رسالة من الأسير فخري الرغوثي

في الذكرى السادسة والعشرين لإعتقاله

 

( يا شعبي العظيم … يا شعب الشهداء والتضحيات … أحبتي كل أهلي … أخوتي في الكفاح … في ربوع الوطن والحرية ، رفاق دربي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته … أحييكم بتحية فلسطين وقدسها الحبيب … تحية الشهداء ، تحية كل أسير يأمل الحرية العاجلة وأشد على أياديكم وأفديكم بروحي وبعد …

ألم يحن لي أنا الأسير الفلسطيني فخري عصفور عبد الله البرغوثي أن أرى الحرية وأن أعانق أبناء شعبي البطل خارج أسوار الإعتقال .. وان احتضن تراب الوطن الذي ابتعدت عنه مجبراً وأنا أمضي سنوات عمري في الأسر والإعتقال ، هذا الإعتقال الذي أخذ من عمري حتى الآن 26 عاماً ، ومازلت في الأسر سجون الإحتلال الغاشم وفي منافيه البعيدة وفي أقبية الظلام … ألم يحن بعد رجوعي إليكم أنا وأخي وحبيبي نائل صالح البرغوثي ؟ ونحن إذ نتوجه إليكم نحيي في 23 / 6 / 2003 م ذكرى إعتقالنا الـ 26 .

26 عاماً والذكرى تفتح في الذاكرة خندق ألم ومعاناة … وسوط الجلاد يأكل من لحمنا وعمرنا … ويلقي بكل ظلال قهره وموته البطيء ، وأحزانه تشتد يوماً بعد يوم خاصة بعد أن فقدت والدي ووالدتي رحمهما الله ، وأنا أمضي سنوات وسنوات خلف قضبان البطش والإرهاب الإحتلالي … ويزداد بعدي عن أهلي قسرياً وعن ولدي الحبيب ، وفقدت من الإخوة إثنين أحدهما سقط شهيداً والآخر لم أره طوال سنين اعتقالي ولست أدري ماذا يخفي لنا القدر بعد.

  ألم يحن الأوان لأرى شمس الحرية وليعانق أخي ورفيق دربي نائل البرغوثي أمنا الحبيبة والدته ( فرحه ) ووالده أبو عمر … قبل أن يلقيا وجه ربهما … إلى متى سنظل أسرى الطغاة … إلى متى سنظل في النسيان والتهميش … نحن وباقي اسرانا البواسل … إلى متى سنبقى صفحة في سجل الشفقة والتضامن الذي لم يعد له مذاق ولا طعم .. بل هو اجتراح لألم أشد حين لا نعطي الأمل ولا تلوح في الأفق تباشير الفرح والحرية .. فكم مرة خذلتنا الحرية حين لم تطلنا عمليات التبادل ولا الحلول السياسية التي لم ينلنا منها سوى رسوخ القيد … ألم يحن بعد ياشعبنا الحبيب أن ننتزع حريتنا ويحطم قيدنا ؟ ألم يحن لقيادتنا الوقت لتضعنا على سلم أولوياتها وتلتفت إلينا قليلاً ، وفاء لما أخذته من عمرنا قيود وزنازين الإحتلال الفاشي … ومن يعطي المئات من إخوتي الأسرى ممن أمضوا سنوات أو أكثر من عشر سنوات حتى الآن في السجون … أمل الحرية ، أمل عناق الأحبة وتراب الوطن … ومن يعطي أهالي الأسرى الأمل في حرية كل أحبتهم من خلف القضبان ؟؟!

من يعطي للأسرى الأحبة ، من القدس ، وأسرى الدوريات والأسرى الإخوة من فلسطين المحتلة عام 1948م … بالحرية نعم الحرية .

يا أحبتي يا أبناء شعبي … إنني إذ أطير ندائي لكم في ذكرى إعتقالي وأخي رفيق دربي نائل الـ ( 26 ) فإنني أعاهدكم وإياه ومعنا كل الأسرى أن نظل أوفياء وبكل الإصرار والإيمان بعدالة قضيتنا وحقنا بالحرية والحياة الكريمة والدولة المستقلة كاملة السيادة والعاصمة القدس ، والحق بعودة كل اللاجئين … ونوصيكم بالوحدة والتلاحم .

نشد على أيديكم … وأملنا عظيم بأن نعانق كل الأحبة خارج أسوار الإعتقال سريعاً .

ولكم منا كل التقدير والإحترام

المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل لكل الجرحى

والحرية كل الحرية للأسرى

 

إبنكم الأسير

فخري عبد الله البرغوثي ( أبو شادي )

سجن عسقلان 19 / 6 / 2003 م