في ذكرى استشهاد الأسير المقدسي محمد أبو هدوان بعد 19 عاماً في الأسر

الأسرى المرضى لا زالوا يكبلون بالأصفاد داخل المستشفيات

 

فلسطين 4-11-2007 – أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر فروانة ، اليوم

 

 

في ذكرى استشهاد الأسير المقدسي محمد أبو هدوان بعد 19 عاماً في الأسر

الأسرى المرضى لا زالوا يكبلون بالأصفاد داخل المستشفيات

الأحد 4 نوفمبر 2007

الساعة 07:00صباحاً

فلسطين 4-11-2007 – أكد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر فروانة ، اليوم ، على أن سلطات الإحتلال لا زالت تمارس سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى ، ولا تحترم احتياجات المرضى منهم ، بل تمارس الضغط عليهم وتكبلهم بالسلاسل داخل المستشفيات وعلى الأسرة التي يرقدون عليها ، مما يفاقم من معاناتهم .

 

وأوضح فروانة في تقرير أصدره اليوم في الذكرى الثالثة لإستشهاد الأسير المقدسي محمد حسن أبو هدوان ، أن ظروف استشهاد أبو وهدان مثالاً لهذه المعاملة البشعة والقاسية تجاه المرضى ، حيث كان يعاني لفترة طويلة من تدهور صحي خطير نتيجة لمرض القلب الذي ألم به في الأسر ، وكانت قد أجريت له من قبل عملية قلب مفتوح ، ولم يعد يمتلك القدرة على تحمل ظروف الحياة في الأسر ، إلا أن السلطات الإسرائيلية رفضت الإفراج عنه ، رغم مرور 19 عاماً على اعتقاله ، كما لم تسمح له إدارة السجون بحرية إدخال أطباء من الخارج لمعالجته ، في ظل افتقار السجون للرعاية الطبية وللأدوية اللازمة ، مما أدى إلى استشهاده ظهر يوم الخميس الموافق 4/11/2004م .

وذكر فروانة أن الأسير الشهيد / محمد حسن أبو هدوان هو من سكان مدينة القدس الشريف ، وتم أسره ضمن مجموعة فدائية بتاريخ 3/10/1985م وحكم عليه بالسجن المؤبد ، أمضى منها 19 عاماً متنقلاً بين عدة سجون و في زنازين العزل الإنفرادي وغرف ما يسمى مستشفى الرملة .

  وأضاف فروانة أنه في شهر أكتوبر 2004 ، ساءت حالته الصحية إلى درجة ميؤوس منها ، وفقد وعيه ، فتم نقله إلى مستشفى " اساف هروفيه " الإسرائيلي في منطقة رحوفوت ، وكان يعانى من مشاكل في القلب، والرئتين وحتى عدم وصول الدم إلى الدماغ ، ووصف الأطباء حالته بأنها خطيرة جدًا ، وأوصوا بالإفراج عنه ، إلا أن سلطات الإحتلال أصرت وكعادتها على استمرار احتجازه.

 

 وكشف فروانة عن ممارسات سلطات الإحتلال اللاإنسانية والبشعة له وللأسرى المرضى عموماً ،  داخل المستشفى ، حيث وضع على سرير المستشفى مكبلاً بالأصفاد الحديدية في يديه ورجليه، بالرغم من وجود سجان في الغرفة التي يرقد فيها .

وأكد فروانة بأن هذه لم تكن المرة الأولى ، و ليست الأخيرة ، التي يُهمل  فيها الأسرى المرضى ولا توفر لهم الرعاية الصحية اللازمة ، ويُكبلون فيها بالأصفاد داخل المستشفى وعلى الأسرة التي  يرقدون عليها، حيث سبق ذلك عشرات الحالات ، وتلاه عشرات أخرى والتي يمكن توثيقها ومتابعتها .

واعتبر أن ذلك يندرج ضمن سياسة ممنهجة وغير معلنة تتمثل بالإهمال الطبي والإستهتار بحياة الأسرى ، وتحت شعار " الأمن " .

 

ولا يختلف اليوم عن الأمس ، فالإستهتار بحياة الأسرى مستمر ومتصاعد ووصل ذروته ، وسياسة تكبيل الأسرى المرضى لا زالت مستمرة بغض النظرعن حالة الأسير المريض وخطورتها ، ولقد أفاد الأسير تحسين الجعبة وهو أحد الأسرى الذين أصيبوا في أحداث معتقل النقب أواخر أكتوبر الماضي ،  أنه رافق الأسير الشهيد محمد الأشقر في سيارة الإسعاف من معتقل النقب الصحراوي الى مستشفى سوروكا في بئر السبع ، وخلال الطريق كانا مكبلان وتعرضا للضرب الشديد رغم أنهما مصابان واصابة الأشقر كانت في الرأس والدم ينزف وخطورتها ظاهرة للعيان ، وان صراخهما لم يمنع الجنود من ضربهما بل كلما ازداد الألم ازداد الضرب والتعذيب بوحشية سادية  .

وحينما وصل الأشقر للمستشفى كبل بالأصفاد المعدنية ، وأكدت والدة الأسير الأشقر وزوجته التي سمح لهن بإلقاء نظره عليه لمدة زمنية قصيرة،  فيما لم يسمح لأي منهن بمرافقته في المستشفى ، أن ابنهم الجريح كان مقيداً بسرير المستشفى ، رغم أنه كان في حالة موت سريري ، بالرغم من وجود اثنين من السجانين على باب الغرفة التي يرقد فيها ، وصدمت والدته من معاملة السجانين الفظة واللاإنسانية لإبنها الجريح قبل وفاته .

 

وأوضح فروانة أن ما بين الشهيدين حالات كثيرة مشابه ، تم تكبيل فيها الأسرى والأسيرات المرضى بالأصفاد داخل المستشفى ، وتفيد كافة المعطيات والمعلومات أن جميع من نقلوا للمستشفيات ومنهم من استشهدوا ، تعرضوا لنفس الظروف .

 وأكد أن الأمر لم يقتصر على الأسرى فقط ، بل طال الأسيرات أيضاً ، وعلى سبيل المثال لا الحصر الأسيرة سمر صبيح وصلت الى مستشفى مئير ،  لتضع مولودها وهي مقيدة من رجليها ويديها بالأصفاد المعدنية ، أواخر نيسان 2006 وبقيت مكبلة بالسرير حتى لحظة دخوها غرفة العمليات ، حيث وضعت مولودها " براء " بعملية قيصرية في المستشفى ، وبعد عملية الولادة القيصرية مباشرة أعيد تكبيلها ثانية.

وقال فروانة أننا اليوم ونحن نستذكر الشهيد المقدسي  أبو هدوان ، ننحنى اجلالا واكباراً له ولكل شهداء الحركة الأسيرة ، ونطالب الحكومة الإسرائيلية بضرورة وضع حد لقوائم الأسرى المرضى التي تتكدس بها السجون وغرف ما يسمى مستشفى الرملة التي هي أقرب ما تكون إلى زنازين ، و ضرورة توحد الجهود والعمل من أجل الإفراج عنهم جميعاً ، خاصة الذين يعانون من أمراض خطيرة تهدد حياتهم ، محملاً إسرائيل المسؤولية الكاملة قانونياً وإنسانياً عن حياة كافة الأسرى .

 

وتابع فروانة قائلاً أنه اذا ما استمرت تلك الأوضاع على حالها ، وواصلت " اسرائيل " استهتارها بحياة الأسرى ، فان قائمة شهداء الحركة الأسيرة قابلة للزيادة ، فالأسير أبو هدوان حمل الرقم (175 )، وبعد أقل من ثلاث سنوات  حمل الأسير الشهيد الأشقر الرقم (192 ) ، ولا نعرف من سيحمل الرقم 193 ؟ .