي عاقب نائل وعمر وأمي بمنعها من زيارتهم مما اثر على صحتها وبدأت تنال منها الأمراض ، وعلى مدار السنوات الستة التي أدرج فيه اسمه والدتي ضمن قائمة الممنوعين امنيا من الزيارة تدهورت حالتها الصحية حتى أصبحت عاجزة عن السير ، ولكن الاحتلال لم يغير قراره وبعد حملة واسعة وتدخل عشرات المؤسسات ، كانت الزيارة الوحيدة والأخيرة لامي عبر الصليب الأحمر وبسيارة الإسعاف وعلى سرير المرض " ، وتضيف " منعتني سلطات الاحتلال من مرافقة أمي التي لم تكن تقوى على الحركة ، وفي شهر نيسان 2005 جمعت عمر ونائل في سجن عسقلان دون ابلاغهما بالسبب وكانت المفاجأة الكبرى والصدمة عندما شاهدا والدتي على تلك الحالة ، وتنقل حنان عن نائل قوله " عندما شاهدتها شعرت بألم وحزن وكانت المرة الأولى التي اشعر فيها اني معتقل جراء عجزي عن القيام بأي شيء لانقاذ حياة الأم التي وهبتني حياتها ، تقدمت من أخي عمر محاولا اخفاء ألمي ودموعي وهمست باذنه انها قادمة لوداعنا ، ولا يوجد لدي إحساس أننا سنراها مجددا"، وسرعان ما استعاد نائل قوته وشرع يقبل يديها ورأسها وقدميها ، منظر تقول عنه حنان " ابكى حتى السجانين الذين لم يشاهدوا مثل تلك المشاهدة في حياتهم ، ولكن المفاجأة المذهلة للجميع ان تلك الحاجة المريضة سرعان ما استعادت قوتها وعافيتها وبدأت تعانق ولديها وهي توصيهم بالاهتمام بصحتهم وعدم القلق عليها وتؤكد لهم ضرورة الحفاظ على وحدة الصف ، وتضيف حنان نقلا عن شقيقها عمر في تلك اللحظة حيث قال لها "كنا خائفين عندما شاهدناها ان تبكي وتنهار ووجدنا انها أقوى ، ومرة أخرى رأينا  الأم الصابرة القوية والمحتسبة " .

أجمل هدية

 وتؤكد حنان ، ان وقع تلك الزيارة كان ايجابيا ومؤثرا على والدتها ، وتقول " عادت لمنزلنا في قرية كوبر في صورة أخرى وكأنها حصلت على الدواء الشافي ، وبالفعل فان نائل  الذي شكل حياتها وروحها منحها القوة والعزيمة ورغم ان لأطباء قبل الزيارة كانوا فقدوا الأمل ، فانهم بعد الزيارة أشاروا لتحسن حالتها ، فعاشت ستة شهور ، وعندما اشتد بها المرض وحتى  حتى النفس الأخير كانت تنادي على نائل  ، اغمضت عينيها وهي تذكره فقد  كان كل شيء  الهواء الذي تتنفسه وقوة إيمانها و من حبها لنائل كانت تعتبره  المثال وقدوة ، وتضيف " كان نائل يعتبر كل زيارة لامه بمثابة عيد ، وهي كانت تعتبر مجرد مشاهدة صورته أو سماع خبر عنه عيد ، وفي عيد الأم فان أجمل هدية لنائل هي زيارة قبر والدتي .

مئات الأمهات غيبهن الموت قبل أن يعانقن أبناءهن

وفي هذا الصدد ، أشار  فروانة  إلى أن السجن قد غيب آلاف الأبناء عن الاحتفال بعشرات " أعياد الأم " مع أمهاتهم ، فيما مئات الأمهات غيبهن الموت قبل أن يعانقن أبناءهن ويُكحلوا أعينهن برؤية فلذات أكبادهن المعتقلين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين ، حتى بات حلم أمهات الأسرى ودعائهن المشهور " اللهم امنحنا طول العمر لنرى أبناءنا أحراراً وان نضمهم قبل الرحيل " .

وأكد فروانة بأن ظروف السجون القاسية والحرمان المتوصل أدت لأن يكون " عيد الأم " مناسبة ليست بالسعيدة لآلاف الأسرى المحرومين من رؤية أمهاتهم بشكل مستمر ، ومؤلمة جداً لآلاف آخرين منعتهم القيود والإجراءات الإسرائيلية من رؤية أمهاتهم منذ سنوات طويلة أو حتى سماع أصواتهن ، وقاسية أكثر على قلوب مئات الأسرى ممن فقدوا أمهاتهم قبل الأسر أو خلال سنوات الأسر الطويلة بعد حرمان طويل ومنع من الزيارة تحت ذرائع مختلفة امتدت لسنوات طويلة .

صدقي المقت .. سوري الجنسية

الحاجة فرحة رحلت تحمل أحلامها التي حرمها الاحتلال منها ، لكن الوالدة محمود المقت لا زالت تعيش على أمل واحد تتمناه في صبيحة عيد الأم وتستصرخ كل أم على امتداد الكرة الأرضية ان تشاركها الدعاء لتحقيقه وهو عناق نجلها عميد الأسرى العرب صدقي سليمان المقت القابع في سجن جلبوع والذي أمضى ربع قرن خلف القضبان لم تنال من عزيمته وصبرها لتشكل صورة أخرى من صمود المرأة في مواجهة وتحدي الاحتلال .ففي منزلها في مجدل شمس في الجولان السوري المحتل ، ورغم الهدايا الوفيرة التي تحصل عليها في كل عيد للام ، تعيش المقت حزنا لم يتوقف كما تقول لان هذه المناسبة تأتي ولا زال السجن الاسرائيلي  يفرق بينها وبين صدقي الذي رفضت إسرائيل الافراج عنه وشطبت اسمه من كل الصفقات بعدما صنفته ضمن دائرة الملطخة أيديهم بالدماء ، وهو معيار ترفضه لأنها تعتقد جازمة ان ابنها مناضل في سبيل حرية وكرامة شعبه  الذي لن يتوقف عن النضال معها حتى تحريره وكافة الأسرى من السجون فمعايير الاحتلال ستسقط وسجونه لن تدوم ".

معاناة الأم السورية

ولم تختلف معاناة الأم السورية  في الجولان المحتل عن الفلسطينية ، فيوم الأم يقلب الكثير من الصفحات التي تكشف الحقائق عن سياسات الاحتلال ، والوالدة محمودة التي كان زوجها أول أسير سوري عقب النكسة لم يسلم احد من أفراد أسرتها من الاستهداف والاعتقال ، والسبب كما تقول لأننا  ككل أبناء الجولان أعلنا تمسكنا  بهويتنا وقوميتنا والوطن ورفض الاحتلال الذي لم يذخر وسيلة إلا واستخدمها للنيل منا ، ولكن روح الانتماء والولاء والوفاء كانت أقوى واكبر لنصر على مواصلة المشوار "،وتضيف " لسنوات طويلة لم نفرح بعيد أو مناسبة وخاصة في عيد الأم حيث غيب الاحتلال أبنائي خلف القضبان فقد تتالت عمليات اعتقال أبنائي  الواحد تلو الآخر وفي احدى السنوات كانوا جميعهم في السجون ، اعتقلوا نيون وعلي وفخري وفرج وبشر وصدقي ، ولعقابنا تعمدوا توزيعهم على السجون رفضوا جمعهم معا وحتى في المحاكم تعمدوا تشتيتهم للانتقام منا ، فلم يبقى سجن إلا ودخله واحتجز فيه أبنائي  وعشنا أيام عصية على بواباته  دون ان يتزعزع ايماننا أو نيأس فكان الوطن اكبر من الاحتلال وكان الايمان بالحرية يحررنا من جحيم السجون وعذابات الزيارات وقرارات المحاكم التعسفية" .

الأم والآمال

في عيد الأم ، لا تملك الوالدة أم محمود سوى صور صدقي وذكرياته لتعوض غيابه المستمر منذ ليلة عيد الاضحى المبارك في 23/8/1985عندما اعتقل الاحتلال صدقي  بعد أيام من اعتقال نجلها بشر ورفيقهما عاصم بتهمة مقاومة الاحتلال  ، وتقول " في هذه المناسبة ومهما حاولنا الفرح ورغم المعنويات العالية والاعتزاز بصمود مناضلينا فنحن بشر وأكثر مواقف الألم تتزايد في المناسبات ، لذلك فان قلبي سيبقى حزين وعيد الأم يأتي وابني لا زال في سجن جلبوع ، لقد فرحت بتحرير بشر بعد اعتقال دام 25 عاما ، ولكن الفرحة ستبقى منقوصة " .

وتضيف " لكل أم ومؤسسة تحيي هذه المناسبة أمل ان تشعروا وتتلمسوا معاناة وألم الأمهات أمثالنا ، فقلبي يقبع أسيرا مع ابني أبارك لكم ولكن اعيادكن ولكن اشعر بألم شديد لأنني لست ككل الأمهات ، قمع اعتقالهم اعتقل الاحتلال  كل أعيادنا  وأصعب أيام حياتي عندما يأتي العيد  ولكن الأكثر قسوة انه حتى رغم اعتقالهم لم يكن يسمح لنا الاحتلال بزيارتهم بالأعياد  ، وحتى عيدية ابني يحرمني منها ، لكن أجمل هدية سأبقى انتظرها ما دمت أتنفس هي حرية صدقي وعناقه والفرح في زفافه .

" عيد الأم " هي مناسبة مؤلمة للأسرى

 من جانبه ، اعتبر فروانة بأن مناسبة " عيد الأم " هي مناسبة مؤلمة ، ويوم سيكون ثقيلاً على الأسرى وسيضطر فيه البعض للانطواء لساعات طويلة في زوايا الغرف الصغيرة، مستحضراً شريط الذكريات الجميلة مع أمه التي لا تزال على قيد الحياة أو التي رحلت دون أن تراه أو أن يقبلها قبلة الوداع الأخير ، فيما بعض الأسرى وممن يملكون القدرة على الكتابة سيشرعون في ترجمة مشاعرهم على صفحات من الورق، وخطوا بعض القصائد وأبيات الشعر والرسائل وكلمات رثاء، على أمل أن تسمح لهم إدارة السجن بإخراجها أو تتاح لهم الفرصة لتهريبها لخارج السجن لإيصالها لأمهاتهم الأحياء ، أو تقرأ على قبور وأرواح أمهاتهم الأموات ، مما أظهر صوراً لبعض الأسرى والدموع تنهمر من عيونهم حزناً وألماً ، لا سيما أولئك الذين فقدوا الأمل في الاحتفاء بهذا العيد وأعياد أخرى مع أمهاتهم الذين رحلوا.

سليم الكيال

عيد الأم يفتح ذراعيه ليكلل كل الأمهات بأجمل الهدايا ، يزورهن في كل مكان وسط أناشيد الفرح وأمنيات الحياة وفي أجواء احتفالات لا تنتهي لأيام ، فهل يزور عيد الأم والدة الأسيرة " سليم علي ابراهيم الكيال " عميد أسرى قطاع غزة في منزلها في حي الزيتون في غزة ؟ ، وهل يتذكر احد الحاجة رائقة سليمان أبو عفش التي تجاوزت العقد التاسع بينما لا زال الاحتلال يسلب نجلها حريته منذ 28 عاما ؟.

للمحتفلين بعيد الأم وقبله يوم المرأة والمتباكين على حقوق الانسان والكرامة والأمومة ، تقول كريمتها زهرة وهي تبكي بهذه المناسبة " أمي لا تكاد تنطق سوى بضع كلمات بعدما تجاوزت العقد التاسع ، وأكثرها ترديدا هي سليم ، فأمي  تستقبل عيدها رهينة الأمراض التي غزت جسدها وطالت حتى قلبها ،لتعيش أقسى أيام حياتها وهي محرومة من أخي تتنقل بين المستشفيات ، لا تتذكر سوى سليم لعلها باسمه تستعيد القوة ويمنحها العزيمة لتحدي المرض، فتنام وتصحوا ولسانها يتضرع لله ليمنحها العمر حتى تحقق آخر أمنياتها في حياة الألم التي لم تتوقف على مدار   28 عاما  هي عدد السنوات التي أمضاها أخي بأسره ".

بكاء لا ينتهي

الشقيقة زهرة التي لم تتوقف طوال الحديث عن الدعاء لوالدتها وشقيقها ، تغلبت على دموعها التي انهمرت بغزارة لان شقيقها لن يتمكن حتى من معايدة والدته برساله ، وتقول " قد لا تعني كلمة عيد الأم لامي الكثير في حالتها المرضية التي أثرت على صحتها وذاكرتها ، ولكن في كل حركة وكلمة وعندما تسمع اسم سليم تتغير حالتها حتى نشعر أنها غادرت ساعة المرض ، فهي ترتبط معه بعلاقة وطيدة ورغم ان لديها 10 من الابناء والبنات إضافة لسليم فانها دوما كانت تتحدث عن حبها له ومكانته الكبيرة في قلبها ، فليس في العيد فقط يتجسد الحب بل بروابط التلاحم التي جمعت الأم بولدها وان غيبته السجون " وتضيف " لكن أمي تبكي كلما تأتي مناسبة وأنا مثلها ابكي في عيد الأم من شدة حزننا وألمنا لان الاحتلال لا يحرم أمي فقط من هدية يرسلها أخي من سجنه لترفع معنويات أمه في عيدها ، بل حتى الرسائل وبطاقات المعايدة ممنوعة ، ومنذ صدور قرار منع الزيارات ازداد حزنها وألمها ، ،رغم أنها أمضت عقدين من الزمن على بوابات السجون فلم تكن تتأخر لحظة عن زيارته والتواصل معه حتى في اشد الظروف ، ولكن منذ الحصار والطوق لم يعد أي إمكانية للزيارة ، وأمنيتها  الوحيدة اليوم ان تحظى بلحظة عناق معه ".

التحدي والبطولة

 وفي ظلال تلك المعاناة التي تغيب صورها عن منصات الاحتفاء باليوم الذي خصصه العالم لتكريم الأم ، تفخر زهرة وهي تتحدث عن شجاعة أمها وبطولة أخيها ، وتقول " لسنا بحاجة لاحتفالات وشعارات وتكريم لان والدتي التي ضحت بحياتها وابنها هي التكريم بحد ذاته لكل نساء الكون ، أمي التي أفنت حياتها في تربية أبناءها وبناء أسرتها بعد حياة اللجوء والشتات كانت سر البطولة التي تملكها سليم فحمل راية الوطن ورغم انه تزوج لم يتراجع عن تأدية الواجب فاعتقل وزوجته حامل بالشهر الثالث  في 30-5-1983 وحوكم بالسجن المؤبد مدى الحياة ، ورزقت زوجته التي صبرت مع والدتي وكانت على عهد الوفاء بابنته دعاء التي كبرت وتزوجت ورزقت بطفله أسمتها نور على اسم والدتها لتبشر بنور الحرية لوالدها ، فعندما يأتي عيد الأم علينا ان نتذكر هذه التضحيات لنؤكد ان الوفاء لها يتحقق بحرية سليم "، وتضيف " وفي سجنه ورغم شطب اسمه من كل الصفقات وإصابته بالأمراض واهمال علاجه سطر أخي صفحات من البطولة التي سنبقى نفخر بها للأبد ".

الأمنية الأخيرة

 زهرة التي ستقدم هدية عيد الأم لوالدتها نيابة عن شقيقها القابع في سجن نفحة ، تقول " في عيد الأم اصرخ في وجه العالم الى متى ستستمر معاناة أمهات واسر الأسرى ؟ وأين هي مؤسسات حقوق الانسان كل العالم يتحدث عن شاليط ويطالب بالافراج عنه بينما أخي اعتقل في عز الشباب وولدت طفلته الوحيدة بعد اعتقاله ولم تنام في حضنه لحظة ، لم تحظى بلحظة عناق ككل الاطفال ، ولم تعرف والدها إلا عبر الزيارات ولم تشاهده كما يشاهد الأطفال ابناءهم فأي ظلم اكبر من هذا العذاب الذي نتجرعه في كل ثانية على مرأى ومسمع من عالم لا يحرك ساكنا وكأننا لسنا من بني البشر أو من كوكب آخر ، اما والدتي ورغم التفاف ابناءها و60 حفيدا حولها فانها لا تتوقف عن البكاء وتتمنى ان لا تموت قبل رؤيته ووداعه ، فهل تتحقق أمنيتها في عيد الأم القادم ؟ .

أعين أمهات الأسرى يذرفن الدمع حزناً

ومن وجهة نظر  فروانة، فان " عيد الأم " أم " يوم الحزن "  كلاهما سيان للأسرى وأمهاتهم ... فالأسرى  يتألمون حسرة وألماً لعدم قدرتهم على الاحتفاء بـ " عيد الأم " مع أمهاتهم وتقديم الهدايا الرمزية لهن أو حتى بضعة كلمات ، وأعين أمهات الأسرى يذرفن الدمع حزناً على فراق وحرمان امتد وطال لسنوات ، ويخشون الرحيل قبل معانقة أبنائهم  ، فلا زيارات ولا تواصل ولا لقاءات حتى في لحظات الاحتضار والموت والوداع الأخير .. كل شيء ممنوع ... أبناء يتألمون في غياهب السجون ، وأمهات تخاف الموت وتخشى الرحيل قبل أن تعانق أبنائها .. ومنهن مُتن بالفعل ورحلن إلى الأبد دون لقاء حتى ما بعد الموت .

 

سامر المحروم

صبيحة عيد الأم لن تغادر الحاجة يسرى المحروم منزلها في جنين لتشارك نساء العالم احياء المناسبة ، فقد اختارت ان تكرس ذلك اليوم  لحبيب قلبها ورفيق دربها نجلها الأسير سامر عصام المحروم احد قادة وعمداء أسرى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين  الذي يقضي حكما بالسجن مدى الحياة ، فمنذ  ربع قرن وهي تستقبل عيد الأم  وسط مشاعر تمتزج فيه الآلام والأحزان بالأمل والفخر والاعتزاز ، ولكن في كلا الحالتين تشكل نموذجا للمرأة الفلسطينية الصامدة في مواجهة محطات العذاب التي تلقي بظلالها على كل لحظات حياتها ، في صورة تغيب تفاصيلها عن مشهد الاحتفالات ، وتقول " لم تعد الشعارات الرنانة والخطابات المنمقة تجدي بينما نعيش في نفس دوامة المعاناة ، فالاحتلال لا يعتقل سامر وحده ، فانا أسيرة معه منذ 25 عاما وفي كل عام يتكرر المشهد ، الجميع يتحدث عن المرأة وحقوقها  وانصافها ورفع الظلم عنها ، ولكن على ارض الواقع الأم الفلسطينية تموت وتتعذب ويمارس الاحتلال بحقها كل أشكال القمع والعقاب والحرمان ، فهل يجدي شجب أو استنكار ؟، وأين منظمات حقوق الانسان من الظلم المستمر بحقي ومعي المئات من الأمهات الصابرات ممن يتجرعن كل يوم أقسى صور العذاب والاحتلال يغتصب زهرة شباب ازواجهن أو ابناءهن ".

واقع المعاناة

ووسط عشرات المهرجانات والاحتفالات التي تتغنى بالمرأة وعيدها  ، وبينما تتسابق المؤسسات التي ترفع اليافطات التي تتحدث عن المناسبة، تتجرع أم سالم كل صنوف الألم ، وتقول " كنت أتمنى ان أرى المؤسسات والمنظمات التي تتغنى بالمرأة في عيد الأم  تركز على قضية الأسيرات والأسرى لنصرتهم،ولكن ككل المناسبات لم نسمع سوى الشعارات والخطابات الرنانة،بينما الألم والحزن يعتصر قلب كل أم فلسطينية"،وتضيف " أخاطب نساء العالم من أعماق قلبي المستمر نزيفه  لقد  جفت الدموع وضاعت الكلمات ولم اعد قادرة على الصبر والانتظار وجدران السجون تغتصب حياة ابني الذي شطبوا اسمه من قوائم التبادل والإفراج فالى متى ستسمر رحلة العذاب والقيد والانتظار ، والاحتلال يتحكم بمصيرنا جميعا ، فمن هي الأم التي تحتمل غياب ابنها طوال هذه السنوات؟وأين هي العدالة والديمقراطية وحقوق الانسان  والعمر يمضي فأصبح ما امضاه بسجنه أكثر مما عاشه في منزله ".

لن نفقد الأمل

أسئلة توجهها  أم سالم بحزن وألم لنساء العالم  رغم ما تتمتع به من معنويات عالية واعتزازها المستمر بصمود وتضحيات ابنها سامر، الذي كان كما تضيف لدى اعتقاله طالبا في الجامعة يبلغ من العمر 20 عاما يتمسك بالعلم ويناضل من اجل حرية شعبه ، ولانه امن بقضيته العادلة ورفض الذل والاحتلال اعتقلوه وغيبوه خلف القضبان , فبدأ عامه ال43 صامدا مناضلا متمسكا بقيمه واهدافه، ولكن عقابهم لم ينتهي بالحكم القاسي فوسط عتمة الزنازين وظلم السجن ومأساة الاعتقال دون أي بارقة أمل بالافراج عنه ورفاقه قدامى الأسرى الذين نسوهم في اوسلو ولا زال ملفهم طي النسيان والاغلاق بقرار اسرائيلي نأمل كسره ، ونحن لم ولن نفقد الأمل فسنناضل بكل الطرق ونفديهم بأرواحنا لنفرحهم بحريتهم وعودتهم .

جراح لا تندمل

ورغم توافد الأهل والأحبة ورفاق درب سامر على منزلها في ضاحية صباح الخير في جنين للتخفيف عنها ومؤازرتها في عيد الأم  إلا انه لا يوجد شيء في الكون يمكن ان يعوضني عن سامر ، تقول  ففي هذا اليوم المؤلم  كما تقول  تتفتح جراحي  وتتضاعف  آلامي , فليس من شيء أصعب على الأم من فقدان ابنها وفراقها عنه وقد مضت 25 عاما وسامر يعيش مرارة السجن وعذابات الاعتقال حتى أصبحنا نشعر أننا معه في نفس المعتقل ونمضي معه محكوميته القاسية وهي السجن مدى الحياة،  فكيف لي ان اشعر بفرحة أو أي معنى للحياة وابني بعيد عني تمضي الأيام والسنوات والقيد الدامي يعزله عنا ويفصلنا عنه انها  ليست حياة بل جحيم لا يمكن ان يشعر بطعمه الحقيقي سوى الام الفلسطينية  التي لم تنهزم او تتراجع أو ترفع الراية البيضاء ، ففي كل زيارة لسامر يرفع معنوياتنا ويبشرنا بالحرية ، و في عيد الأم دعواتي اخصصها لسامر وكل أمل بعناقه وعودته لحضني الذي اشتاق اليه .

صرخة في عيد الأم

  في عيدها ، تقول الحاجة الصابرة رغم ذلك لن نتخلى عن الأمل  وان أمنيتي وحلمي الوحيد والعمر يمضي سريعا والسن يتقدم بي ان أرى سامر بين جنبات منزلنا , يعيش ككل الناس بين أهله وأسرته , أعانقه واقبله بحرية , وأضمه لصدري ، وتضيف في هذه المناسبة الجميلة التي يهديني فيها سامر كل عام هدية خاصة من سجنه أملي كأم ورجائي للجميع ان لا ينسوا سامر ورفاقه قدامى الأسرى , فأي اتفاق أو تبادل دونهم ليس له قيمة أو معنى وباسم دموع وصرخات وأحزان أم فلسطينية اصرخ بأعلى صوتي امام الجميع ارحموا شيخوختنا وشباب سامر , ارفعوا الظلم عنا , واعيدوه لي , فمن حقي ان اراه حرا , ومن حقي ان أعيش لحظات الفرح الأخيرة وانا وجميع احبائه أريد ضمه لصدري وتقبيله وأحقق الأمنية الأخيرة لي في هذه الحياة والفرح به ،وتضيف هذه أمنيتي في عيد الأم  فمن يحققها لي ؟.

أمنيات أم خالد

وفي عيد الأم تتمنى " أم خالد " ان يفرح قلبها الحزين مرتين بالافراج عن نجلها الأسير خالد  مطاوع الجعيدي الذي دخل عامه الـ 25 في سجون الاحتلال ، ويعتبر من عمداء أسرى حركة الجهاد الاسلامي .

 وفي منزلها في مدينة رفح ورغم ما تتمتع به من معنويات عالية تشعر أم خالد بالحزن كما تقول ليس بسبب اعتقاله فهو مناضل ومجاهد اختار الطريق المناسب في سبيل وطنه وشعبه وقضيته ولكن بسبب منعنا من الزيارات فالاحتلال يفرض علينا القهر والمعاناة والظلم بالغاء وحظر زيارات أهالي غزة ، وأجمل هدية يمكن ان أتقبلها في عيد الأم هي زيارة ابني في سجن شطه ورؤيته والاطمئنان عليه فسنوات منع زيارته الخمسة توازي فترة الربع قرن التي أمضاها في سجنه . ولم تعد أم خالد تتلقى بطاقات المعايدة في الأعياد ، وتقول زوجة ابنها " الاحتلال يحاصر كل حياتنا فلا زيارات ولا رسائل ولكنها تستعيد الفرح عندما ينوب ابناءها عن خالد في تقديم هدية العيد له ورغم ذلك لا تشعر بأي فرح ".

وفي المناسبة ، تتنقل أم خالد بين الصليب ومؤسسات حقوق الانسان ، تحمل حبها وشوقها وصور خالد الذي تجاوز اليوم عامه ال46 في السجن أمضى نصفها في السجن حيث يقضي حكما بالسجن المؤبد ، وتقول " سنصبر ونتحمل وكلنا عزم وايمان ان يفرح قلبي بعناق خالد وزفافه ".

حافظ قُندس .. العاشق للعودة إلى يافا

وعلى درب الحرية ، كانت خطوات الأسير حافظ قندس العاشق للعودة إلى يافا عروس البحر والحامل لاحلام شعبه ، فتمضي سنوات العمر ولا زال ممنوعا من الحرية محروما من عناق والدته التي نقل عنها فروانه في حديثها عن عيد الأم ، قولها  " في كل عيد وعيد الأمهات لا يملك قلبي سوى الأمل وحب حافظ والدعاء لله ان تتكحل عيني برؤيته دون قضبان واحتضانه دون حواجز وان ينام في بيتي دون حراسات قبل الرحيل الأبدي "، فصور الألم التي ترافق خطواتها في انتظار حرية حافظ المؤجلة حتى اشعار آخر بقرار من الاحتلال تنغص على الأم الصابرة كل لحظات العمر" ، ويقول فروانة فهي لا تتوقف عن تكرار نفس الدعوات منذ اعتقال حافظ   وكأنها أصبحت جزء من حياتها ، بل هي كل حياتها ، تعيش وتنام وتصحو على أمل اللقاء به ، وأبلغتني بأنها خلال زياراته  في  سجن جلبوع ، تعود لمنزلها الصامد كبحر يافا في قلب المدينة التي تعبق بذكريات الطفولة لحافظ تعود أكثر قوة وعزما لأنها تفخر بروحه وما يتمتع به من معنويات عالية رغم سني الإعتقال الطويلة ، وأنها تنتظر على أحر من الجمر مرور ما تبقى من سنوات حكمه ليعود الى بيته في يافا ، قبل رحيلها .

في عيد الأم ، تتجرع أم حافظ كل صنوف الألم لأنها لا زالت تنتظر هدية العمر وهي عناقه بينما يتفنن الاحتلال في عقابها وأسيرها رغم كونها مسنة ، وتقول  "أنها تذهب لزيارة  حافظ  أينما كانت وأنها تعد الأيام الفاصلة مابين زيارة وأخرى باليوم والساعة ، وأنها لم تترك زيارة واحدة إلا وتذهب لزيارته لتُكحل عيناها برؤيته حتى وان كان ذلك من خلف الأسلاك أو ألواح الزجاج ، وأنها عرفت كافة السجون رغم كبر سنها وما تعانيه من أمراض وما تسببه لها الزيارة من إرهاق ومتاعب ومضاعفات ، ولكن هذا من أجل رؤية ولدها يهون – هكذا قالت -   وهذا يعني بان المعاناة لم تقتصر على الأسير " حافظ " فحسب ، بل تمتد لطال والديه ولمن يسمح لهم بزيارته من شقيقيه ( إبراهيم وأحمد ) والأول توفى منذ سنوات والثاني ممنوع من الزيارة منذ سنوات طويلة ، فيما في الغالب يسمح لشقيقتيه ( وفاء وفاتنة ) بزيارته ، والزيارات مؤلمة وقاسية ، مؤلمة بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وما يصاحبها من عذاب وإرهاق ، فيما فقد والده وشقيقه إبراهيم دون أن يودعهما ويلقي عليهما نظرة الفراق الأخيرة ، لذلك تكرر الوالدة دعواتها في عيد الأم لكي يكرمها الله بالهدية المؤجلة وهي حرية وعناق حافظ .

صور أخرى

 وذكر  فروانة ، ان عيد الأم يأتي في الوقت الذي تواصل فيه اسرائيل  احتجاز قرابة 7 آلاف أسير فـي ظروف هي الأقسى والأسوأ ، وسلب أبسط حقوقهم الإنسانية التي كفلتها كافة المواثيق والأعراف الدولية ، ومنها حرمانهم من حقهم المشروع في زيارة ذويهم والالتقاء بأمهاتهم وأفراد عائلاتهم دون رقيب ورؤيتهم بشكل مستمر ومنتظم والتواصل معهم عبر الاتصالات والمراسلات ، مشيراً إلى أن سلطات الاحتلال لم تكتفِ بسلب هذا الحق تحت ذرائع مختلفة ، بل استخدمته للتمييز فيما بين الأسرى وللمساومة والابتزاز والعقاب الجماعي بحق الأسرى وذويهم ولفترات طويلة تصل لبضعة سنوات ، وحرمت أمهات الأسرى من رؤية فلذات أكبادهن ، كما وحرمت الأسرى الأبناء من رؤية أمهاتهم المريضات وهن يحتضرن أو مشاركتهن باحتفالاتهن ، أو حتى المشاركة في وداعهن الأخير وتشييع جثامينهن لمثواهن الأخير .

وأكد فروانة بأن إدارة السجون رفضت أيضاً في هذا اليوم السماح للأمهات الأسيرات القابعات في سجون الاحتلال الإسرائيلي من استقبال أبنائهن واحتضانهن والاحتفال معهن بـ " عيد الأم " ، فيما تتعمد في كثير من الأحيان منع إدخال صور أبنائهن مما فاقم ويفاقم من معاناة الأمهات الأسيرات .

 

 *نشر اليوم الأحد في العدد الـ12 من ملحق الأسير الذي يوزع مع صحيفة الشعب الجزائرية