|
إرحموا أسرانا ... !!
وقائمة من أمضوا أكثر من خمسة عشر عاماً
بقلم / عبد الناصر عوني فروانة
كَثُرَ الحديث خلال الأشهر القليلة الماضية عن عملية تبادل محتملة للأسرى ، ما بين فصائل المقاومة الفلسطينية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي ، ومنذ الخامس والعشرين من حزيران الماضي وهو تاريخ " عملية الوهم المتبدد " البطولية التي أُسر خلالها الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " ، ونحن نراقب ونتابع ، ننتظر بشغف شديد سماع الأخبار ، فتارةً نتفاءل إلى أبعد الحدود بقرب انهاء معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب، و تارةً أخرى نُحبط ونُمل بل ونتشاءم ، لما يرد لمسامعنا ولما تطالعنا به وسائل الإعلام المختلفة من أخبار وتصريحات عديدة .
وللتفاؤل دوافعه ، فتاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة حافل بالكثير من عمليات تبادل الأسرى والتي بدأتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بتاريخ 23 يوليو 1968 ، حينما خطفت إحدى مجموعاتها بقيادة المناضلة ليلى خالد طائرة العال الإسرائيلية وعلى متنها أكثر من مائة اسرائيلي واتجهت بها إلى الجزائر ، وتم آنذاك الإفراج عن الطائرة وركابها مقابل الإفراج عن 37 اسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية .
وتحرر بموجب عمليات التبادل تلك التي جرت ما بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الإحتلال الإسرائيلي آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب.
ولكن تبقى " عملية الجليل " التي نفذت بتاريخ 20 مايو 1985 مابين الجبهة الشعبية - القيادة العامة ، وحكومة الإحتلال ، هي الأبرز والأكثر زخماً على الإطلاق ، حيث تمت وفقاً للشروط الفلسطينية وبتزامن التبادلية ، وتحرر بموجبها ( 1155 أسير ) من كافة الفصائل والمناطق الجغرافية ، فشملت المناضل الأممي الياباني الجنسية (كوزو أوكاموتو) ، وأشقاء عرب ، ومناضلين من المناطق التي احتلت عام 1948 ، ومن القدس المحتلة ومخيمات الشتات ، ومن الضفة وقطاع غزة ، كما كان الحق لكل هؤلاء في تحديد الجهة الجغرافية التي يرغبون التوجه إليها بعد تحررهم ، بالإضافة لذلك فإن الغالبية العظمى ممن تحرروا كان يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد أو بالسجن عشرات السنين لأنهم شاركوا في عمليات أوقعت خسائر بشرية في صفوف العدو .
ومنذ أسر الجندي الإسرائيلي " جلعاد شاليط " انتعش بداخلنا الأمل ، وحَلُمْنا بتكرار " عملية الجليل " ، ولكن مع مرورالوقت بدأ يتسرب إلينا شعور الملل ، وينمو بداخلنا شعور الإحباط ، وبدأ يتبخر ذاك الحلم – أي تكرار عملية الجليل - ، ولهذا الشعور أسبابه أولها : إنحياز موازين القوى لصالح حكومة الإحتلال واستمراره في تعنته وتمسكه بشروطه المجحفة بحق أسرانا ، وثانيها : كثرة تصريحات المسؤولين الفلسطينيين وتضاربها وتناقضها ، بالإضافة لما تطالعنا به وسائل الإعلام المختلفة من أخبار متناقضة ومتضاربة .
وفي مثل هكذا حال علينا أن نرحم أسرانا وذويهم ، وتجنب كل ما من شأنه التلاعب بمشاعرهم ومشاعر ذويهم وأطفالهم ، وإن كان ولا بد من التصريحات فيجب أن تكون موحدة وأن تحظى بالمصداقية وأن تعكس حقيقة ما آلت إليه المفاوضات بدون مبالغة أو تضخيم .
فليس مهماً متى ستتم الصفقة ، أوالعدد الذي ستشمله إن كان بضعة مئات أو ألف أو ألف وأربعمائة ، المهم أن نحطم " الفيتو " الإسرائيلي الذي يمنع الإفراج عن أسرى شاركوا في عمليات أدت إلى جرح وقتل اسرائيليين ، مع احترامي وتقديري لجميع الأسرى والمعتقلين والذي يقدر عددهم الآن قرابة ( 11000 ) إحدى عشر ألفاً ، منهم أكثر من ألفي مواطن والعشرات من النواب والوزراء اعتقلوا منذ أسر " جلعاد شاليط " .
ليس هذا وحسب بل ومنذ ذلك التاريخ – أسر شاليط - تشن إدارة مصلحة السجون هجمة شرسة صامتة وبعيدة عن وسائل الإعلام على الأسرى مستغلة انشغال العالم بما يجري في لبنان والعراق والإنتخابات الأمريكية الأخيرة ، واستمرار الصمت العربي ، وانشغال الفلسطينيين بالحصار الجائر وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية .
هذه الهجمة طالت حياتهم بكافة جوانبها ،انسانيتهم ، كرامتهم ، وحياتهم اليومية ، وحرمتهم من كل شيء من الدواء والعلاج ، ومن رؤية عائلاتهم وأبنائهم ، وحتى من رؤية بعضهم البعض فحرمتهم من التنقل الداخلي وعزلت الكثر منهم في أقسام العزل الإنفرادية والجماعية ، وهذا ما يدفعني لمناشدة كافة أبناء شعبنا الفلسطيني إلى تفعيل قضيتهم من خلال تسليط الضوء على معاناتهم ومعاناة أسرهم من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتنظيم الفعاليات التضامنية المختلفة والمطالِبة بتحريرهم على كافة الصعد المحلية والعربية والدولية ، وعلى العالم أجمع الذي ينادي بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي " شاليط " أن يعلم جيداً بأن هناك الآلاف من الفلسطينيين يموتون ببطئ في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، وبالتالي يجب أن نُسمِعهم صرخاتهم ونُطلِعهم على صور معاناتهم .
وطالما أننا نتحدث عن عملية تبادل محتملة ومرتقبة ، فلا أخفي هنا انحيازي الصريح والكامل للأسرى القدامى لعدة اعتبارات أهمها أنني عايشت التجربة وكنت أحد أبناء الأسرى الذين تحرر آبائهم بعد أن أمضوا أكثر من خمسة عشر عاماً في الأسر ضمن عملية التبادل عام 1985 ، وأدرك أكثر من غيري معاناة واشكالات هؤلاء و ذويهم وأطفالهم .
واليوم الفرصة مواتية لآسري " شاليط " الرائعين لتحرير ما عجزت عن تحريرهم العملية السياسية وفصائل المقاومة من قبل ، وأن تشمل صفقة التبادل المرتقبة الأسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو ( 367 أسيراً )، أو على الأقل جميع من أمضوا أكثر من خمسة عشر عاماً وبدون استثناء ( 181 أسيراً ) وأن لا نسمح لحكومة الإحتلال باستثناء أحدٍ منهم لسبب جنسيته أو مكان اقامته أو التهمة التي اعتقل بسببها أو انتمائه التنظيمي ، ويكفي لهؤلاء ما أمضوه من سنوات عمرهم خلف القضبان ، فمنهم من أمضى في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، ومنهم من أمضى أكثر من ربع قرن ، ومنهم ... إلخ ، و ثقتي عالية جداً بآسري الجندي وبالمفاوضين حول هذه القضية وبتمسكهم بشروطهم .
أحلم كغيري بأن يعود هؤلاء الأسرى لبيوتهم لأهلهم، لينعم أطفالهم بحنانهم وبرؤيتهم صباح مساء وليلتقوا بهم ويتعانقوا سوياً بلا قيود وجدران ، وأن يروا الشمس بلا شبك و قضبان وأن تلامس أشعتها أجسادهم قبل أن يُحرموا منها للأبد .
مضت خمسة شهور ونيف ، مرت كالسنين على الأسرى ، بانتظار أن تتوج بالإنتصار وتنهي معاناة الآلاف بل عشرات الآلاف إذا ما أضيف إليهم معاناة عائلاتهم وأطفالهم وأمهاتهم .
وأخشى – لا سمح الله – أن تتبدد الآمال وتتبخر الوعود ، ولكن وإن حدث ذلك ، فحتماً ستبقى الأحلام ، وسيبقى الأسرى هم العنوان ، هم الأقوياء الشامخون خلف القضبان ، على العهد باقون وبالصمود متسلحون وعلى الأمل يحيون والشهادة في سبيل الله يتمنون .
كشف بأسماء الأسرى الذين أمضوا أكثر من 15 عام ولا زالوا في الأسر
إعداد / عبد الناصر فروانة
أوائل ديسمبر 2006
المنطقة |
العدد |
|
1- |
الضفة الغربية |
70 |
2- |
قطاع غزة |
53 |
3- |
القدس |
31 |
4- |
فلسطيني الداخل (ال48) |
18 |
5- |
لبنان |
1 |
6- |
الأردن |
4 |
7- |
الجولان |
4 |
المجموع الكلي |
181 |