أخبـار الأسـرى .... في نيسـان
بقلم / عبد الناصـر عوني فروانـة
الإعتقالات التي تشنها قوات الإحتلال لم تتوقف ، بل تزداد وتتسع دائرتها وتتنوع أشكالها وتزداد بشاعة ومعاناة ، وتتعدد أساليب التعذيب المميتة في أقبية الزنازين ، وتزداد قساوة وإهانة ظروف الحياة المعيشية داخل السجون والمعتقلات ، والآلاف من أسرانا الابطال يصرخون ، يتألمون ، يستنجدون ، يموتون ببطئ ... لهذا يستحقون منا ليس الإحترام والتقدير فحسب ، بل و أن نناضل من أجلهم ومن أجل حريتهم .
وخلال شهر نيسان إعتقلت قوات الإحتلال ما يقارب من 350 مواطناً فلسطينياً غالبيتهم العظمى من الضفة الغربية بإستثناء 15 مواطناً من قطاع غزة ، وجرت الإعتقالات بأشكال عدة منها من على الحواجز أوبعد اقتحام المدن والمساجد والقرى والمستشفيات والمنازل ، ولم تفرق بين شيخ وشاب أو طفل وفتاة وإمراة ، وطالت الإعتقالات المواطن والطالب والممرض والجريح والطفل ... فكان من ضمن هؤلاء 4 نساء وهن تغريد ياسين من نابلس وهي ممرضة في مستشفى الأمراض العقلية ، إيمان الأخرس 25 عاماً من مخيم الدهيشة ، آلاء عبد الفتاح زقوت من نابلس وهي طالبة في جامعة القدس ، مجد ناصر من نابلس وهي طالبة جامعية اعتقلت وبذلك يصل عدد الأسيرات في السجون الإسرائيلية الى ما يقارب 90 أسيرة ويعشن في ظروف صعبة للغاية ومنهن يعشن في زنازين العزل الانفرادية ، ومما جدير ذكره بأن قوات الإحتلال إعتقلت خلال إنتفاضة الأقصى ما يزيد عن 300 فتاة ، ومن المعتقلين في نيسان 50 طفلاً قاصراً من بينهم طلبة مدارس ، ويوجد في السجون الإسرائيلية الآن ما يقارب من 7200 معتقلاً ومنهم فقط 800 معتقلاً معتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى ، كما ويوجد في السجون 16 أسيراً أمضوا أكثر من عشرين عاماً منهم الأسير العربي اللبناني سمير قنطار والذي أكمل 25 عاماً في الأسر بتاريخ 22 نيسان ودخل في العام السادس والعشرون ، وقرابة 300 أسير أمضوا أكثر من عشر سنوات ... هذا ويعاني الاسرى والمعتقلون في كافة السجون والمعتقلات من ظروف قاهرة ولا إنسانية تتمثل في الحرمان من زيارة الأهل وقلة طعام كماً ونوعاً والنقص الحاد في مواد النظافة وقلة التهوية وأشعة الشمس و المعاملة الإستفزازية وإقتحام الغرف والتفتيش المفاجئ والإعتداء عليهم بالضرب بالهراوات والغاز المسيل للدموع وكان أبرزها الهجوم على غرف الأسرى والإعتداء عليهم في سجن نفحة في منتصف نيسان مما أدى الى إصابة العديد من الأسرى تم نقلهم على أثر ذلك الى المستشفى .
و ضمن سياسة العقاب الجماعي لأهالي الأسرى أقدمت قوات الإحتلال خلال نيسان على نسف خمسة منازل تعود ملكيتها لعائلات أسرى وهم : منزل الأسير عيسى البطاط من بيت لحم ، منزل الأسير محمد شارك علان من بيت لحم ، منزل الأسرى الأشقاء محمود ومحمد وأحمد عطية الكليبي من طولكرم ،منزل الأسير فايز جابر عودة من نابلس ، منزل الأسير مهند غالب عبد الله من نابلس ، وهذه السياسة ليست بجديدة لكنها تصاعدت وتيرتها خلال إنتفاضة الأقصى حيث أقدمت قوات الإحتلال على هدم العشرات من منازل عائلات الأسرى خلال الإنتفاضة .
ولم تتوقف سياسة عزل الأسرى في زنازين إنفرادية وبظروف قاتلة ولا زال العشرات من الأسرى يقبعون في هذه الزنازين ومنهم من يقبع فيها منذ سنوات وفي هذا الصدد ناشد الأسير محمود موسى عيسى والموجود في زنازين العزل في سجن بئر السبع الصليب الأحمر ومؤسسات حقوق الإنسان التدخل والعمل قانونياً لإنهاء سياسة العزل القاتلة التي يعيشها مع أسرى آخرين ، ومن الجدير ذكره ان الأسير محكوم 3 مؤبدات بالإضافة الى 40 عاماً .
للإعتقال أشكال عدة وأبشعها هو إعتقال وإختطاف المصابين من داخل سيارات الإسعاف ومن على أسرة المستشفيات وهذا ليس إستثناء بل أن هناك العشرات ممن إعتقلوا بهذه الطريقة وبدلاً من أن يوفروا لهم الرعاية الطبية والعلاج اللازم ، يتم تعذيبهم والتحقيق معهم مباشرة بعد إختطافهم وفي بداية نيسان أقدمت قوات الإحتلال على محاصرة مستشفى ثابت في طولكرم ومن ثم إقتحمته واختطفت الجريح خالد خريوش ونقلته إلى جهة مجهولة في وقت كان يعاني فيه من وضع صحي صعب وكان يمكث في المستشفى للعلاج ، ومن الجدير ذكره بأنه يوجد في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ما يقارب من 900 أسير يعانون من أمراض مزمنة .
فهل هناك بشاعة في العالم أكثر من بشاعة الإحتلال وممارساته ؟؟ هل هناك في العالم إجراماً أكثر من إجرام الإحتلال ؟؟
فلتتوحد كل الجهود الوفية والمخلصة من أجل إنهاء الإحتلال وحرية الشعوب وإستقلالها ...
والحرية لأسـرى الحرية