عاجــل
بيان صحفي
فروانة : استشهاد الأسير محمد الأشقر جريمة حرب تستوجب ملاحقة مرتكبيها
23 أكتوبر 2007
الساعة 00:35
فلسطين - 23 أكتوبر 2007 ـ اعتبر الباحث المتخصص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى عبد الناصر فروانة اليوم ، أن استشهاد الأسير محمد صافي الاشقر من قرية صيدا بطولكرم في مستشفى سوروكا مساء أمس الإثنين ، هو جريمة حرب بكل معنى الكلمة ويجب أن لا تمر مرور الكرام ، وتستدعي تحرك جدي على كافة المستويات ، وتستوجب ملاحقة مرتكبيها ، محملاً حكومة الإحتلال ومدير مصلحة السجون " بيني كيناك " المسؤولية الكاملة .
وأوضح فروانة بأنه وباستشهاد الأسير محمد الأشقر يرتفع عدد من استشهدوا في السجون والمعتقلات الإسرائيلية إلى ( 192 ) أسيراً ، منهم ( 9 ) معتقلين اسشهدوا في معتقل النقب الصحراوي ومن بين هؤلاء ( 3 ) معتقلين استشهدوا نتيجة اصابتهم بأعيرة نارية وهم أسعد الشوا ، وبسام الصمودي اللذان استشهدا بتاريخ 16 / 8 / 1988 ، بالإضافة الى الشهيد الشقر ، وهذا انتهاك فاضح لكل الإتفاقيات والمواثيق الدولية ويعتبر بمثابة جرائم حرب.
وكشف فروانة أن استخدام الرصاص الحي لم يعد عملاً نادرة لدى مصلحة السجون ، فباستشهاد الأشقر يرتفع عدد المعتقلين الذين استشهدوا في كافة السجون والمعتقلات نتيجة اطلاق الرصاص عليهم الى ( 7 ) معتقلين .
وذكر فروانة أن الشهيد الأشقر متزوج وله طفل واحد اسمه مجاهد ، وكان يقضي حكماً بالسجن ثلاث سنوات ونصف ، ومتبقى له أقل من ثلاثة شهور ، وكان الشهيد قد أصيب بعيار ناري في الرأس فجر أمس الإثنين حينما اقتحمت قوات نخشون الأقسام في معتقل النقب واعتدت بالضرب بالهراوات والغاز المسيل الدموع والرصاص المطاطي والدمدم المحرم دولياً ، ونقل على اثرها ومعه عدد من الأسرى المصابين باصابات خطيرة الى مستشفى سوروكا في بئر السبع حيث توفى هناك متأثرأ بجراحه وبعد أن كان في حالة موت سريري .
وأكد فروانة أن كافة المعطيات والمؤشرات تدلل على أن التصعيد القمعي ضد الأسرى متصاعد منذ فترة ليست بالقصيرة وتصاعد بشكل ملحوظ هذا العام ، عبر ما تسمى " وحدات نخشون " التي شكلت خصيصاً للقمع ، وأن الإستهتار بحياة الأسرى وصل ذروته ، وأصبح يشكل ظاهرة ، لا يمكن السكوت والصمت حيالها .
وأكد فروانة بأنه إذا لم يكن هناك تحرك وطني وقومي فاعل وضاغط على المجتمع الدولي لإجباره على التحرك العاجل ، فان الأوضاع في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ستزداد سوءاً وسنستقبل المزيد من الأسرى على توابيت الموت .
وقال فروانة إن أهالي الأسرى المحرومين من زيارة أبنائهم باتوا قلقين جداً على مصير أبنائهم نتيجة لهذا الإستهتار ، فاليوم كان النقب وبالأمس سجن نيسان ومن قبله نفحة وعوفر ، ولا نعرف غداً الدور على أي سجن ، وهذا يستوجب استنهاض وطني وقومي غير مسبوق لانقاذ حياة من تبقى منهم على قيد الحياة ، واعتبر فروانة أن المرحلة تتطلب أكثر من بيانات الشجب والاستنكار التي لم تعد مجدية .
وطالب فروانة على كافة القوى والفصائل الفلسطينية والمؤسسات الحقوقية والإنسانية لتحمل مسؤولياتها الوطنية وتوثيق هذه الجرائم ، واعادة النظر في كافة الفعاليات التضامنية مع الأسرى التي بحاجة الى تطوير و الإرتقاء بها وابتداع أساليب أكثر تأثيراً .
وفي هذا السياق دعا فروانة الجميع الى استنهاض الهمم واستنفار الإمكانيات والبحث عن وسائل ذات تأثير جدي على حكومة الإحتلال لوقف عدوانها ، واعتبر أن الوقت مناسب لطرحها بقوة على الصعيد الدولي ورفعها لمحكمة الدولية في لاهاي وملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين .
وفي الوقت ذاته ناشد فروانة العالم أجمع بالتحرك العاجل ، ووقف هذا التصعيد الخطير وانقاذ حياة أكثر من أحد عشر ألف أسير ، ومن ثم تشكيل لجنة دولية للتحقيق ليس فقط بظروف استشهاد الأشقر ، بل وأيضاً في التحقيق في ظروف استشهاد العشرات من قبله من الأسرى ، وبالجرائم اليومية التي ترتكب بحق الأسرى ، والتي تتنافى بشكل صارخ مع كافة الإتفاقيات والمواثيق الدولية وخاصة إتفاقية جنيف الرابعة .