إذاعة الإيمان تنظم ورشة عمل

بعنوان "دور الإعلاميين الفلسطينيين في تدويل قضايا المعتقلين"

فروانة : التحركات لتدويل قضايا الأسرى والمحررين آخذة بالإتساع

 

غزة-12-4-2011- في الوقت الذي يحتفل فيه الفلسطينيون بيوم الأسير الفلسطيني، يبدو العالم غافياً عن هذه آلاف من المناضلين الذين تغيبهم عتمة الزنازين، بينما يرتفع اسم الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط" في كافة دول العالم.

إذاعة الإيمان وامتداداً لبرنامجها الأسبوعي "مشاعل الحرية" نظمت ورشة عمل بعنوان "دور الإعلاميين الفلسطينيين في تدويل قضايا المعتقلين".

وقد تمحور حديث الحضور حول أهمية تدويل قضايا المعتقلين والطرق التي يمكن من خلالها تحقيق هذا الهدف، كما وُجهت بعض الانتقادات إلى الإعلاميين الفلسطينيين لضعف تغطيتهم لهذه القضية كماً وكيفاً من وجهة نظر الحضور.

افتتح الورشة مدير إذاعة الإيمان "خليل حبيب" الذي اعتبر أن قضية الأسرى هي دائرة انطلاق مركزية للإلهام، فحينما نتحدث عن الحقوق والحرية والكرامة والصبر والتحدي تكون قضية الأسرى هي المنطلق. ووجه "حبيب" نداءه للإعلاميين بتكثيف جهودهم لنصرة هذه القضية بالفكرة أو الكلمة المكتوبة أو المسموعة أو المرئية في كافة الأوقات، اقتداء بالتجربة الجزائرية التي تمثلت بملحق صوت الأسير.

"ناصر الفار" منسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، تحدث عن أهمية تدويل قضايا المعتقلين، مشدداً على أن الأوان قد حان لنتوقف عن التحدث لأنفسنا وننطلق إلى الساحة العربية والدولية. ويرى "الفار" أنه حين نتحدث للعالم، يجب التركيز على القضية الحقوقية والقانونية والاعلامية، فلم يعد كافياً أن نتحدث عن أرقام صماء، بل يجب أن نتحدث عن آلاف القصص للمعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب ويفتقدون لأدنى درجات التواصل الاجتماعي مع ذويهم. كما طالب منسق لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية شركتي الاتصالات وجوال، بتنفيذ حملات تعريفية بأسماء وقصص الأسرى من خلال خدمات الرسائل القصيرة أو نشرات مرفقة مع فواتير الهاتف.

من جهته أوضح "رفيق حمدونة" مسئول ملف الأسرى في حركة فتح، آليات تدويل قضايا المعتقلين، مشدداً على ضرورة البدء بدعم الجهد المحلي لنصرة قضية الأسرى قبل أن نخرج إلى العالم، وأن ذلك يتحقق بداية بتوحيد الجهود الإعلامية دون التركيز على بعض التفاصيل التي تحرف الجهود عن مسارها، وتجعل العمل مقتصراً على المناسبات الوطنية. وطالب "حمدونة" بجهد إعلامي يتمثل في فضائية ناطقة بأكثر من لغة، وتأسيس صفحة موحدة على الإنترنت لهذا الموضوع، إضافة إلى جهد السفارات والجاليات الفلسطينية حول العالم، وحمل الملفات القانونية للمحاكم الدولية لمقاضاة إدارة السجون.  

ملحق "صوت الأسير" الذي تصدره جريدة الشعب الجزائرية كانت باكورة الجهود العربية لتدويل قضايا المعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية. وحول هذا الموضوع بين "عبد الناصر فروانة" الباحث المختص بشئون الأسرى ومدير الإحصاء في وزارة شئون الأسرى والمحررين، أن الأسرى بحاجة إلى ثورة إعلامية واستحداث أساليب جديدة للحديث عن قضاياهم محلياً ودولياً.

 واعتبر "فروانة" أن ملحق صوت الأسير يعد تجربة مميزة في مجال تدويل قضية الأسرى، وأن جهات عدة بدأت تحذو حذوه، خاصة جريدة "الأحرار" الجزائرية أيضاً، وهذا شجع العديد من الدول العربية والأجنبية للحديث أكثر عن قضايا المعتقلين.

 فخلال الشهر الماضي أصدرت السفارة الفلسطينية في البحرين ملحقاً بأسماء جنرالات الصبر "من أمضوا أكثر من ربع قرن في المعتقل"، وهناك ندوة ستنظم في اسطنبول حول الموضوع نفسه، وهناك أصدقاء نادي الأسير ينشطون في هذا الصدد ، بالإضافة الى جملة المؤتمرات التي عقدت العام المنصرم ، الأمر الذي يدل أن أن التحركات لتدويل قضايا الأسرى والمحررين آخذة بالإتساع .

 

بدوره، قال "نشأت الوحيدي" الناطق الإعلامي باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، أنه إذا أردنا أن ندول قضية الأسرى بشكل سليم فعلينا أن نبتعد عن اللغة الحزبية أولاً، كما يجب أن نتوجه إلى العالم بأرقام وأسماء صحيحة وموثقة.

ودعا "الوحيدي" إلى مزيد من الاهتمام بدعوة الإعلاميين الفلسطينيين لحضور المؤتمرات الدولية التي تعنى بقضايا الأسرى، مؤكداً أيضاً على ضرورة تكثيف دور الكتاب الأدبيين في المشاركة في الفعاليات التي تقام باستمرار وبالكتابة بصورة إيجابية عن قصص المعتقلين.

وخلال الورشة، اقترح المحرر "ماجد شاهين" أن تخصص دقائق في يوم الأسير يتوقف فيها العمل فلسطينياً وعربياً لخلق صوت وحدوي متضامن مع المعتقلين في السجون الإسرائيلية، واقترح أيضاً أن يتم تشكيل لجنة من نخبة الإعلاميين الفلسطينيين تتولى مهمة نشر أخبار المعتقلين دولياً.

الإعلاميون المشاركون في الورشة، أكدوا على أن الهم الإعلامي الأكبر يجب أن يتركز على دعم الإعلام المحلي في البداية، ومعرفة الرسالة التي نود توصيلها تحديداً للشعب الفلسطيني أولاً، ثم ننطلق إلى العالم بقوة.

أما ذوي الأسرى والشخصيات المختصة في هذا الموضوع، فأجمعوا على أن هناك تقصير واضح من الإعلام الفلسطيني كماً وكيفاً في تغطية قضايا المعتقلين والمحررين، ويرون أن أساليب إعلامية مختلفة مثل برامج المسابقات والأغاني الوطنية والأفلام والمسرحيات يمكن أن توصل الرسالة بطريقة جذابة. كما أشار الحضور إلى ضرورة تغيير طريقة الخطاب الفلسطيني حين نتحدث لأشخاص أوروبيين أو أمريكيين الذين يعيشون في ساحة ينشط فيها اللوبي الصهيوني بشكل واسع.

يذكر أن هذه الورشة تأتي في الوقت الذي تنشط فيه حركة المؤتمرات الدولية لنصرة الأسرى في السجون الإسرائيلية، وتنشط فيه أيضاً الحملة الإسرائيلية للإفراج عن أسيرها "جلعاد شاليط".