قضى في سجون الإحتلال الإسرائيلي 17 عاماً

الأسير اللبناني المحرر أنور ياسين : تعاملوا معي كطريدة تنهشها كلاب الطريق

 

 

بيروت - سلوى التميمي:

لم تكن هي النهاية كما تراءى لي، كما انها أيضاً لم تكن هي البداية، لكنها محطة صغيرة في رحلة التحدي الطويلة داخل سجون العدو، والتي بدأتها باكراً وفي عمر لا يتجاوز التاسعة عشرة، لأخرج منها وأنا في السادسة والثلاثين.

سبعة عشر عاماً من التنقل من سجن الى آخر، ومن جلاد الى آخر، جعلت مني أنور ياسين الرجل الأكثر اصراراً على مواصلة الطريق. صحيح انها سرقت أجمل سنوات شبابي، لكنها منحتني تجربة مكثفة ما كانت لتتهيأ لي خارج قضبان السجن ولو عشت ألف عام.

كذلك لم يكن الخروج منها او مواجهتها بالأمر السهل لشاب صغير طري العود ، ولكن لكل منا مفاتيحه الخاصة وقدراته الخاصة، وبالنسبة لي ربما كانت قريتي “ الدلافة ” قضاء حاصبيا، حيث ولدت سنة 1968 قد لعبت دوراً أساسياً في تصليب عودي، إذ لم تكن نشأتي في بيئة مرفهة وأنا صغير أسرة تتكون من خمسة ذكور وأربع اناث، لأب مزارع تجذر بالأرض ورواها بعرقه وجهده، ولأم مكافحة صابرة ارتقت بحسها الوطني على ضعف الأمومة فيها.

وفي سنة 1982 تلقيت جرعة أكبر، وكانت أسرتي قد تحولت من الزراعة الى تربية المواشي في وقت كان الاحتلال يجتاح الجنوب قرية بعد أخرى، وحين اقترب من قريتنا كان علينا حزم أمتعتنا والرحيل حماية لاخوتي ولأسرتي التي كان أفرادها ينتمون الى التنظيمات المقاومة ومطلوبين للعدو بالاسم ، وفي الوقت الذي كانت الأسرة تجمع مقتنياتها داخل السيارات، كان علي ان أعبر مع قطيع المواشي الخاص بنا باتجاه بلدة القرعون، وكانت حدود معرفتي بها لا تتعدى خطوطاً معينة، وحين وصلتها كان هناك تمشيط في المنطقة بكاملها ، وتسارعت وتيرة القصف وغزارته لينطلق كل عشرة او خمسة عشر صاروخاً معاً، فركضت بالقطيع باتجاه النهر، غير ان إحدى القذائف استهدفته وقتلت عدداً منه ودب فيه الذعر وتشتت ولم أعرف ان من تبقى منه كان قد عاد الى القرية.

كانت تلك اللحظة من أصعب المواقف التي يمكن ان يمر بها فتى في الرابعة عشرة ، وكان أمامي خياران لا ثالث لهما : اما ان أعود وأحضر القطيع مع ما يمكن ان أتعرض له من خطر الموت ، او أتابع طريقي وأخسره، وهو الذي يشكل رأسمال الأسرة في ذلك الوقت ، فاخترت البحث عن القطيع والعودة به، لكنني كنت كلما حاولت الخروج ينهال مطر القذائف فأتوقف. كان برفقتي آنذاك شابان من ضيعتنا، تمكن والدهما من الوصول إلينا، لكنه قبل ان يعانق ولديه هجم عليّ باكياً وأخذ يقبلني وهو يردد “حمداً لله على سلامتك فأنت بالنسبة لأهلك ميت”. وروى لي كيف ان أخي الذي كان يراقبني من قمة الجبل، قد شاهد القصف وأرسل وراء أبي الذي ذهب وعاين المنطقة وقد وجدها تسبح بالدماء وأشلاء عدد من القطيع.

ولا زلت أذكر مشهد ماعز أصيبت في بطنها لتخرج أمعاؤها على الطريق مسافة عشرين متراً تقريباً لينتهي بها الأمر جثة هامدة داخل شجرة عليق. لم أعتقد للحظة وأنا أتابع خط الدم والاحصاء انها لحيوان ما، فقد كنت أهيئ نفسي كل الوقت لرؤية انسان مصاب زاحف لينجو بحياته.

التحدي داخل المعتقلات

اتخذت قرار دراسة الكمبيوتر في الوقت نفسه الذي اتخذت فيه قرار الاعتماد على نفسي والاستقلال بشخصيتي عن الأهل ، ومارست في تلك المرحلة نشاطات حزبية متعددة لم تكن لترضي طموحي فرحت ألح على المسؤولين لارسالي في مجموعات فدائية وكان القطاع الطلابي آنذاك معزولاً نسبياً ولكن امام اصراري وتهديدي بترك الحزب وافق المسؤولون على اشراكي بعمليات عسكرية وكنت قد انهيت السنة الأولى من دراستي للكمبيوتر كذلك قمت بعدة عمليات تمهيدية استطلاعية.

كانت العملية التي أسرت خلالها هي عملية الشهيد جمال ساطي، والذي فجّر الحاكمية العسكرية في حاصبيا سنة 1985 ، ففي 17/9 من سنة 1987 تقرر ان تتوجه مجموعة فدائية لضرب موقع مدفعية للعدو في وادي الحاصباني كان يشكل خطراً على المجموعات الفدائية المتوجهة للعرقوب حيث تتعرض أثناء انسحابها للقصف المدفعي الثقيل ، وكان المطلوب اقتحام وتفجير هذا الموقع، وكونها عملية نوعية كان من الطبيعي ان نتوقع خلالها ان يسقط منا أكثر من شهيد، وكنا قد قسمنا أنفسنا لثلاث مجموعات، وكنت أنا ورفاقي في المقدمة، وقد أشرفنا على تلة تمكننا من السيطرة على الموقع، لكننا فوجئنا بعملية انزال كوماندوس قطعت علينا الطريق، فبدأنا باطلاق النار وكان اشتباكاً عنيفاً استمر أكثر من ست ساعات قتل خلاله ضابطان صهيونيان وأحد الجنود بينما أصيب خمسة آخرون بجراح متعددة. حين توقف اطلاق النار كان الليل قد خيم على المنطقة لم أكن أعرف ما الذي حدث تماماً وفضلت ان أحتفظ بموقعي على التلة رغم اصابتي بطلق ناري في الكتف وعدة شظايا في رأسي وقدمي ، كنت على قناعة انني إذا غادرت التلة فسيحتلها العدو كما اعتقدت ان زميلي اللذين كانا برفقتي قد استشهدا، فقررت البقاء لحماية رفاقي الآخرين وتغطية انسحابهم.

كانت مشاعري وسط ذلك الصمت الرهيب تختزل كل متناقضات العالم.. الموت والحياة، الهزيمة والانتصار، الخوف والشجاعة ، استنفرت حواسي كلها حتى لكأني قادر لحظتها على سماع رنين الابرة او دعسة النملة! ورفضت التراجع بكل ما يعنيه من انكسار وأنا الذي ذهب الى الموت بقراره وخياره ولم يجبرني أحد عليه.

كانت عملية الكوماندوس تلك عملية احترازية، إذ كان العدو يتوقع تصعيد العمليات الفدائية في تلك المرحلة احتفاء بذكرى انطلاقة جبهة المقاومة ، وكان يتوقع في هذه الفترة ان تتم عمليات تسلل ما دفعهم للقيام بكمين مبكر يكون بانتظار المجموعات المتسللة. لكن ما حدث اننا كنا قد خرجنا أبكر مما توقعوا وفاجأناهم باطلاق النار ونجحنا في قتل قائدهم ما جعلهم يصابون بصدمة قوية وارباك شديد ، خاصة واننا نجحنا أيضاً في قتل نائب القائد لحظة اقترب من مسؤوله ليتفقده في محاولة لانقاذه او سحبه عندها سقط فوقه قتيلاً فدب الذعر في صفوف الجنود كما أصيبوا بحالة من الارباك لجهلهم ما يحدث ولجهلهم مسالك المنطقة وشعابها، وراحوا يتخبطون وقد رأوا في كل صخرة عدواً لهم.

كان بالامكان إبادتهم لكن ما يمتلكون من تقنيات وأسلحة وأجهزة اتصال حديثة ساعدهم على التواصل بينما كنا لا نمتلك أجهزة اتصال ونفتقد كل وسائل التقنية الحديثة وكان تواصلنا يتم بالاشارة او النظر وحين توقف اطلاق النار لم أعد أسمع شيئاً حتى نداء الرفاق لي ، كانت كثافة الطيران المروحي وهديره تحجب عني كل ما يدور حولي وأنا الذي كنت حينها أنزف بغزارة ما جعلني أخلع معطفي العسكري لألف به ذراعي المصاب واحتمي في حضن احدى الصخور بعد ان نفذت ذخيرتي وتعطل سلاحي ووهنت قواي لشدة النزف والذي استمر الليل بطوله.

وما ان أطل الصباح كان نظري قد زاغ وأصبحت أرى الأشياء غائمة وضبابية ، وكان رفاقي قد يئسوا من العثور عليّ حياً فانسحبوا في الوقت الذي بدأ العدو تمشيطاً مكثفاً للمنطقة بعد حضور امدادات جديدة من رجال الكوماندوس. ومع اشراقة الشمس التي اضاءت المنطقة اصبحت محاصراً ومكشوفاً تماماً، وبقدر ما أحببت ضوء الشمس في السابق بقدر ما خذلني في ذلك اليوم. وللحقيقة كنت أتمنى لحظتها لو لم تشرق الشمس لكن القدر واقع لا محالة وعلي مواجهته بشجاعة. كان أحد الجنود يقف فوق الصخرة نفسها التي احتمي بحضنها، وكان يتحدث في أحد الأجهزة حين وقعت عيناه علي فإذا به يصرخ ويقذف بالجهاز الذي بيده ولم أفهم ما كان يقول فقد كنت أقرب الى الغيبوبة وبالكاد أستطيع تمييز الأشياء، لكني أدركت انه خائف بل مرعوب حتى انه لشدة خوفه لم يكن ليكتشف انني شبه فاقد الوعي، وان الدم يغطي وجهي وقد أصبح نصفي الأسفل عاجزاً عن الحركة.

 وعلى اثر صراخه تجمع حوله عدد من الجنود، تجرأ أحدهم واقترب مني شاهراً سلاحه وهو يردد “إذا تحركت قتلتك” وبدأ بتفتيشي حتى تأكد انني بلا سلاح ونصف ميت راح يضربني بكعب بارودته بينما أخذ الجنود الآخرون يشاركونه حفلة الانتقام هذه. البعض لبطني بسباطه والبعض ببندقيته ولم يكتفوا بذلك إذ تابعوا حفلة التعذيب هذه بعد ان قيدوا يدي وقدمي بالسلال وكأنما تحرروا بذلك من الخوف، فراح بعضهم يقفز فوق ظهري والآخر يدوس وجهي بحذائه العسكري، بينما بعضهم يلبطني داخل جراحي حتى لم أعد أشعر بشيء فقد وصل بي الأمر الى مرحلة فقدت معها احساسي بالألم.. وأعترف انهم لولا حاجتهم لما امتلكه من معلومات لما أبقوني على قيد الحياة.

 

الولادة من جديد

نقلت بطائرة هيلوكوبتر الى كريات شمونة، المحطة الأولى في رحلة الأسر الطويل بكل ما فيه من بشاعة وفنون في التعذيب لا تستطيع أية لغة في العالم ان تصف حجم بشاعتها ، كنت تحت وطأة اخاطة جروحي بوسائل بدائية ودون بنج او حتى من خلال اختصاصي أشعر وكأن الجرح يتسع ويتمزق بدلاً من ان يصغر او تلتصق أطرافه ، اما وسائل التعذيب المعروفة كالضرب والشبح فقد تلقفني بها العدو حالما حط بي الرحال في كريات شمونة ومنها الى مركز التحقيق في الصرفند حيث عانيت مائة يوم من التعذيب المتواصل والمتلاحق والذي لم يستهدف الجسد فقط بل طاول الروح أيضاً وبعض تلك الوسائل كانت كافية لأن تفقدني السيطرة على أعصابي او حتى تثير الجنون، حركات رتيبة ومتواصلة وعلى مدار الساعة تستهدف منطقة معينة كالفك مثلاً أصبحت بعدها عاجزاً عن تحريك فكي الأسفل الذي يتورم ويتخدر.

تعذيب قاسي

ساعات طويلة وأنا مكبل اليدين معلقاً “مشبوحاً” كما الذبيحة وقد انغرزت الجنازير في لحمي بينما رأسي مغطى تماماً داخل كيس كهذا الذي شهدناه مع الأسرى العراقيين.

ولم يكن التعذيب وحده مصدر الألم لكن الشتائم البذيئة التي كان المحققون يتعرضون فيها لأمي واخواتي هي أكثر ايلاماً لي من تمزيق جسدي.. وكنت أتعالى عليها بتجاوزي للواقع، خاصة وانني قدمت نفسي باسم آخر لا علاقة له بواقعي لا من قريب ولا من بعيد. وقد نجحت في الحفاظ على تلك الشخصية لأسبوع تقريباً استطاع العدو بعدها اكتشاف اسمي الحقيقي بعد ان أصدر الحزب بيانات في لبنان وكلف الصليب الأحمر متابعة حالتي، ولم يصلني الصليب الأحمر إلا بعد شهر ونصف الشهر من الاعتقال عرفت خلالها كل أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي.. علقت في السقف، وربطت الى عمود، وركعت على ركبتي لساعات طويلة دون ان أجرؤ على تحريك اصبع قدمي او يدي او حتى ركبتي لأتفادى ضربة مفاجئة تقسم ظهري. وعرفت بشاعة انتهاك حرمة الجسد بتعريته والسخرية مني ووقوفي أمام أعين المجندين والمجندات عارياً ضعيفاً وعاجزاً ومهدداً بالاغتصاب، ولطالما احسست بالذل والمهانة كلما أدخلوني الى غرفة كأنها “مجلى” او حين لوح لي الضابط بعصا الجولف مهدداً باختراقها لجسدي بعد ان تمت تعريتي واجباري على اتخاذ وضع من سيمارس معه الجنس.

مهانة لا تعادلها مهانة واحساس لا يمكن وصفه بكلمات ولربما تمنيت ألف مرة ان أموت دون ان أقف هكذا موقف ولو للحظة.

أمي الحنونة

كان وجه أمي أكثر الوجوه التي تعانقني في تلك اللحظات، وكأنها تدرك حاجتي الماسة إليها فتعطيني الكثير من الأمل وتختطفني من مكاني وتطوف بي الى عوالم رائعة مسكونة بالحب والطمأنينة والحنان.. ومعها يتلاشى الألم والخوف ولا يبقى إلا الغد المرسوم بعيني أمي وعلى أطراف أصابعها الدافئة وهل تتلمس جراحي وتغني لي بصوتها الحنون.

أشهر ثلاثة مضت لم أعرف فيها طعم النوم او الراحة ثم بعدها اصدار الحكم بسجني ثلاثين عاماً أمضيت منها سبعة عشر عاماً متنقلاً بين ثمانية سجون منها سجن عسقلان الذي عشت فيه 12 سنة لأنتقل منه الى سجن نفحة رفيقاً لعميد الأسرى سمير القنطار، وبعد أحد عشر شهراً نقلت الى شطة شمال فلسطين ولسنتين نقلت بعدها الى سجن هاداريم شرق شمال تل أبيب. وكانت محطتي الأخيرة في سجن ريمونيم القريب من هاداريم.

لم يكن اصدار الحكم ليعني نهاية العذاب، فأنا عرضة له دائماً وفي أي لحظة يخطر للسجان فيها ان يمارس حقده وعقده. وليس أسهل من اختراع ذنب ما او مخالفة ما ليصبح معها التعذيب عقوبة طبيعية.

كان مجرد التفكير ببقائي كل تلك السنوات خلف القضبان وأنا الذي ولدت حراً كما الطير، كافياً ليصيبني بالاحباط والكآبة، لكن رفاقي في المعتقل كانوا قادرين على احاطتي بكل أشكال الرعاية وأنا الأصغر سناً وتجربة وكان للرفيق الشهيد عمر القاسم الفلسطيني المقدسي، والذي قضى نتيجة اهمال علاجه بعد ان أمضى في السجن واحد وعشرين عاماً، فضل كبير في تعليمي كيفية التحدي لهذا الواقع والحفاظ على لياقتي وتثقيفي. لقد كان قائداً فذاً داخل السجن يقود يومياً طابور الرياضة الصباحي رغم تجاوزه الخامسة والأربعين، كما نظم لنا أوقاتا للمطالعة والدراسة وحين أصيب بمرض “الصفيرة” (الكبد) لم يتم علاجه ولا تشخيص مرضه واعطي كما هي العادة مع جميع السجناء حبة “الاكامول” التي تعتبر الدواء لكل حالات الألم التي تصيب السجناء.

أعترف انه لم يكن ليخطر لي انني سأخرج من سجني قبل انتهاء المدة، ولذا كنت قد هيأت نفسي لتقبل الواقع وبدأت أحضر لمتابعة دراستي الجامعية وقد رفضت ان يتغلغل السجن الى داخلي حتى لا يحطم حياتي او ينهي مستقبلي واستعنت بكل الصور الحلوة التي عشتها، خاصة قصة حبي لتلك الصبية التي أردت الارتباط بها يوماً ولم يشأ لنا القدر هذا الارتباط.

كان خوفي من تسرب الاحساس بالزمن الى داخلي والانهزام تحت وطأته يدفعني لخلق عالم خاص بي أتجاوز من خلاله مرارة الواقع! وكانت مفاجأة كبيرة لي وأنا الذي تابعت خبر تبادل الأسرى ان أكون واحداً من المفرج عنهم. حين سمعت ضابط القسم يطلب مني ان أجمع حاجياتي لم أصدق، وكنت أخاف ان أصدق حتى لا أصاب بخيبة أمل او صدمة إذا لم يحدث الأمر او إذا ما انتهت المفاوضات الى الفشل!

لكن الخبر صحيح، نعم كان اسمي من بين الرفاق المفرج عنهم وأدركت انها الحقيقة حين عشت احتفالات الرفاق بي ولثلاثة أيام متتالية وقد حرصوا على مشاركتي فرحتي وأشعروني انهم أهلي وأقاربي أكثر منهم رفاقي وزملاء سجني.

وخرجت الى الحرية باحثاً عن وجه أمي بين آلاف الوجوه المحتشدة على مدرجات مطار بيروت وفي الشوارع والطرقات.. تأملتها بشوق العائد من صقيع الموت الى دفء الحياة ورأيت في ملامحها الطيّبة والأصيلة ملامح أمي فتدحرجت على خدي دمعة ولادة جديدة

 

المصدر / الخليج الإماراتية